هو غازى بن فيصل الأول بن الشريف حسين الهاشمى، وهو مولود في ١٩١٢،وهو ثانى ملوك العراق، وظل يحكم العراق من ١٩٣٣ حتى ١٩٣٩عاش في كنف جده حسين بن على، شريف مكة، قائد الثورة العربية، المنادى باستقلال العرب من الأتراك العثمانيين ومنادياً بعودة الخلافة للعرب تزوج من ابنة عمه عالية بنت على بن الشريف حسين بن على، شريف مكة، ورزق منها بابنه الوحيد فيصل في ٢ مارس ١٩٣٥.
وقد سُمّى غازى ولياً للعهد عام ١٩٢٤، وتولى الحكم وهو شاب في الثالثة والعشرين من العمر، ثم توج ملكا على العراق عام ١٩٣٣ وكان لا يزال بحاجة للخبرة السياسية التي استعاض عنها بمجموعة من المستشارين من الضباط والساسة الوطنيين.
كان الملك غازى ذا ميول قومية عربية، وناهض النفوذ البريطانى في العراق واعتبره عقبة لبناء الدولة العراقية الفتية وتنميتها، واعتبره المسؤول عن نهب ثرواته النفطية والآثارية المكتشفة حديثاً شهد عهده صراعا بين المدنيين والعسكريين من الذين ينتمون لتيارين متنازعين داخل الوزارة العراقية: تيار مؤيد للنفوذ البريطانى، وتيار وطنى ينادى بالتحرر من ذلك النفوذ، فوقف الملك غازى إلى جانب التيار المناهض للهيمنة البريطانية حيث ساند انقلاب بكر صدقى وهو أول انقلاب عسكرى في الوطن العربى.
كما قرّب الساسة والضباط الوطنيين إلى البلاط الملكى فعين الشخصية الوطنية المعروفة (رئيس الوزراء لاحقاً) رشيد الكيلانى باشا رئيسا للديوان الملكى وقد نادى بتحرر الأقاليم والولايات العربية المحتلة التي كانت متوحدة تحت حكم الدولة العثمانية، ودعا إلى إعادة توحيدها تحت ظل دولة عربية واحدة، ودعا لتحرير الكويت من الوصاية البريطانية وتوحيدها مع العراق والإمارات الشرقية لنجد، ووقف إلى جانب قادة الثورة الفلسطينية كعزالدين القسام وغسان كنفانى ومفتى القدس الحاج أمين الحسينى، إلى أن توفى في حادث سيارة (غامض) «زي النهارده» في ٤ أبريل ١٩٣٩ عندما كان يقود سيارته فاصطدمت بأحد الأعمدة الكهربائية، وقد أحاطت التخمينات بمصرعه ومنها ما وصل إلى حد اتهامه بالتقرب من حكومة هتلر ضد الإنجليز ذوى النفوذ الواسع في العراق،ولعل ما عزز هذه التخمينات هو التناقض بين تصريحات الأطباء الذين عاينوا الجثة وتقرير اللجنة الطبية الخاص بوفاته، الذي كان برئاسة الطبيب البريطانى سندرسن، ومنها أيضا إصابته المباشرة خلف الرأس بآلة حادة وهو يقود سيارته.