x

اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلحين وسط تونس.. ودبلوماسي يتهم «بن علي» بإشاعة الفوضى

الأحد 16-01-2011 18:59 | كتب: مصطفى رزق, وكالات |
تصوير : أ.ف.ب

استمر إطلاق النار بشكل مكثف بعد ظهر الأحد وسط العاصمة التونسية، بالقرب من مقر وزارة الداخلية، فيما شهدت المنطقة المجاورة للبنك المركزي اشباكات دامية بين الجيش ومسلحين.

وبدأ تبادل اطلاق النار نحو الساعة الثالثة عصر الأحد بتوقيت جرينتش متقطعا في البداية ثم تكثف شيئا فشيئا بين أشخاص مختبئين في مبان، وشرطيين قرب شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة التونسية.

ولا يزال تبادل إطلاق النار مستمرا فيما تحلق مروحية فوق المنطقة التي تضم وزارة الداخلية، وخلا وسط العاصمة تماما إلا من قوات الأمن.

وسجل في وقت سابق اليوم إطلاق نار أمام مقر الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض تم على إثره توقيف العديد من الاشخاص بينهم أجنبيان، بحسب ما ذكر مسؤولون في الحزب لوكالة فرانس برس.

من ناحية أخرى، أفاد شهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية بأن الجيش التونسي اعتقل الأحد قيس بن علي ابن أخ الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في مدينة مساكن (130 كلم جنوب العاصمة).

وقال هؤلاء الشهود إن قيس بن علي اعتقل مع عشرة أشخاص آخرين كانوا «يطلقون النار عشوائيا» من سيارات للشرطة.

وذكر شاهدان أن أحد أفراد هذه المجموعة المسلحة قتل خلال عملية الجيش، وأكدا أنهما تعرفا على قيس بن علي ابن أخ الرئيس المخلوع من بين المعتقلين.

وكانت مجموعة من الشبان أبلغت قوات الشرطة بالأمر حين شاهدت ثلاث سيارات للشرطة تسير بسرعة كبيرة ويطلق منها مشبوهون النار في شكل عشوائي.

في السياق نفسه، أعلن الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض في تونس الأحد أن الأمن التونسي اعتقل مسلحين ألمان أمام مقر الحزب في العاصمة تونس وبحوزتهم أسلحة.

وقال الحزب في بيان: «في الساعة الثانية إلا ربع كشف أحد شباب الحزب الديمقراطي التقدمي سيارة أجرة في وضع مريب أمام مقر الحزب فاستنجد بأعوان الأمن الذين أمروا السيارة بالوقوف وتبين أن بعض راكبي السيارة يحملون الجنسية الألمانية  مدججين بأسلحة نارية مختلفة كان من بينها بندقية قنص».

وأضاف أن «الأسلحة كانت مخبأة في حقائب يستخدمها مصورو التليفزيون، وبعد السيطرة عليهم واعتقالهم من قبل قوات الجيش والشرطة لا تزال قوات الجيش والشرطة تواصل البحث عن عناصر مسلحة قد تكون مختفية في بعض العمارات القريبة من مقر الحزب الديمقراطي التقدمي».

وكان قد بدأ صباح الأحد أن الوضع يتجه إلى الهدوء، وبدأ السكان يتجولون في شارع الحبيب بورقيبة ويتسوقون في السوق المركزية بالعاصمة، كما أعلنت السلطات الموقتة تخفيف حظر التجول «نظرا لتحسن الأوضاع الأمنية».

لكن الوضع توتر فجأة بعد الظهر وانصرف عناصر الأمن إلى تفتيش كل السيارات للتأكد خصوصا من عدم وجود أسلحة فيها.

وسرت شائعات عن تنقل عناصر ميليشيا مستخدمين سيارات أجرة وأخرى عادية.

على صعيد متصل، اتهم مندوب تونس المستقيل في اليونسكو مزري حداد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بتعمد إشاعة الفوضى قبل رحيله عن السلطة، وإدارة العمليات عن بعد.

وقال حداد الذي قدم استقالته بعد ظهر الجمعة قبل ساعات من فرار الرئيس التونسي: «إنني أتهم بن علي بتعمد إشاعة الإضطراب والفوضى قبل رحيله، واتهمه باختيار سياسة الأرض المحروقة عبر وضع استراتيجية من ثلاث مراحل».

وأوضح «لقد أعطى أسلحة وأموالا كثيرة لحراسه الشخصيين ولأتباعه حتى يشعلوا الحرب الأهلية بمجرد رحيله من تونس. وأعطاهم الأمر بافتعال العمليات قبل حتى أن يتخذ قرار الهروب. وطلب مساعدة ليبيا كي تتدخل».

وأضاف أن «هذا المخطط الإجرامي المكيافيللي لم يكن له سوى هدف واحد: استعادة السلطة»، متهما بن علي «بتوجيه العمليات عن بعد عبر الهاتف حتى اليوم والإيحاء بأن جرائمه الحالية هي جرائم للإسلاميين والمعارضة اليسارية».

وتشهد تونس منذ النصف الثاني من ديسمبر الماضي احتجاجات اجتماعية دامية على خلفية غلاء المعيشة وتفشي البطالة والفساد وخاصة في صفوف عائلة زوجة الرئيس التونسي.

وغادر الرئيس المخلوع زين العابدين بن على  تونس مساء الجمعة بعد شهر من المظاهرات المناوئة للحكومة وراح ضحيتها العشرات أغلبهم قتلوا بأعيرة نارية أطلقتها الشرطة على الجماهير.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية