قال السفير الفلسطيني في القاهرة، جمال الشوبكي، خلال ندوة في السفارة الفلسطينية، إن الاحتلال الإسرائيلي يستغل الوضع العربي المتأزم لشرعنة الاستيطان وسرقة الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية ليصبح امر واقع.
وأضاف الشوبكي أن الفلسطينيين يتفاهموا الأزمات العربية وانشغال العرب بمشاكلهم الداخلية التي بليت بالإرهاب الذي أصبح كالسرطان، موضحا أن مصر رغم مشاكلها فهي العمق العربي والقرار العربي يقاد منها.
وأكد الشوبكي أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن» تحدث مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال لقاءهم على هامش القمة العربية – الافريقية في أثيوبيا من أجل تبني مصر وجهة نظر الفلسطينيين حول الاستيطان للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مثلما فعل «أبومازن» مع الملك الأردني عبدالله الثاني قبل لقاء الأخير مع ترامب كأول قائد عربي يجلس مع ترامب بعد تنصيبه.
وأوضح أن وجهات النظر لوقف الإمدادات الأمريكية والدعم الأمريكي اللامحدود عسكريًا وماديا لإسرائيل التي تشرعن الاستيطان الذي يرفضه العالم والمجتمع الدولي بعد قرار مجلس الأمن الأخير بإدانة، مؤكدًا أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بعدم استخدام الفيتو ضد الإدانة هو قرار متأخر ولكنه مفيد.
وأوضح أن سحب مصر للقرار هو سياسة لصالح القضية وليس ضدها والدليل أنه مصر صوتت للقرار في نهاية الأمر، موضحا أنه كان هناك اتفاق لعدم استفزاز أمريكا حتى لا تتخذ موقف لصالح الاحتلال وبالتي يكون معادي للقضية، قائلاً: «أبومازن لا يأخذ خطوة دون أن يتحدث مع السيسي».
وعن نقل السفارة الأمريكية للقدس، أوضح ان هناك تنديد عربي –دولي خجول، خاصة وأن إدارة ترامب تفعل أشياء سلبية لن تصل إلى حل الدولتين، أبرزها تعيين الأمريكي دافيد فريدمان، سفيرًا في إسرائيل والذي -وفقًا للشوبكي- يمتلك 3 شق في القدس، مؤكدًا ان واشنطن الآن تدعم إسرائيل عسكريًا وأخرها بطائرات «إف 35» التي لا تمتلكها أوروبا وذلك لفرض السيطرة على الضفة عسكريًا.
وأكد ان من الثوابت الأمريكية «رفض الاستيطان» منذ عام 85 مرورًا بكل الرؤساء الأمريكيين، موضحا أن إسرائيل تريد ابتلاع الضفة الغربية خاصة المناطق «ج» فضلا عن ابتلاع القدس من خلال مستوطنات أكبرهم «معاليه ادوميه»، ولكن الإدارة الامريكية الحالية تريد تطبيع عربي-إسرائيلي دون وجود للفلسطينيين، وهذا ما ترفضه الجماعة العربية.
واكد أن الشعب الفلسطيني لم يقبل تلك السياسات وانه سيقاوم شعبيًا بفضل الجهود الدبلوماسية التي لا تريد ان تواجه الاحتلال بالقوة لأن الغلبة ستكون لإسرائيل بسبب امكانياتهم العسكرية، موضحا ان السلطة لديها قوة دبلوماسية دولية ستجلب الحق الفلسطيني.
وأوضح أن المحاكم العليا الإسرائيلية التي قررت إخلاء مستوطنة «عامونا»، جعلت البرلمان يصوت لقانون التسوية حتى لا توقف المحاكم العليا في إسرائيل قرارات الحكومة اليمينية في الاستيطان، موضحا ان الاحتلال يتبع سياسة المماطلة حتى مع قوانينه التي ترفض الاستيطان، حتى يتم الموافقة لاحقًا من قبل المحكمة العليا لشرعنته.
واكد الشوبكي ان السلطة الفلسطينية تعتمد على القاهرة التي تعتبر صمام الأمان لكل القضايا العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، قائلاً:«ذا تمرة قال لي مسؤول مصري إبان حكم مبارك أن هناك استطلاع رأي حول اهتمامات الشعب المصري أجرته مؤسسة دولية، وكانت النتيجة ان 57% من الشعب المصري يعتبر القضية الفلسطينية أولوية له قبل الأكل والشرب».
وتابع: «إذا أغلقت مصر الباب أمامنا سندخل لها من الشباك»، إشارة منه إلا أن الفلسطينيين لن يطرقوا باب احدا غير القاهرة التي تعتني بالقضية منذ العام 48.
وعن التقارب الأخير بين حماس والقاهرة، اكد أن التقارب لابد أن يأتي لمصلحة الشعب الفلسطيني خاصة غزة، ورفع معاناتهم، مؤكدًا أن «حماس» تعي تماما أن القاهرة هي الحاضنة للشعب الفلسطيني، موضحا أن السلطة تبارك هذا التقارب إذا التزمت حماس بالنهج الوطني وليس الحزبي القريب من الإخوان المسلمين، موضحا ان حركة «فتح» تريد المصالحة ولكن حماس تؤجلها بسبب انتخاباتها الداخلية، موضحا ان «حماس» لا تريد تسليم المعابر حتى يتم فتحها باستمرار لان العالم يريد أن يتعامل مع جهة شرعية وهي السلطة.
وأكد ان هناك نية للمصالحة ولكن بتنفيذ اتفاق القاهرة 2011، مؤكدًا انم سؤول ملف المصالحة في حركة «فتح» عزام الاحمد يعي تماما ان القاهرة هي صاحبة القرار، موضحا انه عندما يذهب الأحمد للدوحة أو انقرة أو موسكو لبحث المصالحة فإنه يبحث الأمر مع القاهرة اولا، مؤكدًا ان القاهرة تفعل ما عليها ولكن لابد من أن الفلسطينيين أنفسهم يتفقون على برنامج سياسيو ونضالي واضح من أجل الشعب الفلسطيني.