خرج الآلاف فى قطاع غزة، الثلاثاء، فى مسيرات أطلق عليها «نذير الغضب»، بدعوة من «هيئة الحراك الوطنى لكسر الحصار» بمشاركة قادة من «حماس» و«الجهاد الإسلامى»، وطالب المتظاهرون بـ«كسر الحصار وتأكيد الثوابت ودعم الأسرى»، وردد المشاركون فى المسيرات هتافات ضد الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» وطالبت برحيله، واتهمه المتظاهرون بـ«المشاركة فى فرض الحصار على القطاع»، بالتزامن مع وصوله إلى واشنطن فى زيارة رسمية تستمر 3 أيام يلتقى خلالها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، اليوم.
وانطلقت المسيرات من رفح وخان يونس والوسطى ومدينة غزة وشمال القطاع، وتوجهت إلى شارع صلاح الأيوبى الشارع الرئيسى فى القطاع، وشاركت فيها مختلف الفصائل، وآلاف المواطنين الغاضبين من الحصار. وردد المشاركون هتافات ضد عباس، منها: «ارحل ارحل يا عباس، هادى غزة ما تنداس، الشعب يريد إسقاط عباس، عباس لا يمثلنا»، كما طالبوا بـ«وقف سياسة التنسيق الأمنى مع الكيان الإسرائيلى فى الضفة الغربية المحتلة»، ورفض المتحدثون الاعتراف بشرعية عباس، وقالوا إنه «منتهى الشرعية»، ودشّن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى هاشتاج «#عباس_لا_يمثلنى». وتخللت المسيرات كلمات للفصائل الفلسطينية، وقال القيادى فى «حماس» حماد الرقب إن المظاهرات تؤكد عدم تمثيل عباس للشعب الفلسطينى وقضيتنا وأنه ليس رئيسا لنا.
وتأتى المظاهرات ردا على قرارات «أبومازن»، الشهر الماضى، ضد «حماس» فى غزة، فى محاولة للتضييق عليها وإجبارها على تسليم القطاع، مثل اقتطاع 30 % من رواتب الموظفين، ووقف الإعفاءات الضريبية عن مشتريات مثل الوقود، وأبلغ إسرائيل، لاحقا، بقراره التوقف عن دفع ثمن الكهرباء التى تزودها إسرائيل لقطاع غزة، وتساهم فى نحو ثلث احتياجات القطاع.
وأعلنت اللجنة الإدارية العليا فى غزة تعليق العمل فى الوزارات الحكومية والمدارس فى القطاع لإعطاء الفرصة للمشاركة فى المسيرات، واستبدلت عشرات المطاعم فى قطاع غزة «قائمة الطعام» المقدمة للزبائن، بقائمة بديلة تشمل فقط «ماء وملح»، وهو المشروب الوحيد الذى يتناوله الأسرى المضربون عن الطعام فى سجون الاحتلال الإسرائيلى للأسبوع الثالث على التوالى.
وشارك فى المسيرات عدد كبير من قيادات «حماس» بينهم نائب رئيس المكتب السياسى للحركة إسماعيل هنية، وقائدها فى غزة يحيى السنوار، وعدد من قادة الفصائل، وقال المتحدث باسم حركة «حماس» سامى أبوزهرى: «الاحتلال سيدفع ثمن تشجيعه لرئيس السلطة على خنق قطاع غزة»، وأضاف: «على الاحتلال أن يعيد تقييم حساباته قبل فوات الأوان»، وأن «حماس» فى جعبتها الكثير لقلب الطاولة على رؤوس الجميع، فيما ذكرت «حماس» أن زيارة «عباس» إلى واشنطن «لا جدوى منها ولا تمثل الشعب الفلسطينى».
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: «نحتشد لمواجهة الحصار المفروض على غزة الذى يستهدف مقاومتنا الباسلة من خلال محاولة الاحتلال وأعداء شعبنا ضرب الحاضنة الشعبية وإغراقها بإشكاليات اجتماعية».
يذكر أن برنامج زيارة عباس للولايات المتحدة، يشمل لقاء مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب، ولقاء آخر موسعا يجمعهما بفريقيهما داخل البيت الأبيض، ويلتقى عباس فى مقر إقامته، وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون، وعددا من كبار الشخصيات الأمريكية، ووفدا من ممثلى الجالية الفلسطينية، وعددا من قيادات الجالية اليهودية، إلى جانب لقاء مع السفراء العرب فى واشنطن، فى مسعى لاستطلاع موقف إدارة ترامب من إمكانية تحريك ملف مفاوضات السلام.