x

«أسماء» أنهت حياة زوجها أثناء نومه بالجيزة: «ضربني عشان خاطر أخوه»

أسرة الضحية: تمثيلية المتهمة لإخفاء الجريمة بـ«الصراخ» انكشفت.. وشقيقه: زار والدته وقبَّل رأسها و«كأنه يودعها»
السبت 08-04-2017 16:55 | كتب: محمد القماش |
أسرة نجار موبليا قتلته زوجته بقرية أم دينار أسرة نجار موبليا قتلته زوجته بقرية أم دينار تصوير : اخبار

في منزل ريفي بسيط بقرية أم دينار في الجيزة، يقطن راضي رجب، ويقيم الشاب الثلاثيني ورشة لنجارة الموبيليا داخل منزله.

تزوج «راضى»، منذ 10 سنوات من «أسماء. ص»، 22 عامًا، وأقامت عائلتهما حفل عرس لا تزال القرية تحكي عنه، إلا أن الفاجعة الكبرى كانت، أمس الأول، بعدما قتلت ربة المنزل زوجها أثناء خلوده إلى النوم، حيث «سددت له طعنة بجانبه الأيسر في الجهة المقابلة للكبد والكلى، وضربته بأسطوانة غاز صغيرة خلف رأسه وجبهته»، هكذا يصف «ناصر»، شقيق المجنى عليه، لـ«المصرى اليوم» تفاصيل الحادث.

انتقلنا إلى القرية التي اتشحت بالحزن على مقتل «راضى»، والتزم أغلب الأهالى منازلهم: «لم نصدق ما حدث، الجريمة لم تشهدها القرية منذ قرن ونصف القرن»، هكذا يقول السكان في أسى، مضيفين: «إن الحادثة تجاوزت كل الأعراف والأديان السماوية وأخلاقنا القروية، ولوَّثت سمعتنا».

داخل المنزل الذي شهد الجريمة، والمكون من طابق واحد «مندرة وحجرتا نوم وأطفال، وورشة»، لا تزال آثار دماء المجنى عليه متناثرة بأرجائه، وأطفال الزوجين، وهم: «علياء»، أولى ابتدائى، و«أحمد» و«زايد»، طفلان لا يتجاوز عمرهما 3 سنوات، يلفون حول مكان الجريمة، لا يدركون ما حولهم، «أصبحوا يتامى كما كان أبوهم يتيمًا»، هكذا تقول عائلتهم، موضحة أن المتهمة ضيَّعت صغارًا في ريعان طفولتهم.

قال بليغ حمدي، ابن خال المجنى عليه، ومحامى أسرته، إنه فوجئ باتصال، الثلاثاء الماضى، من «ناصر» و«حمدان»، شقيقى المجنى عليه، مفاده عثورهما على جثة المجني عليه أمام منزله، وبها إصابات، وعلى الفور أبلغنا قسم شرطة منشأة القناطر، وبإخطار نيابة الحوادث، التي حضرت إلى مسرح الجريمة لمباشرة التحقيق، وجهت الاتهام إلى «أسماء» بقتل ابن عمتى، وأمرت قوات الشرطة بالتحفظ عليها، واصطحابها إلى سراي النيابة لاستكمال التحقيقات معها.

«لم نكن نعرف أو نصدق أن الزوجة وراء الواقعة»، يؤكد «حمدي» كاشفًا أن النيابة عثرت على آثار دماء أثناء معاينتها منزل «راضى» داخل حجرة النوم والمندرة والحمام، وأثناء مناقشة المتهمة اعترفت بارتكابها الجريمة، قائلة: «ضربني علشان خاطر أخوه!».

أسرة نجار موبليا قتلته زوجته بقرية أم دينار

كل ما تعرفه أسرة «راضى» أن خلافاً نشب بين الزوجين، يوم الواقعة، كأى خلافات عادية تحدث بين المتزوجين، ويقول «حمدى» إن ابن خالى وزوجته كانت بينهما مشاحنات قبل 10 سنوات، زادت حدتها قبل 3 سنوات، بسبب أن المجنى عليه وشقيقيه كانوا يقطنون في منزل واحد، لكن الأشقاء رأوا حل الخلافات بين الزوجات بأن يشيد كل واحد منهم منزلًا مستقلًا بذاته، وهو ما حدث، «لكن المشاكل بين المتهمة والمجني عليه لم تهدأ».

وقالت المتهمة، في التحقيقات، إن زوجها يوم الجريمة اعتدى عليها بالضرب، لأنها تشاجرت مع أخيه، الذي يشاركه المنزل نفسه، وقال المجنى عليه لها إنها تحاول أن تدس الوقيعة بينه وبين أشقائه.

ويروى «حمدى» أن زوجة المجني عليه خلقت ما وصفه بـ«تمثيلية» لعدم الكشف عن جريمتها، قائلًا: «أحد الأهالى بالقرية بعد صلاة الفجر عثر على جثة (راضى)، وبالنداء على زوجته باسمها، أطلقت صراخًا كأنها كانت مستعدة»، وقالت: «إن أناسًا غرباء نادوا على زوجها، الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، وممكن يكونوا هُمَّه القتلة».

وتؤكد أسرة المجنى عليه أنه كان حَسَن الخلق والسلوك، وأن زوجته كانت مستقلة في حالها، ويقول شعبان محمد، مدرس للغة العربية، ابن خال «راضى»: «إن ما جعلنا غير مصدقين لارتكاب (أسماء) الجريمة أن زوجها لم يكن يشكو منها، لأنه كان كتوماً».

وعادت الشرطة- عقب اعتراف المتهمة أمام النيابة- إلى مسرح الحادث، وتحفظت على أدوات الجريمة: «سكين مطبخ، ومشعل (عدة الشاى)، ومفرش جلد»، ويحكى «شعبان» أن زوجة المجنى عليه كانت تنوى وضع الجثة في المفرش وتلقى بها بأى منطقة نائية، لإخفاء الجريمة.

أطفال المتهمة والمجني عليه لم يسمعوا صوتاً لأبيهم، ولم يحسوا بخطوات أمهم أثناء نقل الجثة أمام منزلهم، قالها مدرس اللغة العربية، قبل أن يؤكد: «الجريمة تمت فجرًا، وكان الأطفال نائمين، ولم يَدْرِ أحد- حتى أخوه الساكن إلى جواره- بالجريمة».

ويؤكد «شعبان» أن وراء الجريمة الخلافات الزوجية، مضيفًا: «(راضى)- الله يرحمه- لم يكن حيلته ورث ولا أموال، فكل ما يكسبه ينفقه على أولاده ومصروفات بيته، وكما ترى، فالمنزل لا يزال تحت الإنشاء على المحارة، ولم يكن باستطاعته طلاء المنزل، وفى كل الأحوال المجنى عليه كان يتيماً، فقد توفى أبوه وعمره 5 سنوات، وحال أولاده أصبح كحال والدهم».

بصوت خافت، يقول «حمدان»، شقيق المجنى عليه، إن أخاه يوم الجريمة زار والدته بمنزل أخيهما الكبير «ناصر»، وقبَّل رأسها، ودعاها إلى الغداء بمنزله، «كأنه كان يودعها»، ويختم ابن خال «راضى» بقوله: «والدة المجنى عليه سألت عن المتهمة، زوجة ابنها، وأكدنا لها أنها ذهبت إلى منزل أسرتها، لأنها لم تُطِق الجلوس بالدار، وأخفينا عنها الحقيقة، خشية على حياتها من هول الصدمة، فقط قلنا لها إن الابن قُتل».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية