x

وكيل الأزهر: مناهجنا التعليمية تواكب العصر.. وسنظل نفخر بتراثنا

الأربعاء 15-03-2017 16:19 | كتب: أحمد البحيري |
الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر تصوير : اخبار

أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، أن «التجديد في الفكر الإسلامي لزمة من لوازم شريعتنا السمحة لا يمكن أن ينفك عنها، ولا يمكن للشريعة أن تساير حاجات الناس وتواكب متطلباتهم من دونه، فالأحكام المحسومة، التي لا تقبل التغيير ولا التبديل في الشريعة الإسلامية قليلة جدًا».

وقال «شومان» خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الأول لكلية الدراسات الإسلامية والعربية، والذي يعقد على مدي يومين تحت عنوان ( تجديد الخطاب الديني بين دقة الفهم وتصحيح المفاهيم)، الأربعاء، إن «الناظر المدقق في تاريخ الإسلام والمستوعب لأحكام شريعته يدرك أن الإسلام دين متجدد حتى في وصوله للناس؛ فأركان الإسلام وفرائضه الأساسية لم تنزل على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- دفعة واحدة؛ حيث بدأ الإسلام بركن واحد وهو توحيد الله عز وجل والإيمان برسوله، وقد تمثل ذلك في الشهادتين، ويكاد ينحصر أكثر من نصف مدة الرسالة في إقرار هذا الركن وترسيخه في نفوس المسلمين، ثم يفرض الركن بعد الركن ويتخلل ذلك بيان المحرمات والسلوكيات والأخلاقيات حتى اكتمل الدين قبيل وفاة النبي الكريم»،

وأشار إلى أن «التجديد في العصور الماضية كان تجديدا مستنيرا بنور العقل السديد واجتهادا منضبطا بأصول وأحكام الشرع الحكيم، وقد يصيب فيه المجدد أو المجتهد وقد يخطئ، ولا ضير في ذلك ما دام المجدد من المؤهلين وكان تجديده نابعا من بذل الوسع لاستنباط الحكم الشرعي واستظهار مناسبة الشريعة لكل زمان ومكان دون غرض دنيوي، أما إن كان التجديد من غير المؤهلين وغير المتجردين من الأهواء والمصالح فهو تجديد مرفوض، فمن غير المقبول عقلا ونقلا أن يرفع راية التجديد في الفكر الإسلامي من لا يلتزم أحكام الدين من صلاة وصيام وزكاة، ويحرم ما أحل الله ورسوله، ويحل ما حرمه الله ورسوله، ولا يقدس المقدس، ولا يقدر السلف الصالح من العلماء، وإن كانوا ليسوا معصومين، بل يؤخذ منهم ويرد عليهم، وهذا ما نقوله مرارا وتكرارا، لكن التطاول عليهم جريمة غير مقبولة عند أهل العلم».

وأوضح وكيل الأزهر أن «بعض من يخوضون في التجديد في هذا الزمان يسلكون مسلكا عجيبا يكفي لتشويه الدين ويجعل مهمة تطوير الفكر الديني مهمة صعبة، بل مستحيلة، إذ يفتحون أبوابا بغير مفاتيحها ولا يمكن حصر مصاريعها؛ حيث يعمدون إلى بعض النصوص الصحيحة فيقتطعونها من سياقها اللغوي ويفصلونها عن زمن ورودها وأسباب نزولها»، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف يقوم بدوره كاملا في تجديد الخطاب والفكر الديني، ومسيرة عطاء علمائه في أداء المهام الموكلة إليهم وما يقومون به من جهد كبير في مجال تصويب الفكر الديني وضبط الأداء الدعوي خير شاهد ودليل على ذلك».

وأوضح «شومان» أن «الجولات الخارجية، التي يقودها شيخ الأزهر بنفسه شرقا وغربا لنشر المفاهيم الصحيحة ليصحح ما دلسته الجماعات المتطرفة»، مشيرًا إلى «جهود لجنة إصلاح التعليم، والتي قامت بتعديل مناهج التعليم قبل الجامعي، وانتهت من صياغة مناهج جديدة بين أيدى طلابنا تدرس اليوم وتطبق في معاهدنا.

وتعجب «شومان» من «قيام البعض بنقد مناهج الأزهر، التي لم يعلموا أنها تم تعديلها حتي الآن، ويتحدثون عن مناهج غير موجودة»، مشددًا على أن «الأزهر لا يخذي من مناهج درسها في أي مرحلة، فليس في مناهجنا مدخل للإرهاب أو فكره، فمناهجنا التعليمية تواكب العصر، وسنظل نفخر بتراثنا، وما طورناه من مناهج».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية