شهدت قاعة محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس، عرض الفيديوهات والصور الخاصة بموقعة الجمل، واستمر العرض قرابة ساعتين ونصف.
وضم العرض تسجيلات لأهالي نزلة السمان الذين دخلوا بالجمال والخيول إلى ميدان التحرير و4 فيديوهات متعلقة بالمحامي مرتضى منصور، كان أكثرها لفتا للانتباه، عبارة عن حوار يعود إلى 3 سنوات مضت، يتحدث فيه مرتضى بعد خروجه من السجن في قضية سبه المستشار السيد نوفل، وحاول مرتضى التعليق على هذه الفيديوهات واعترض رئيس المحكمة وأمر بإدخاله قفص الاتهام، قائلا له: «أنا اللي طلعتك من القفص وأنا اللي هدخللك تاني»، وقال مرتضى: «أسمعني وأحكم عليا»، فرد القاضي: «مش أنا اللي بحكم.. ربنا اللي بيحكم».
بدأت الجلسة في الحادية عشرة والربع صباحا، برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله، رئيس المحكمة، وبحضور المستشار هشام الدرندلي، المحامي العام الأول بمكتب النائب العام، والمستشار عمرو فوزي المحامي العام الأول لنيابات وسط القاهرة، ودخل المتهمون المفرج عنهم إلى قفص الاتهام وأبرزهم مرتضى منصور، ومحمد أبو العينين، وعائشة عبد الهادي، وإبراهيم كامل، وماجد الشربيني، ورفض «منصور» دخول قفص الاتهام قبل دخول هيئة المحكمة، ونادى عليه أحد المتهمين من أعضاء الحزب الوطني وقال له: «تعالى يا أستاذ مرتضى»، فرد عليه منصور: «إنت متقوليش تعالى.. إنت حزب وطني وتستحمل أنا ماليش لا في الجمل ولا في القط».
وأضاف: «أنا داخل القضية غلط، والمتهمين كلهم رموز في الحزب الوطني وأنا مرتضى منصور اللي بعارض النظام» وأشهر مرتضى مجلة الأهرام الرياضي في عدد لها عام 2006 كان عنوانه «دولة مرتضى منصور»، وهي المتعلقة بواقعة وضعه الحذاء على المنصة في استاد القاهرة بجوار كبير الياوران، وتساءل: «ده مش بتاع مبارك.. اللي أنا قلعت له الجزمة».
لحظات ودخل رئيس المحكمة بعد دخول المتهمين المحبوسين بدقائق، وكان أول من دخل القفص هو يوسف خطاب وتبعه فتحي سرور، ثم صفوت الشريف، ثم باقي المتهمين، ونادى حاجب المحكمة على المتهمين، ورد صفوت الشريف: «نعم موجود يا ريس»، وتدخل رئيس المحكمة: «اللي يتكلم لازم أشوفه.. تعالى قدام علشان أشوفك»، ثم نادى على محمد الغمراوي وفتحي سرور وقالا: «موجودين»، وقالت عائشة: «موجودة يا أفندم» ورد مرتضى منصور: «أيوة يا سيادة الريس»، وجاءت ردود باقي المتهمين بكلمة: «أفندم».
وقال رئيس المحكمة إن المحكمة ستعرض صورا وفيديوهات عبارة عن الأحراز التي أرفقها قاضي التحقيق في القضية عبر شاشة العرض الموجودة في المحكمة، ونادى على مهندس يدعى أحمد عاطف، الذي أقسم للمحكمة بأنه سيعرض الفيديوهات والصور بكل أمانة، وتحدث المحامي عثمان خفاجي وردت عليه المحكمة: «اقعد مكانك لا تتحرك»، لكنه رد على رئيس المحكمة: «أنا مش في مدرسة»، وطلب منه القاضي أن يجلس ولا يتحدث إلا بأذن، وأمر رئيس المحكمة بإخراج عائشة عبد الهادي من قفص الاتهام ومواجهتها بالصور التي ظهرت فيها، وقالت عائشة بعد متابعتها 8 صور: «نعم هذه الصور تخصني وهي حقيقية وكانت أمام جريدة الأهرام بالطريق المؤدي إلى اتحاد عمال مصر»، وأضافت: «كنت أشارك في مظاهرة بعنوان الاستقرار، وليس فيها حديث عن أي عنف وبعدها عدت إلى منزلي في مدينة نصر».
قرر رئيس المحكمة إعادة عائشة إلى القفص وخاطب المتهمين عما إذا كان أحدهم لا يشاهد الشاشة فقال مرتضى منصور: «أنا مش شايف يا ريس»، فأمر بإخراجه من القفص والبدء في عرض الفيديوهات، وكان أولها مداخلة هاتفية لمرتضى منصور مع الإعلاميين عمرو أديب ورولا خرسا على قناة الحياة 2، قال فيها منصور: «أنا هنا في ميدان التحرير ومش كل اللي هنا مصريين، والبلد بتتباع، وفي رصاص حي بينضرب وأيادي خفية بتلعب علشان تعمل فتنة».
مرتضى منصور قال بعد نهاية عرض الفيديو: «يا بيه أنا عاوز أتكلم، لأن كل الأحراز دي غير محرزة وجاءت المحكمة في أظرف مفتوحة»، ورد عليه القاضي: «كانت محرزة وأنا فتحتها بنفسي أمبارح والنهارده ومتشغلنيش، عايزين نشتغل»، ثم عرضت المحكمة فيديو آخر لمرتضى منصور وهو يقف في ميدان مصطفى محمود ويقول: «اللي هنا مش بيقبضوا ـ يقصد مؤيدو مبارك ـ وإحنا هنقعد هنا في مصطفى محمود وعددنا هيزيد والمحامية اللي اتكلمت أمبارح فيفي عبده أشرف منها»، وصفق الحاضرون ثم ظهرت صور في الفيديو لمرتضى منصور وهو بملابس سجن ويرتدي كاب وتحدث مرتضى منصور للمحكمة قائلا: «الفيديو ده مفبرك لازم أتكلم، في حد هيحرض على موقعة الجمل وهو في القفص»، ورد عليه رئيس المحكمة: «دون ملاحظاتك وبعدين أتكلم»، وحاول مرتضى أن يتحدث ويعلق على ما جاء في الفيديو، لكن رئيس المحكمة رفض وأمر باستمرار عرض الفيديو، وجاء صوت مرتضى من جديد من خلال الفيديو: «إحنا هنستنى عليهم ليوم الخميس بعد كده هنروح نطلعهم بالجزمة»، وأيضا أفاد الفيديو أن منصور يتحدث عن محامي من الإخوان ظهر بعد ساعة من تعيين شفيق رئيسا للوزراء وقال مرتضى: «إزاي يقول إن الشعب المصري مش عايز شفيق وحياة أمك إنت معاك توكيل عن الشعب المصري»، ثم حدث حوار بين رئيس المحكمة ومرتضى منصور، قال فيه مرتضى: «أنا لازم أعلق»، ردت عليه المحكمة مجددا: «مش هتعلق إلا بعد المشاهدة»، وأمر القاضي بإعادته إلى القفص، وقال مرتضى: «أنا بحب مصر، وكل اللي قولته في الفيديو ده قاله النهاردة وزير العدل في تصريحات صحفية للأهرام»، فرد عليه رئيس المحكمة: «أنا أمرت أني أطلعك من القفص وبأمر أنك تدخل تاني وكلنا بنحب مصر»، ورد مرتضى منصور: «أنت تملك أنت تخرجني وتدخلني من القفص وتحكم عليا»، فرد القاضي بحزم: «أنا لا أحكم، ربنا هو اللي بيحكم»، واستدعى حرس المحكمة وأمر بإدخاله إلى القفص.
واستمرت المحكمة في عرض السيديهات والفيديوهات، وكان من بينها تقارير طبية وفيديوهات وصور لعلاج المصابين والصلاة على الشهداء وأصوات لإطلاق النيران وفيديوهات لمدرعات الشرطة وهي تطارد متظاهرين، وتكرر مشهد السيارة الدبلوماسية التي قتلت 18 ضحية في شارع قصر العيني 5 مرات في 7 أسطوانات مدمجة، كان المتهمون يتحدثون داخل القفص بأن هذه اللقطات من يوم 25 يناير و28 يناير، كما عرضت المحكمة فيديو لسيارة إطفاء وهي تدهس أحد المتظاهرين في ميدان التحرير وعرضت المحكمة فيديو آخر كان مكتوب عليه «مبارك نهايتك قربت على أيدينا وحق أخواتنا مش هيضيع وهتتحاكم دا إنت حسابك عند ربنا أشد.. الإمضاء: شباب مصر».
وعرضت الأسطوانة رقم 7، التي ظهرت فيها مشاهد لجمعة الغضب وكان أحد راكبي الجمال يردد: «إلحقوا خشوا التحرير.. خشوا التحرير على طول.. خش يا صلاح الدين»، وآخر يهتف «الله أكبر»، ثم ظهرت مشاهد لموقعة الجمل داخل ميدان التحرير واشتباكات بين المتظاهرين وبعض البلطجية، ثم عرضت المحكمة فيديو آخر لشاب يخاطب راكبي الجمال والخيول، أثناء عودتهم من الميدان إلى نزلة السمان وهو يقول: «ضربتوهم الله يبارك لكم.. انتوا عيال رجالة والله رجالة»، ثم عرضت المحكمة فيديو آخر لهروب مساجين من أحد السجون، وفي نفس الفيديو ظهر «البرادعي» وهو يتحدث الإنجليزية وعلق أحد المتهمين المفرج عنهم بقوله: «الخاين أهو»، ولم تسمعه المحكمة.
وعرضت المحكمة فيديوهات أخرى من السويس والإسكندرية وسيناء عن تعرض المتظاهرين للضرب من قبل رجال الشرطة.
وفوجئ الجميع داخل المحكمة بالأسطوانة رقم 10 ، التي حملت حوارا مطولا مع مرتضى منصور أجراه الإعلامي معتز الدمرداش منذ 3 سنوات، وتحدث فيه مرتضى عن قضيته مع المستشار سيد نوفل، رئيس مجلس الدولة الأسبق، وذلك بعد خروج مرتضى من السجن بعد قضائه عقوبة الحبس عام، واستمر عرض الحوار 25 دقيقة كاملة ليس فيها كلام إلا عن القضية والفترة التي قضاها منصور في السجن وقرر رئيس المحكمة وقف الفيديو ورفع الجلسة للمداولة.
الوضع داخل قفص الاتهام أثناء عرض الفيديو كان مختلفا، الحوار لم يتوقف بين المتهمين، بينما جلس صفوت الشريف وفتحي سرور وعائشة عبد الهادي ومحمد عودة في نهاية القفص دون حركة أو كلام، إلا أن صفوت الشريف كان يسأل الأقرب له في القفص: «إيه اللي بيتعرض» فيرد عليه: «دي فيديوهات لموقعة الجمل وصور تانية لأحداث السويس والإسكندرية».
أما رجب هلال حميدة، فكان يتحدث بصوت منخفض داخل قفص الاتهام: «الصور اللي بتتعرض دي للمصابين وهما بيتعالجوا عندي في مسجد عباد الرحمن، أنا كنت بعالج المصابين وعمري ما اعتديت عليهم وحسبي الله ونعم الوكيل وربنا هيظهر براءتي».