قال رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطى، وزير خارجية السودان الأسبق، الدكتور لام أكول، إن أى حديث عن الكونفيدرالية بين الشمال والجنوب حالياً سابق لأوانه. وأن هناك وسائل أخرى للتعاون بين عدد من الدول أو على الأقل دولتين، حول قضايا محددة من الممكن أن يكون بها تكامل إقتصادى، أو تكامل فى جميع القضايا، وأضاف فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: لا نستطيع أن نستبق الأحداث، فلا توجد قيادة بالجنوب حالياً لديها تفويض فى أن تدخل فى معاهدات طويلة المدى.
وأوضح أن «أبيى» شمالية حالياً، وأن المطلوب فيها تصويت وفق بروتوكول اتفاقية السلام، وقال إذا وصلنا إلى انفصال لا أعتقد أن الطرفين فى الجنوب والشمال مستعدان لحرب جديدة. وأكد أن الجيش الشعبى عمقه بالجنوب، وأن الحركة الشعبية مشغولة بالاستفتاء، وأن القيادة فى الشمال ليست من مصلحتها الحرب، واعتبر «أكول» العمليات التى تحدث فى أبيى حالياً مجرد أعمال تقوم بها عناصر «منفلتة» مثلما حدث فى معركة مايو الماضى فى المنطقة.
وأضاف أن هناك مجموعة من التحديات ستواجه الشمال والجنوب بعد الانفصال منها الحدود والعملة والديون وحرية التجارة والنقل، وأن «أبيى» تحد كبير لكن هناك تفاوض مستمر حولها، والحل بها ليس صعبا. وقال إن البترول الذى كان يقسم مناصفة بين الطرفين، لابد له من معادلة جديدة، مؤكدا أن التحدى الحقيقى الذى سيواجه الطرفين فى الشمال والجنوب بعد الانفصال هو المواطنة.
وتساءل: «ماذا سنفعل بالجنوبيين فى الشمال، والشماليين فى الجنوب؟. وأوضح يجب أن يختار المواطن الجنوبى الموجود بالشمال هل يريد الذهاب للجنوب أم لا، والعكس فالمواطن الشمالى فى الجنوب يجب أن يختار هو الآخر».
وقال «أكول» إن حديث الرئيس عمر البشير حول تطبيق الشريعة الإسلامية هو تحصيل حاصل، لأن السودان أصلا تطبق الشريعة منذ يوليو 2002 وفق اتفاق مشاكوس، لكن الجميع نسى ذلك.
ولفت إلى أن ولاء سكان الدولة الوليدة فى الجنوب سيكون للجنوب، وأن الدولة الجديدة ستنضم إلى سوق شرق أفريقيا، وإلى دول منابع النيل، ولن تنضم للجامعة العربية، مشددا على أن المصالح بين الشمال والجنوب يجب أن تكون السائدة، وقال إن الجنوب سيكون دولة حبيسة، وأن منفذه الأفضل هو الشمال وليس الجنوب.
واعتبر الاتفاق الذى وقع بين الحركة الشعبية وجورج أطور الخارج عن الجيش الشعبى مجرد اتفاق لوقف الاشتباكات، ولا يمهد الطريق لمفاوضات، ونفى أكول بشدة ما تردد عن أنه سيعود للحركة الشعبية بعد الانفصال، وقال لماذا لا ينضمون هم إلى الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطى. وأشار إلى أن جيش الرب قوة عسكرية تحتل الجنوب، وهو يعبر عن فشل الحكومة السابقة فى الجنوب، هى تتحمل مسؤولية وجوده داخل الجنوب. وأوضح أن القوات الدولية الموجودة بالجنوب وفق اتفاق السلام لا تستطيع أن تستمر بعد التاسع من يوليو المقبل، مؤكدا أن الأحزاب الجنوبية لا يمكن أن تسمح بأن تظل الحركة الشعبية مربوطة بالجيش الشعبى، ودعا أكول القائمين على الدولة الجديدة إلى مراجعة السنوات الست السابقة، وكشف «بؤر الفساد التى قال إنها استشرت وتوغلت».