قضت «المصرى اليوم» 3 ساعات بصحبة مصابى الثورة الليبية الذين يتلقون الرعاية الطبية فى معهد ناصر بعد نقلهم من طرابلس على متن طائرة عسكرية على نفقة الحكومة المصرية. وروى المصابون الليبيون تفاصيل ساعات الرعب قبل تحرير مدينة مصراتة من أيدى قوات العقيد معمر القذافى، شارحين مقدار الرعب الذى انتابهم بسبب انتشار القناصة أعلى أسطح المنازل على مشارف المدينة قبل تحريرها.
أمين على الجمل شاب ليبى، يبلغ من العمر 27 عاماً، تلمع عيناه حينما يتذكر التاسع من أغسطس الموافق يوم الخميس، الذى قام فيه مع الثوار الليبيين، بإسقاط مصراتة من أيدى من وصفهم بالمرتزقة الذين استأجرهم القذافى ليقتلوا الشعب الليبى مقابل استمراره فى الحكم، ويحكى الجمل عن ذلك اليوم الذى أصيب فيه بطلق نارى فى وجهه، ورغم ذلك لم يشعر به رغم النزيف الشديد الذى استمر لأكثر من ساعة وهو يقاتل مع الثوار الليبيين بإصرار.
يتوقف أمين عن الكلام، وتبدأ الدموع فى التساقط على وجهه وهو يتذكر الشهداء الأربعة الذين قتلوا من عائلته على يد رجال القذافى وجيشه، يقول: سقط الأربعة فى أماكن متفرقة، الأول سقط فى مصراتة وكان بجوارى وكنا نحمل السلاح ونسرع لدخول المدينة وكنا نطلق الرصاص، وفجأة رأيته يسقط إلى جوارى ونحن مسرعان فتوقفت مصدوماً ولم أستطع الصراخ إلا بعد مرور عدة دقائق، وقبل أن أفيق طالتنى رصاصة من قناص فى الوجه.
وعندها يصرخ أخوه «ياسين» المستلقى بجواره فى نفس الغرفة، ويقول «سننتصر.. سننتصر»، فيبتسم أمين على استحياء ويقول «معنا الله يا أخى معنا الله، وسنقضى على القذافى المختبئ بقرية (أبوهادى) فى مدينة سرت». وبجوار الشقيقين، رفع المصطفى شعبان علامة النصر عندما التقيناه، وردد شعار «عاش الشعب الليبى»، مؤكداً أن إصابته لا تعنيه مقارنة بنجاح الثورة الليبية، رغم إصابته بطلق نارى فى الجانب الأيسر مخترقاً القفص الصدرى.
وفى الوقت الذى كان يستكمل فيه شعبان قصته، تفقد الدكتور عمرو حلمى، وزير الصحة، المصابين الليبيين فى مستشفى معهد ناصر، مشيراً إلى أن الحكومة ستقوم خلال الأيام القليلة المقبلة بإرسال شحنة مستلزمات طبية كبيرة إلى الشعب الليبى.