x

حكاية طالب قُتل بسبب خلافات «فيس بوك» في الجيزة

الجمعة 17-02-2017 20:23 | كتب: محمد القماش |
مقتل الشاب مصطفى جاد بسبب «فيس بوك» مقتل الشاب مصطفى جاد بسبب «فيس بوك» تصوير : اخبار

«أورتيجا» طالب الثانوية العامة الذي قتل بمعاونة زميله أحمد سعيد، الشاب العشريني مصطفى جاد، بمنطقة أرض اللواء في الجيزة، أحب أن يُذاع صيته بين أقرانه، فبدلاً من أن يذاكر دروسه وينتبه إليها، احترف طريقة فتح المطواة، والتعدى بها على شباب المنطقة.

حقق ما أراده لنفسه من صيت مستندًا على أموال أبيه، غير أنه وجد نفسه «محبوسًا» على ذمة قضية قتل.

«راح وضيع ابني معاه»، قالها جاد محمد، عامل بإحدى شركات النظافة، لـ«المصرى اليوم».

قبل أن نصل إلى منزل المجنى عليه بالعقار 37 بشارع القناوى، قابلنا عددًا من سكان المنطقة الذين دلونا على المنزل، قبل أن يؤكدوا «الناس لم يأخذوا عزاءهم في مقتل ابنهم إلا بعد إلقاء القبض على أورتيجا وزميله»، حيث تعددت مشاكل المتهم الأول مع الأهالى، وكانت قوات الشرطة لا تستجيب لاستغاثتهم، حسبما يقول أسامة ربيع، سائق «توك توك».

يحكى «جاد» عن تفاصيل يوم الجريمة: «ابنى مصطفى يعمل معى بإحدى الشركات المنوط بها تنظيف مخلفات الطرق والكبارى، يصحو معى من الساعة الـ4 فجرًا، وننطلق إلى منطقة المريوطية، ثم ينطلق هو مستقلاً (لودر) في طريقه إلى منطقة التجمع الخامس، وتبدأ رحلة عمله حتى الـ5 مساءً، ومن ثم لا يوجد لديه وقت كافٍ للجلوس مع أصدقائه، ويوم الخميس الماضى كانت إجازتنا، فعاوننى في أعمال صيانة للودر الخاص بى، وتناولنا بعد ذلك العشاء في منزلنا نحو الساعة 7.5 مساءً، وأخبرنى بأنه سينطلق إلى محل تصنيع ألومنتول حيث يعمل أولاد خالته أحمد عرفات، وشقيقه خلف، بشارع البندارى الملاصق لنا، وفى غضون دقائق من استئذانه وجلوسى على مقهى بمنطقتنا جاءنى خبر مقتله».

«الحق يا عم جاد ابنك عبدالله أسامة (أورتيجا) ضربوه بالمطواة وموتوه»، لتلك الجملة رنين حتى الآن في أذن والد المجنى عليه: «جارنا مؤمن محمد، هرول إليّ عند المقهى، وأخبرنى بإصابة ابنى وأنه غارق في دمائه، وعندما توجهنا ناحيته كان لفظ أنفاسه، إثر ضربة واحدة بمطواة في جنبه الأيسر، ونقلنا مصطفى لمستشفى الأمل القريبة منا- دون جدوى».

يبكى عم جاد وفاة ابنه مصطفى: «كان سندًا لي، هو الكبير وعائل الأسرة بعد مني، كان يقول لي دائمًا المصلحة واحد فكان يشاركني في مصروفات المنزل، حتى إننى لضيق ذات اليد لم أستطع العام الماضى التقديم له بمعهد عالٍ للتنكولوجيا، فأكد لى رضاءه، حتى دفعت له العام الجاري والتحق بالصف الأول ونجح في التيرم الأول».

يقول الحاج أحمد، عم المجنى عليه، إن (أورتيجا) كانت له خلافات سابقة بين أولاد خالة مصطفى، واعتدى عليهم أكثر من مرة، بأسلحة بيضاء، ومنذ شهرين المتهم الأول أطلق علينا النيران من بندقية خرطوش، وأبلغنا مباحث أرض اللواء التي حضرت على مضض وألقت القبض على (أورتيجا)، وكان ضابطًا يقول لـ(الأخير) إنت كنت بتضرب صواريخ ولا إيه، في حين أنه أطلق علينا الخرطوش.

يبتلع «أحمد» ريقه: «أنا في حلقى مرارة لأننا أبلغنا الشرطة مرارًا عن تلك الجرائم، وبعد واقعة إطلاق الخرطوش، جاءنا والد المتهم الأول وتصالح معنا بعد تحريرهم محضرًا أيضًا لنا بالتشاجر مع شخص لا نعرفه، ودفع فدية 20 ألف جنيه بأحد المساجد وذبح عجلاً، وانتهى الأمر عند ذلك الحد، لكن الخلافات تجددت الخميس الماضى، بعد أن توعد (أورتيجا)، مصطفى بالاعتداء عليه على (الفيسبوك) بعد قيام أولاد خالة ابن أخى بالتعليق على منشورات المتهم الأول، بأنهم سيأتون له بابن خالتهم لضربه مثلما يعتدى عليهم».

يمتلك والد (أورتيجا) صالة لكمال الأجسام بالشارع المقابل لمكان الجريمة، كما لديه محال لبيع الأجهزة الرياضية، التي يستوردها من الصين، يؤكد سكان المنطقة: «ابن الراجل عارف إن أبوه بما يمتلك من أموال ونفوذ يستطيع حل مشاكله»، ورفض والد المتهم الذي وضع رقم هاتفه على المحل التعليق.

قوات الشرطة ألقت بالقبض على «أورتيجا» وزميله بمحافظة الفيوم بعد هروبهما، يقول مؤمن محمد، أحد شهود العيان: «إنه كان ينظف محيط منزله المتاخم لمكان الجريمة، وفوجئ بالمتهم الأول وصديقه يعتديان على الشاب مصطفى، وطعن أورتيجا (الأخير) طعنة واحدة، وهرول إلى ناصية الشارع، ملوحًا بـ«المطواة» وأخذ يلفها عدة لفات وأشار لأولاد خالة المجنى عليه بأنه ضرب كل عائلتهم».

ومن جانبها، أمرت نيابة العجوزة، بإشراف المستشار محمد عبدالسلام، المحامى العام الأول، بحبس المتهمين عبدالله أسامة، وأحمد سعيد، 4 أيام على ذمة التحقيقات التي تجرى معهما، وقال الأول أمام النيابة: «إن السلاح الأبيض لا يخصنى وهو سلاح المجنى عليه، وأنه مر وزميله الآخر من الشارع محل الجريمة في طريقهما لحضور حفل زفاف بمنطقة المريوطية»، بينما اعترف المتهم الثاني بأن السلاح يخص (أورتيجا)، وأنهما كانا في طريقهما لحضور فرح بمنطقة ميت عقبة، حيث اعترف بالجريمة بعد بمواجهة النيابة له بتناقض أقواله مع زميله بشأن مكان حفل الزفاف، ولا تزال التحقيقات مستمرة، وتم التصريح بدفن جثمان المجنى عليه، عقب تشريحه بمعرفة خبراء مصلحة الطب الشرعي، للوقوف على أسباب الوفاة والتحفظ على أداة الجريمة.

مقتل الشاب مصطفى جاد بسبب «فيس بوك»

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية