صرح أحمد الخضراوى، وهو ضابط فى الحرس الوطنى التونسى، أن «الفريق أول السيد رشيد عمار، رئيس أركان الجيش التونسى الذى أقاله الرئيس المتنحى زين العابدين بن على منذ أربعة أيام، تلقى تعليمات فى آخر لحظة من الولايات المتحدة من خلال سفارتها بأخذ زمام الأمور فى البلاد إذا خرجت الأمور عن السيطرة».
وقال الخضراوى لقناة «الجزيرة»، ليل السبت، إنه يستند فى ذلك على وثائق بين يديه وهو يتحمل مسؤولية هذه المعلومات ويجزم بها.
وأكد على «تمتع الجيش التونسى بسمعة طيبة لدى المواطنين حتى ولو كان على حساب وزارة الداخلية كى يلجأوا إلى حل عسكرى فى البلاد إن سنحت الأمور أو إن اضطروا إلى ذلك».
وردا على سؤال حول ما الذى يمنع رشيد عمار إذا كان تلقى هذه التعليمات من أن يسيطر على البلاد بشكل كامل ويعلن الحكم عسكريا دون اللجوء إلى هذا الغطاء السياسى، قال الضابط الخضراوى إن «النهضة الشعبية المفاجئة التى اصطدمت بها المؤسسة السياسية والعسكرية فى تونس كانت مفاجأة عظمى لبن على ولأركان حكمه».
وألقى الجيش التونسي ليل السبت القبض على نحو 50 من الحراس الشخصيين للرئيس التونسي السابق في محافظة تطاوين (500 كلم جنوب العاصمة تونس).
وقال مصدر صحفي بمدينة تطاوين لوكالة الأنباء الألمانية: «اعتقلت قوات الجيش الوطني نحو 50 من الأمن الرئاسي (الحرس الشخصي) لبن علي عندما كانوا هاربين نحو ليبيا على متن سيارات لا تحمل لوحات (معدنية)». وأوضح أن عددا منهم «نقلوا إلى المستشفى بعد أن أصيبوا بجراح جراء تعرضهم إلى أعيرة نارية خلال مواجهات مسلحة وغير متكافئة مع قوات الجيش التي أحكمت السيطرة عليهم».
وأضاف المصدر أن نحو عشرة آخرين من حرس الرئيس الهارب فروا إلى الجبل هاربين على متن سيارات وأن الجيش يتعقبهم، مشيرا إلى أن العديد من «رموز النظام البائد» حاولوا الفرار إلى ليبيا إلا أن رجال الأمن وسكان المناطق الحدودية المتاخمة لليبيا ألقوا القبض عليهم.
ويقول مراقبون إن الحرس الشخصي للرئيس التونسي أصيب بحالة ارتباك كبير بعد فرار الرئيس للخارج، فيما يتهمه آخرون بتخطيط وتنفيذ عمليات «النهب والتخريب وترويع الأهالي» التي تشهدها حاليا عدة مرافق خاصة وعامة في البلاد.