هنأ الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومؤسس الجمعية الوطنية للتغيير، الشعب التونسي، على ثورته وإطاحاته بالرئيس زين العابدين بن علي، قائلاً «باسم كل مصري أهنئ شعب تونس على شجاعته واسترداده لحقوقه المسلوبة من حرية وكرامة».
وأضاف «البرادعي»، في رسالة جديدة كتبها في حسابه الخاص على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، أن العنف الذي يحدث فى تونس الآن ليس سببه ثورة الشعب وإنما هو «رد فعل لعقود من القمع»، مشدداً على أن «النظام المصري عليه أن يفهم أن التغيير السلمى هو الوسيلة الوحيدة لتجنب ما لا تحمد عقباه».
وتابع البرادعي: «التغيير لن يأتي إلا من الداخل و سنفرضه بإرادتنا»، مؤكداً أن «شجاعة الشعب التونسي على التمسك بحريته وكرامته أضاءت الطريق للمصريين».
في سياق متصل، قال «البرادعي»، في رسالة مصورة له بثها عبر موقع «يوتيوب»، مساء الجمعة، إن ما حدث بين المسلمين والأقباط ظاهرة تعكس مجتمعًا يتفكك وشعبًا مخنوقًا وحالة اقتصادية متردية وقمعًا سياسيًّا وغياب عدالة اجتماعية.
وأضاف البرادعي أن المؤسستين، الدينية والتعليمية، خلقتا مناخًا يدعو إلى كراهية الآخر، مؤكدًا أن النظام ترك هذا المناخ لعدة سنوات دون أن يتدخل، وهو ما رآه «جريمة».
وأوضح البرادعي أنه لابد من الاعتراف بوجود مشاكل تهدد وحدة المجتمع المصري، يجب معالجتها، بدءًا من حق الأقباط في بناء دور العبادة وتقلدهم لأعلى المناصب في الدولة، مشددًا: «يجب ألا نضع رؤوسنا في الرمال».
ورأى البرادعي أن الاحتقان الطائفي في مصر مثل الاحتقان بين الفقير والغني والشعب والحكومة، مشيراً إلى أن التخلص منه سيكون عن طريق بناء بيت جديد، كل شخص فيه له الحق في العيش حياة حرة وكريمة، قائمة على احترام الآخر والحق في ممارسة حرية العقيدة والرأي.
وتابع: «لابد أن نعلم أن ما يجمع بيننا أكثر بكثير مما يفرقنا، ولابد من وجود نظام ديمقراطي».
واعتبر البرادعي أن الاحتقان الطائفي جزء من عدة احتقانات في حياة المصريين، في إشارة إلى وجود قمع أمني، وغياب عدالة اجتماعية، وغياب حرية، على حد قوله.
وقال البرادعي: «المشكلة الحقيقية ليست بين الأقباط والمسلمين، ولكنها أكبر من ذلك بكثير، فهذه مجرد ظاهرة ولابد من معالجة الجذور، فما نراه هو مجرد فقاعات».
وأضاف البرادعي: «حينما لا يملك الإنسان عملاً ولا فرصة حياة، ولا حرية التعبير عن الرأي ولا العقيدة، فهذا يخلق لديه حالة من الغضب، وسيضطر إلى التعبير عن هذا الغضب بأشكال مختلفة، فكل ما يحدث في مصر هو أحد مظاهر الغضب لعدم وجود سلام اجتماعي».