ولد نقيب الأشراف عمر مكرم في أسيوط 1750، وانتقل للقاهرة للدراسة في الأزهر، وقد ظهر كقائد شعبي عندما قاد حركة شعبية ضد ظلم المماليك أولا والاحتلال الفرنسي والإنجليزي، وتميزت حياته بالجهاد المستمر ضد الاحتلال واستبداد الولاة ولعب دورا مهما أثناء الحملة الفرنسية في 1798 في تعبئة الجماهير وعندما سقطت القاهرة بأيدى الفرنسيين عرض عليه الفرنسيون عضوية الديوان الأول فرفض وفضل الهروب من مصر كي لا يظل تحت رحمة الفرنسيين ثم عاد إلى القاهرة وأخذ يعد العدة مع عدد من علماء الأزهر وزعماء الشعب لثورة ضد الاحتلال الفرنسي وهي ثورة القاهرة الثانية في 1800 فلما خمدت الثورة هرب خارج مصر حتى رحيل الحملة الفرنسية في 1801.
كما قاد النضال ضد مظالم الوالي خورشيد باشا في 1805 وعمت الثورة أنحاء القاهرة ونجح هو والثوار في خلع خورشيد باشا وتنصيب محمد على باشا واليا على مصر ومع تعاظم نفوذ محمد على باشا وتعاظم شعبية مكرم أدرك محمد على أن «مكرم» يمثل خطرا عليه أمام أحلامه وتعاظمت أحقاد عدد من المشايخ على «مكرم»، وسعى بعضهم للدس لـ«مكرم» لدى الباشا ونقل الوشاة إلى الباشا تهديد «مكرم» برفع الأمر إلى الباب العالي ضد الباشا وتحريك الشعب للثورة فقام الباشا بعزله من نقابة الأشراف ونفاه إلى دمياط في 9 أغسطس 1809، وظل في منفاه نحو 10 سنوات وعاد إلى القاهرة في 9 يناير 1819 لكن وجوده كان مؤرقًا للباشا الذي نفاه مجددا إلى طنطا في مثل هذا اليوم 5 أبريل 1822 وتوفى في العام نفسه.