«سيدات الشاى».. أحد المظاهر المميزة فى أسواق جنوب السودان، وهى مهنة كانت فى بدايتها «غطاء» للسيدات اللائى جئن من كينيا وأوغندا وإثيوبيا، للاشتغال فى الدعارة فى السودان أو بيع الخمور فى أباريق الشاى، خوفا من بطش الشرطة ونزحوا إلى الجوار فى الجنوب، ثم انتشروا فى جميع ولايات السودان، حتى صارت ظاهرة تميز عدة مناطق فى الولايات، وبمرور الوقت امتهنها أهل السودان، فصارت حرفة لها أصولها وقواعدها.
تتندر «زوليم»، بائعة شاى، على انتشار «ستات الشاى» وقالت: «ذهب أحد أعضاء البرلمان إلى رئيس الحكومة، وطلب منه رصد ظاهرة انتشار بائعات الهوى اللائى يقدمن الخمور فى الشارع باعتباره شايا، فكلف وزير الداخلية بتقصى الأمر وحين نزل إلى الشارع، ذهب إلى إحداهن وطلب منها أن تملأ له كوبا، فلما تذوقه وجده غريبا، فطلب كوبا آخر، فتأكد من كونه خمرا، فنهر البائعة وطلب منها أن تدله على المكان الذى تأتى منه بالخمر، لكنها رفضت وقالت له: (من تكون أنت لأخبرك؟)، فقال لها: (أنا وزير الداخلية)، فسخرت منه وقالت: (من أول كوباية بقيت وزير الداخلية، أمال لو شربت الإبريق كله هاتقولى إنت مين؟)».
هنا يوجد كل شىء، الفواكه والملابس الجديدة والمستعملة الأجهزة الكهربائية والأطعمة المعلبة والمصنوعات الجلدية، وتباع اللحوم والأسماك هنا، حيث يتبضع الغنى والفقير، وتباع الهدايا التذكارية وأدوات الطهى والنجارة.
وأغلب العاملات هنا جئن من كينيا وأوغندا، يجلبن معهن البرتقال والأناناس وجوز الهند وإلى جوارهن بعض الفاكهة، المستوردة من مصر، مثل التفاح والعنب، الحياة فى جوبا، حسب إحدى البائعات الكينيات، أفضل كثيرا من أوغندا.
أسواق الملابس الأفريقية أيضا، تلقى رواجا كبيرا، إذ يفضل السودانيون الألوان الزاهية، ولا مانع من جلب الملابس المستعملة، من دول شرق آسيا، وأغلبها جاء من كوريا وماليزيا والصين وبنجلاديش.
أكثر البضائع رواجا هى مولدات الكهرباء، الصين هى المورد الأول لها، والجنوبيون كلهم يقبلون عليها، والكهرباء هنا دائمة الانقطاع، والتيار يتلاشى تماما بعد السادسة.
وتلقى البقول رواجا كبيرا، البازلاء واللوبيا والفول السودانى أشهرها، وأسعارها تقريبا موحدة، كلها نباتات محلية، سعر الكوب الواحد 5 جنيهات.