أصدرت بريطانيا في 22 نوفمبر1917 وعدها «المشؤوم» الذي مثل سابقة في تاريخ العلاقات الدولية على حساب شعب بالكامل حين وجّه وزيرالخارجية البريطاني، آرثر جيمس بلفور، رسالة إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وهو الوعد الذي عرف باسم «وعد بلفور»، وعبرت عنه العبارةالشهيرة التي تقول:«أعطى من لايملك، وعدا لمن لا يستحق»، وكان هذا إيذانا بتمكين الحركة الصهيونية من أرض فلسطين وقيام دولة إسرائيل.
ولد «بلفور» في 1848 في ويتنجهام باسكتلندا وبعد دراسته الأولية التحق بكلية إيتون وجامعة كمبردج بإنجلترا وقدانتخب «بلفور» لأوّل مرة في البرلمان سنة 1874، وعمل وزيرا أوّلا لأسكتلنداعام 1887، ثم رئيسًا لشؤون أيرلندامن 1887 إلى 1891وكان أول رئيس للخزانة من1895إلي1902 ثم رئيسًا لوزراء بريطانيا من 1902 إلى 1905.
كان «بلفور» معجبا بشخصية الزعيم الصهويني حاييم وايزمان وتعامل مع الصهيونية باعتبارها قوة تستطيع التأثير في السياسة الخارجية الدولية وبالأخص قدرتها على إقناع الرئيس الأمريكي ولسون للمشاركة في الحرب العالمية الأولى مع بريطانيا.
وحين تولى منصب وزارة الخارجية في حكومة لويد جورج في الفترة من 1916 إلى 1919 أصدر وعده الذي ظل معروفا باسمه وهو «وعد بلفور» وكانت أول زيارة لـ«بلفور» إلى فلسطين في 1925 حينما شارك في افتتاح الجامعة العبرية، وعمت وقتها المظاهرات معظم الأراضي الفلسطينية احتجاجًا على وعده المشؤوم وكان قد تزعم المحافظين لأكثر من عشرين عامًا، وشغل منصب رئيس مجلس اللوردات لـ5 سنوات من 1924 إلى 1929 وتوفي «زي النهاردة» 19 مارس 1930.
ويقول الباحث الفلسطيني عبدالقادر ياسين إن حاييم وايزمان أعاد في مذكراته التجربة والخطأ إصدار وعد بلفور إلى رغبة انجلترا في مكافأة وايزمان على أنه اكتشف الأسيتون وأدخله في صناعة الألغام أثناء الحرب العالمية الأولي وهذا تسطيح للموضوع لأن بريطانيا كانت تسعي لخلق جسم غريب وسط الوطن العربي ليحول بين مشرقه ومغربه ووحدته ويحرس المصالح الاستعمارية في الوطن العربي كما كان الاستعمار البريطاني يحاول كسب اليهود في الاتحاد السوفيتي إلى صف المعسكر الاستعماري بعد الثورة الشيوعية في الاتحاد السوفيتي عام 1917.