أعرب المشاركون في فعاليات المنتدى الدولي لمناهضة الفكر المتطرف والإرهاب الذي تستضيفه مدينة تازة المغربية، عن إدانتهم للعمليات الإرهابية التي ضربت كنيستين مارجرجس في طنطا والمرقسية في الإسكندرية، الأحد الماضي، وراح ضحيتها شهداء من الشرطة والأقباط، خلال الاحتفال بأحد السعف.
ووقف المشاركون في المنتدى دقيقة حداد على أرواح الشهداء من الشرطة، كما دانوا جميع العمليات الإرهابية التي جرت في العالم العربي في سوريا وليبيا والعراق ومصر وكذلك التي جرت في الدول الأوروبية ومنها فرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها.
وأصدر المنتدى «إعلان تازة» الذي حث المثقفين العرب على نبذ العنف والتطرف والتأكيد على دور التربية بجميع مكوناتها الأسرية والمدرسية والدينية والإعلامية والثقافية في إرساء ثقافة نبذ العنف والتطرف والأفكار الإرهابية، ودعا إلى ضرورة العمل على إرساء ثقافة السلام والتسامح بين الشعوب والأديان.
وطالب الخطاب بضرورة تجديد الخطاب الديني ونشر قيم التسامح ومبادئ احترام التنوع الفكري وفتح المجال للإبداع ونشر البحوث التي تواجه التطرف من أبعاده المختلفة.
والعمل على إرساء سوق ثقافية وإبداعية عربية للكتابة والنشر والإبداع والموسيقى وجميع الفنون والرياضة.. إلخ، بالقدر الذي يجعلها استثمارًا ناجحًا بهدف بناء جمهور عريض واسع للإبداع.
وأكد المشاركون في المنتدى الذي ينظمه مكتبة الإسكندرية وشبكة تازا التنموية بالمغرب أن المنطقة العربية تمر بمنعطف تاريخي يتمثل في تصاعد موجات العنف والتطرف من جانب وتزايد مطالبة الشعوب العربية بالديمقراطية والتقدم والحداثة من جانب آخر الأمر الذي أدى إلى وجود أزمة فكر تستلزم إنتاجه فكريا عزيزا ومتلاحقا يجابه التطرف من جانب ويدفع المجتمع إلى طريق الاستنارة والتقدم.
وقال الدكتور خالد عزب، مدير إدارة المشروعات بمكتبة الإسكندرية، إن التطرف يقف موقفا عدائيا تجاه الثقافة والفرد والمجتمع وهو سلوك قد يتبناه الفرد أو الجماعة بدءًا بالفكر مرورا بالسياسة والاقتصاد وصولا إلى التطرف الديني.
ووسط هذا الوضع أصبح التطرف العملة السائدة وتحولت الثقافة العربية من. ثقافة تقوم على التعدد والتنوع واحترام الآخر إلى ثقافة الرأي الوحيد ثقافة ترفض الآخر وتستعمل تناقضات الواقع ذريعة لتنهل من التراث ما تستطيع تأويله لكي تمارس الإقصاء وإقفال الأبواب والعقول والأفكار.
وأكد أن أهمية المنتدى أنه يجد شرعيته في الرغبة في البحث في سبيل تنوير المجتمع ومجابهة التطرف اعتمادا على إشاعة القيم والمبادئ وتشجيعا للفن والأدب والجمال والإبداع.
وأكد الكبير الحراق، رئيس شبكة تازا التنموية، أن التطرف لا دين ولا لون له بل هو ثقافة كراهية الآخر صناعة تعتمد على غسل الأدمغة وتستغل الفقر، ما يصعب عمليات المواجهة إذا لم تعتمد على الثقافة والإبداع.
وقال إن تراجع اللغة العربية كمكون رئيس للهوية العربية عبر استخدام اللغات الأجنبية والتعليم المزدوج أدى إلى وجود أزمة هوية هذه الأزمة أدت إلى تصاعد موجات العنف والتطرف ما جعل العالم في حاله من عدم الاستقرار بسبب انتشار الأفكار الهدامة الداخلة على المجتمعات العربية ولكي نتجاوز تلك الأزمة يجب إعادة اعتبار اللغة العربية وأداة للقضاء على التطرف عبر أحياء دور المثقفين والشعراء والأدباء وتخريج جيل يؤمن بدور الأدب والفنون في الارتقاء بالسلوك والارتقاء الأخلاق.
يشار إلى أن اليوم الأول تضمن جلسات عده ناقشت تأثير التطرف على الحياة العامة ومفاهيم التطرف ودور التربية في تعزيز ثقافة السلام ودور الصحافة في مواجهة التطرف والشعر والأدب ودورهما في نشر ثقافة التسامح.