x

د. أحمد عكاشة: المصريون يتميزون بالصبر ولكن انتفاضتهم الحالية تشبه «ثورة الجمال»

الجمعة 04-02-2011 04:36 | كتب: محاسن السنوسى ‏ |
تصوير : حسام فضل

طالب الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى، الرئيس مبارك بالرحيل عن السلطة، منوها بوفاة الحزب الوطنى «الذى لن يرحمه الله»، حسب تعبيره. وقال عكاشة لـ«المصرى اليوم»: هناك مرض نفسى يصيب الحكام الديكتاتوريين فى العالم، وهو فقد البصيرة، حيث يشعر الديكتاتور بأنه محبوب من الجميع، وأن الكل يخافه»، مشيرا إلى أن هذا المرض أصاب مبارك»، ولكنه استيقظ مؤخرا يوم ثورة شباب 25 يناير، والكل يقول له يسقط حسنى مبارك».

وأضاف: إن النواحى الإيجابية لثورة الشباب الذى انتفض منذ صباح 25 يناير، تمثلت فى أن الشباب المصرى المتعلم والمثقف يمثل القيادة الحقيقية للشعب فى الوقت الحالى. متابعا: «لقد عادت كرامة وعزة الشعب المصرى منذ أول يوم نزل فيه الجيش إلى الشارع، وهو اليوم الذى شعر فيه المصريون بالمواطنة، وعرفوا معنى الانتماء للوطن».

وأكد أن هذه «الانتفاضة» أعادت الثقة للشعب المصرى، وأنه يستطيع إقالة الحكومة ورئيسها، ثم يرفع رأسه عاليا، مشيرا إلى أن العالم الكبير جمال حمدان أخطأ عندما وصف المصريين بـ«الخنوع وعبادة الحاكم»، وقال: «اليوم نصحح هذه المقولة بأن المصرى غير خانع، ولم يعد سلبيا، ولكنه يتميز بالصبر»، ولذلك فإنه عندما يثور فتكون ثورته قوية وعنيدة وممتدة على طريقة «الجمال» التى تصبر طويلاً، لكنها ومع امتداد الظلم الموجه إليها تثور فى النهاية، ولكن بقوة وعناد، وهى تعلم مَنْ ظلمها بالتحديد.

وأشاد «عكاشة» بكل من امتثل لأوامر الجيش بشأن حماية المواطنين مساكنهم والحى الذى يقطنون فيه، و«هنا تتجلى عظمة الشخصية المصرية».وقال: «أثبتت عالمة أمريكية فى بحث لها أن الحامض النووى لقدماء المصريين الـ«دى. إن. إيه» يتماثل بين الأقباط والمسلمين بنسبة 97%، مما يدل على أننى قبطى مسلم وأنهم أقباط مسيحيون»، مشيرا إلى أن هذه النسبة الوراثية لم تتوافر فى أى من أجناس العالم. وأضاف: «كانت تنقص المصرى روح الجماعة، وهذه الثورة أثبتت أن الجميع تكاتف شباباً ورجالاً وأطفالاً ونساء، ولم تحدث ثورة فى العالم دون أن يدفع الشعب ثمنها»، مؤكدا أنه عند «عودة السكينة والسلام والعدل سيصبح المواطن المصرى مبدعا مبتكرا وطنيا، يحب غيره كما يحب نفسه».

وعن عودة الهدوء إلى الشارع المصرى، قال عكاشة: «لن يهدأ الشعب إلا بعد مساءلة من قاموا بتزوير إرادته، ولن نكتفى بقبول استقالة أمين التنظيم أحمد عز، فهو ليس وحده المسؤول عن كل الجرائم»، مطالبا بمحاكمة فورية للمزورين أمام الجميع ، لاسيما المساءلة العاجلة لأجهزة الأمن، التى انسحبت بعيدا عن أمن المواطنين وتركت البلاد للسلب والنهب.

وفسر العالم النفسى حالة النشوى والسعادة التى انتابت الخارجين على القانون ممن قاموا بعمليات السلب والنهب، تزامنا مع قيام الثوار بثورتهم بقوله: «عندما تلتف سلاسل وأغلال حول الإنسان تتغير أخلاقه، ومن ثم عندما تتاح هؤلاء الفرصة فى الخلاص من قيدهم تنتابهم حالة من السعادة فى الحصول على ما يشاءون»، مشيرا إلى أن دور الحزب الحاكم فى هذا الأمر بإهماله العشوائيات، التى يغيب عنها الاحترام الآدمى، حيث تصبح معاناة ساكن هذه المناطق هى رغيف العيش والبطالة ومياه الشرب والصرف الصحى، وتتحول حياته إلى «عيشة حيوانية»، وعندما تكون الفرصة سانحة للانتقام هنا يقتص المهمشون من كل شىء يصادفهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية