فى عام 2003، حققت صادرات الأثاث المصرى، من إنتاج مدينة دمياط، وحدها، حوالى 300 مليون دولار، دون حساب قيمة صادرات التجمعات الصناعية الأخرى، فى القاهرة والدلتا والصعيد، ورغم الجهود الفردية فى التسويق، وعدم وجود منظومة متكاملة، بدءا من الإنتاج وحتى التصدير، واصلت أرقام الصادرات رحلة الصعود، فأنهت عام 2010، بتصدير منتجات دمياطية صميمة، بقيمة بلغت حوالى 500 مليون دولار.
وكان من الطبيعى، فى ذلك الوقت أن تجذب تلك الأرقام، أنظار الدولة والقطاع الخاص، لتثير تساؤلا رئيسيا: «كيف حققت صناعة غير منظمة إيرادات تصديرية متصاعدة»؟، فهى تعانى من حصار دائم، فرضه غياب استراتيجية ثابتة، لحماية الحرفة اليدوية، وتسويق منتجها خارجيا، وقبل كل ذلك، غياب تدريب «الصنايعى»، مثلما يقول «الدمايطة»، على معدات وآلات الإنتاج الجديدة، والمستخدمة عالميا، والتى أصبح «الحاسب الآلى»، عنصرا أساسيا فيها، بل مشاركا رئيسيا فى وضع الأشكال والتصميمات لخطوط الأثاث الجديدة.
بعد 2011، تبخرت آمال النهوض بتلك الصناعة الواعدة، وكان الشعار المرفوع دائما: «لا توجد ميزانية للتطوير»، فبدأ منحنى الهبوط، حتى وصلت قيمة صادرات الأثاث المصرى، إلى أقل من النصف، من إجمالى ما تحقق فى عام 2003، فآخر التصريحات الرسمية، تشير إلى أن صادرات دمياط من الأثاث فى عام 2016 بلغت حوالى 360 مليون دولار، وبالتالى أصبح دخول الدولة إلى قطاع الأثاث، كمشرف ومراقب ومنظم، لا غنى عنه، بعد أن اختل توازن السوق، واختلت معها خطوات القطاع الخاص الذى يسيطر على الصناعة. وفى مايو2015، عادت صناعة الأثاث إلى دائرة الضوء، حينما وضع المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق، حجر أساس مشروع مدينة دمياط للأثاث، ليحمى ما تبقى لـ«الأنامل الذهبية»، من قوة، تعينها على مواجهة خطر «الانقراض»، بعد أن هاجمتها ظاهرة «الأصابع المبتورة» بفعل استخدام ماكينات النجارة القديمة، وبدون وجود أى اشتراطات لسلامة العمل، فآخر الإحصاءات الرسمية، تشير إلى وجود 15 ألف «صنايعى» يعانون من بتر أحد أو كل أصابع اليد الواحدة، التى هى فى النهاية معول رزقه الوحيد.
قبل مدخل مدينة دمياط، من ناحية الشرق، يتقاطع طريق «القاهرة – الإسماعيلية» الصحراوى، والطريق الساحلى الدولى، فى منطقة ازدحمت بمشروعات الأمل والعمل، تهون مشاق تنفيذها، نسمات الهواء، التى اعتادت أن توزع رائحة اليود المميزة على ضيوف المنطقة، فشواطئ البحر المتوسط، على بعد كيلومترات قليلة، تترامى أمواجها على ميناءى بورسعيد، وشرق بورسعيد، بعد إطلاق مشروع تطويره، فترسل أفواجا من السفن، تراها عن قرب، تعبر قناة السويس، بعد افتتاح مجراها الجديد، وإطلاق مخططات تنمية محور القناة، لتسير موازية لمحور «30 يونيو»، وهو طريق برى موازٍ للمجرى الملاحى للقناة. المزيد
قراءة التجارب العالمية، فى بناء مدن متخصصة لصناعة الأثاث، تكشف أن مدينة دمياط، التى تحتل مراتب متقدمة فى أرقام تصدير الأثاث حول العالم، مازالت بعيدة عن سباق إنشاء المدن المتخصصة فى ذلك القطاع، الذى أصبح منافسا لدرجة جعلت أذواقه تتغير كخطوط الموضة والأزياء سنويا. المزيد
إنشاء مدينة متكاملة لصناعة وتسويق الأثاث، هو حلم قديم، وسرعان ما تحول إلى حقيقة، قبل أن يصبح حلما مؤجلا، ففى إحدى جولات الرئيس الأسبق حسنى مبارك بالمدينة، أثناء الانتخابات الرئاسية فى 2005، طالب عدد من تجار ومصنعى الأثاث، بتخصيص قطعة أرض، لإقامة المشروع، أملا فى إنهاء المشكلات المرتبطة بالصناعة، وتعظيم عوائدها، وكانت الاستجابة سريعة. المزيد
نظرة سريعة على أسعار المواد الخام، ونمط البيع فى دمياط، تعطى لنا تفسيرات حول سبب ارتفاع أسعار الأثاث الدمياطى حاليا، فدمياط التى يعمل 80% من أهلها بصناعة الأثاث، من خلال أكثر من 120 ألف ورشة مسجلة وغير مسجلة، شهدت أكبر قفزة فى الأسعار خلال 7 سنوات، بخلاف الفوضى التى نشأت فى التسعير قبل وبعد تحرير سعر الصرف. المزيد
قال معتز بهاء الدين، العضو المنتدب والرئيس التنفيذى لشركة مدينة دمياط للأثاث، إنه من المنتظر الانتهاء من الجزء الصناعى بالمشروع نهاية العام الجارى، وإن الشركة ستطلق خطة لتسويق المشروع خلال شهرى مايو ويونيو، لتبدأ طرح الوحدات أمام الراغبين فى الشراء فى يوليو المقبل. المزيد