نشر موقع «ويكيليكس» وثيقة مسربة عبارة عن برقية، قال إن مستشارة الشؤون الاقتصادية والسياسية بالسفارة الأمريكية بالقاهرة كاثرين هيل هيرندون أرسلتها إلى بلادها، وتتضمن تعليق السفيرة الأمريكية السابقة مارجريت سكوبى، على تصريحات المرشد العام السابق للإخوان المسلمين مهدى عاكف لـ«المصرى اليوم» فى 13 فبراير2009، حول إرجاء إعلان برنامج الحزب السياسى إلى أجل غير مسمى.
قالت سكوبى فى البرقية - بحسب الموقع - إن قرار الإرجاء يدل على استمرار التوترات العميقة بين الجناحين المعتدل والمحافظ داخل الجماعة، واعتبرت أن قيادة «الإخوان» تحاول تجنب انقسام علنى محتمل بين الفصيلين على جوهر البرنامج السياسى الذى واجه «انتقادات واسعة».
كما اعتبرت سكوبى أن الجماعة آثرت اختيار وقت أفضل لإعلان برنامجها السياسى لتجنب تدهور الأمور مع الحكومة المصرية، التى اعتبرت أنها ستفسر إعلان البرنامج باعتباره «خطوة استفزازية» من جانب الجماعة.
كان «عاكف» قد قال فى التصريحات التى نشرتها «المصرى اليوم» إن «الجماعة أرجأت إلى أجل غير مسمى» الصياغة النهائية لمسودة برنامج الحزب «لحين انتهاء الظلم والاستبداد فى مصر». وأضاف: «عندما نكون فى دولة تحكمها الديمقراطية والحرية، وعندما نحترم القانون، وعندما يُلغى لفظ (المحظورة) الذى يطلقه النظام على الجماعة، ويكون الاحترام هو أساس التعامل مع بعضنا البعض، والدستور هو المبدأ العام للدولة.. وقتها نفكر فى إعلان برنامج الحزب».
وتابع «عاكف»: «الجماعة ككل أقوى من الحزب الذى تتحدثون عنه، ونحن نتعاون مع جميع الأحزاب وندعوها دائماً إلى الاتحاد فى مواجهة طغيان واستبداد النظام الذى يرغب فى الانفراد بالحكم».
وقالت «سكوبى» فى البرقية إنه وسط انتقادات كثيرة تعرضت لها الجماعة بسبب مواقفها الغامضة من قضايا رئيسية مثل الحريات الدينية وحقوق المرأة، يبدو أنها عملية تطوير ميثاق سياسى كمحاولة من جانب «الإخوان» لتقديم قواعد مفصلة لسياستها، بدلاً من مجرد إطلاق شعارات غير متبلورة مثل «الإسلام هو الحل».
وأوضحت أن مسودة البرنامج السياسى للإخوان كانت طرحت فى سبتمبر 2007 على مجموعة من المثقفين والأكاديميين غير المنتمين للإخوان للتعليق عليها، وواجهت انتقادات شديدة لتوصيتها بإنشاء هيئة منتخبة من «كبار علماء الدين»، والتى يجب على البرلمان والرئيس على حد سواء أن يستشيروها قبل إصدار التشريعات، والتى سيكون لها حق النقض على القوانين التى لا تتفق مع الشريعة.
وتابعت البرقية - بحسب «ويكيليكس» - أنه بعد الاحتجاج العلنى لنشطاء بارزين، فضلاً عن الانتقاد العلنى غير معتاد من داخل الجماعة نفسها، أعلن نائب المرشد محمد حبيب أنه سيرأس لجنة إخوانية داخلية تعيد النظر فى البرنامج السياسى وتنظر فى إجراء تغييرات ثم تقدم النسخة النهائية منه.
وقالت «سكوبى» فى البرقية إن عدم قدرة «الإخوان» على إنتاج نسخة نهائية موحدة للبرنامج السياسى يدل على استمرار التوترات العميقة بين الجناحين المعتدل والمحافظ للتنظيم الإسلامى، معتبرة أن قيادة الجماعة تحاول إرجاء إعلان البرنامج السياسى، وتهدئة المعركة الفكرية الضروس حول جوهر الميثاق، وتجنب انقسام علنى محتمل بين الفصيلين، بالإضافة إلى تجنب المضايقات والاعتقالات المستمرة بحق أعضاء الجماعة. وأضافت: ربما تكون قيادة الجماعة قررت أن إعلان البرنامج السياسى سيُنظر إليه بالتأكيد باعتباره خطوة استفزازية من جانب النظام السابق، لن تؤدى إلا إلى تدهور الأمور مع الإخوان، ولذلك اختارت الجماعة الانتظار لكشف النقاب عن البرنامج فى توقيت أفضل.