تركز نشاط الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الأسبوع الماضي على المشاركة في المؤتمر الشهري الثاني للشباب الذي استضافته مدينة أسوان، ثم المشاركة في أعمال قمة الاتحاد الأفريقي الثامنة والعشرين التي عقدت بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، كما عقد اجتماعا لمتابعة إجراءات التخفيف عن محدودي الدخل، واستقبل وفدا من معهد الشرق الأوسط الأمريكي في واشنطن.
واستهل الرئيس السيسي اجتماعه الأسبوعي بافتتاح المؤتمر الدوري للشباب بمدينة أسوان، والذي جرى تخصيصه لمناقشة قضايا التنمية في صعيد مصر، في ضوء اهتمام الدولة والرئيس السيسى بدعم الصعيد على كافة المستويات، باعتباره ثروة مصر الدائمة والمستقبلية.
وناقش المؤتمر، التحديات التي تواجه الصعيد، وتمكين الشباب سياسيا واجتماعيا، إضافة إلى تنمية الصعيد في المجالات المختلفة اقتصاديا وسياحيا وصناعيا، إضافة إلى عدد من المبادرات الخاصة بالصحة والتعليم وتنمية السياحة تم إطلاقها في الصعيد، كما جرى مناقشة انتخابات المجالس المحلية ودور المحليات في تنمية الصعيد.
وتفقد الرئيس، مشروع إحلال وتجديد ورفع كفاءة محطتي معالجة مياه الصرف الصحي كيما 1 و2 بأسوان، وذلك بصحبة بعض شباب أسوان المشاركين في المؤتمر الوطني الدوري للشباب الذين كانوا قد أعربوا عن تضرر المواطنين من مشكلة الصرف الصحي في هذه المنطقة، ووجه الرئيس بالإسراع في إنهاء جهود تطوير المحطتين في المواعيد المقررة، بحيث يتم حل مشكلة الصرف الصحي في هذه المنطقة بشكل نهائي.
وعقد الرئيس السيسي، لقاء مع 150 من شباب محافظات الصعيد، وذلك في إطار فعاليات المؤتمر الوطني الدوري الثاني للشباب، ودار أثناء اللقاء حوار مفتوح مع الشباب رد خلاله الرئيس على استفساراتهم، حيث أوضح أهمية الانتباه إلى التحديات والمشكلات التي تعاني منها مصر لعقود، مشيراً إلى أنه رغم ما يتحقق من نمو اقتصادي، فإن الزيادة السكانية تستهلك جزءاً كبيراً من هذا النمو، ما يعد تحدياً محورياً يجب التعامل معه بجدية، مشيرا إلى أن جهود إدخال خدمة الصرف الصحي إلى 4500 قرية في مختلف أنحاء مصر تشهد معدلات غير مسبوقة حيث من المقرر أن ترتفع من 10% إلى 40% خلال عامين بتكلفة تبلغ 180 مليار جنيه.
وأشار الرئيس، إلى أن تطوير قطاع الكهرباء فقط على مستوى الجمهورية تكلف نحو 450 مليار جنيه، فضلاً عن استكمال خطة الارتقاء بشبكات نقل وتوزيع الكهرباء بتكلفة تبلغ حوالي 60 مليار جنيه.
كما أشار إلى المشروعات الجارية لبناء مدن جديدة، منها 4 في الصعيد للحد من النمو العمراني غير المخطط، وأكد مجدداً أن الدولة ملتزمة بتلبية طلبات كل من تنطبق عليه الشروط للحصول على وحدة سكنية في إطار مشروعات الاسكان الاجتماعي، وذلك لضمان التخفيف على المواطنين محدودي الدخل وتوفير احتياجاتهم من الوحدات السكنية.
ورداً على تساؤل إحدى الشابات بشأن ما تبذله الدولة من جهود لتمكين المرأة، أعرب الرئيس عن تقديره للمرأة المصرية وما تقدمه من تضحيات وتبذله من جهود مُقّدرة للنهوض بالمجتمع المصري، مؤكداً حرص الدولة على الارتقاء بأحوال المرأة والاستفادة مما تتمتع به من قدرات وإمكانيات، كما أكد على استمرار دعم أي جهد يهدف إلى تعزيز وحدة النسيج الوطني والتعايش المشترك.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، أكد الرئيس فيما يتعلق بموضوع سد النهضة، ضرورة التأني في رد الفعل تجاه أية تصريحات، مؤكداً أن قلق الشعب المصري في هذا الشأن مشروع، حيث يتعلق بحياة المصريين منذ آلاف السنين، مضيفاً أن هذه القضية مسألة حياة أو موت ولا يمكن العبث بها، ومؤكداً أن التعاون مع الأشقاء الإثيوبيين في هذا الصدد يسير على نحو جيد وفقاً لاتفاق إعلان المبادئ حول سد النهضة.
وشارك الرئيس السيسي في الجلسة الختامية للمؤتمر، وكرم ثمانية من شباب الصعيد المتفوقين والمتميزين في عدد من المجالات، وأعلن عن مساهمة صندوق «تحيا مصر» بعشرين حضانة في مشروع الحضانات الذي تنفذه إحدي الجمعيات الخيرية التي يديرها شاب من الشباب المكرمين، فضلاً عن دعم إنشاء مركز لصيانة السيارات لإحدي الشابات المكرمات، كما دعا أحد الشباب المكرمين الذي يسعي إلى إنشاء جامعة خاصة بالصعيد إلى الدخول في توأمة مع إحدي الجامعات العالمية المرموقة من أجل ضمان تقديم خدمة تعليمية متميزة.
وأشار الرئيس، في كلمة ألقاها إلى ما تم تحقيقه من انجازات خلال الفترة الماضية في مجالات الحمايـة الاجتماعية والحد مـن الفقر، ورفع مستوى المعيشة بمحافظات أسيوط وسوهاج وقنا، من خلال منح قروض للأسر محدودة الدخل لتنفيذ مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر بقيمة بلغت حتى الآن 147 مليون جنيه، كما تم تغطية أكثر من 1700 قرية بالصعيد بمظلة برنامج «تكافل وكرامة» الذي يوجه 82% من إجمالى مخصصاته لمحافظات الوجه القبلي بإجمالي حوالى 1ر1 مليون أسرة.
كما نوه الرئيس، إلى ما تحقق في مجال تحسين البنية الأساسية للمنشآت التعليمية وتدريب المعلمين، وكذلك في مجال مشروعات الكهرباء والطاقة والإسكان الاجتماعـي والاستزراع والطاقة معامل التكرير، وفي تطوير النقل والطرق بمحافظات الصعيد، وأيضا في مجال دعم وتمكين الشباب سياسياً وضمان مشاركتهم الفعالة في المحليات والعمل العام.
وفي ختام كلمته أصدر الرئيس السيسي، عدة قرارات تشمل إنشاء الهيئة العليا لتنمية جنوب مصر، والتى تهدف إلى الارتقاء بالخدمات العامة وتوفير فرص عمل والعناية بآثار النوبة، باستثمارات تصل إلى خمسة مليارات جنيه خلال الخمس سنوات القادمة، وإنهاء كافة المشروعات التنموية بمنطقة نصر النوبة ووادى كركر، وتخصيص مبلغ 320 مليون جنيه للانتهاء من تلك المشروعات قبل نهاية يونيو 2018، وإطلاق مشروع قومى لإنشاء مناطق صناعية متكاملة للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتبدأ المرحلة الأولى منه بإنشاء 200 مصنع صغير بكل محافظة من محافظــات الصعيد خـلال الأشهر الستة القادمة.
كما تشمل القرارات، استمرار العمل فــي توسيع نطاق إجراءات الحمايـة الاجتماعية مــن خلال تطوير برنامج تكافل وكرامة، ليتضمن برامج تشغيل لأبناء الأسر التي يشملها البرنامج من خلال إطلاق مشروعات كثيفة العمالة، وزيادة الجهود الموجهة لتحسين مستوى جودة الحياة بالصعيد من خلال العمل على استمرار تكثيف الجهود في مجالات الصحة والتعليم والنقل والإسكان، والاسراع فــي تنفيذ مشروع المثلث الذهبى قنا- سفاجا- القصير على خمسة مراحل متتالية، والذى يهدف إلى إنشاء مناطق للصناعات التعدينية ومناطق سياحية عالمية، بحيث يصبح هذا المثلث منطقة عالمية جاذبة للاستثمار، وتحويل أسوان إلى عاصمة للإقتصاد والثقافة الإفريقية والإحتفال بمرور 200 عام على اكتشاف معبدأبوسمبل للترويج السياحى لمصر وإقامة إحتفالية كبرى لهذه الذكرى، واستبعاد منطقة «خور قندى»، والمقدرة بمساحة تبلغ 12 ألف فدان والمطروحة بشركة الريـف المصرى، مع وضع تصور متكامل بشأن هذه المنطقة خلال فترة لا تتعدى ثلاثة أشهر، ومراجعة موقف من لم يتم تعويضه في الفترات السابقة لإنشاء السد العالى، وما تلاها من خلال لجنة وطنية تشكل من الجهات المعنية على أن تنهى اللجنة أعمالها خلال ستة أشهر على الأكثر.
وشارك الرئيس السيسي، في أعمال القمة الأفريقية في دورتها العادية الثامنة والعشرين بأديس أبابا على مستوي روساء الدول والحكومات، تحت شعار «تسخير العائد الديموغرافى من خلال الاستثمار في الشباب»، وشارك الرئيس في الجلسة المغلقة الأولى للقمة الأفريقية لبحث ما تم تنفيذه لانشاء منطقة منطقة تجارة قارية افريقية حرة موحدة، حيث تدعم مصر بشدة هذا المشروع من اجل اقامة هذه المنطقة بنهاية عام ٢٠١٧.
وخلال جلسات القمة، أكد الرئيس السيسي دعم مصر الكامل لجهود تحقيق التكامل الاقتصادي الأفريقي، وأشار إلى أهمية تعظيم الاستفادة من الفرص الاقتصادية المتميزة المتاحة للقارة الإفريقية، من خلال زيادة الاستثمارات الداخلية، والارتقاء بمعدلات التجارة الأفريقية البينية، مؤكداً أن إقامة منطقة التجارة الحرة القارية يعد خطوة محورية على طريق تعزيز التجارة البينية الأفريقية والدفع بعملية التنمية في أفريقيا بمختلف عناصرها تحقيقاً لأجندة تنمية أفريقيا 2063، بما في ذلك بناء القدرات الأفريقية، والتأسيس لصناعات أفريقية متطورة قادرة على التنافس في الأسواق العالمية، بما يستتبعه ذلك من تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة في القارة، بما يلبي تطلعات وآمال شعوب الدول الأفريقية.
وقام الرئيس السيسي، بالتوقيع على الاتفاقية الافريقية لمكافحة الفساد، بما يعكس حرص مصر على تحقيق تقدم ملموس في مجال مكافحة الفساد والالتزام بالمعايير الإقليمية والدولية ذات الصلة.
كما شهد الرئيس مراسم تكريم عالمين أفريقيين، منهما الدكتور المصري على حبيش الاستاذ بالمركز القومي للبحوث الذي حصل على جائزة «كوامي نكروما» العلمية، وقد قام الرئيس بمصافحة العالم المصري عقب مراسم التكريم، ووجه له التهنئة بمناسبة حصوله على الجائزة الافريقية ورفعه اسم مصر عالياً.
وترأس الرئيس السيسي اجتماع لجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بتغير المناخ، وألقى كلمة أشار فيها إلى قيام مصر بصفتها منسق اللجنة بإطلاق المبادرة الأفريقية للتكيف، والمبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة، في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي مؤتمر الأطراف بباريس، فضلاً عن استضافة مصر خلال العامين الماضيين لاجتماعات مجموعة العمل الفنية المعنية بصياغة هاتين المبادرتين.
واستقبل الرئيس السيسي، على هامش القمة رؤساء كل من كينيا والكونغو برازفيل وزامبيا حيث تم بحث تعزيز العلاقات في مختلف المجالات وتعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والتحديات المشتركة التي تواجهها القارة مثل الارهاب، فضلاً عن متطلباتها التنموية، والتي تعكس ضرورة العمل على تكثيف التعاون بين الدول الافريقية من أجل تحقيق صالح الشعوب الإفريقية.
وفي لقاء الرئيس السيسي، برئيس الوزراء الأثيوبي هيلي مريام ديسالين أكد الزعيمان على الأهمية القصوى لتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا، والبناء على ما تحقق من إنجازات حتى الان، سواء على مستوى القيادة أو على الجانب المؤسسي، وعلى تعزيز الثقة المتبادلة بين االبلدين، وتوسيع وتعميق التعاون بمختلف المجالات ومنع أي موقف من شأنه أن يقوض من الطبيعة الأخوية والاستراتيجية لهذه العلاقة.
وأشار الزعيمان، إلى أنهما يتابعان عن كثب المحادثات الفنية الثلاثية بشأن سد النهضة الإثيوبي، وأكدا التزامهما بروح التعاون السائدة في هذا الصدد، ووافق رئيس الوزراء ديسالين على تلبية دعوة الموجهة من الرئيس السيسي لزيارة مصر.
والتقى الرئيس السيسى بنظيره السوداني عمر البشير، وأكد الزعيمان على المصير المشترك الذي يجمع شعبي وادى النيل، وجددا التزامهما بتعزيز العلاقات المصرية السودانية في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية والأمنية، والارتقاء بمستوى التعاون بشكل يتجاوب مع تطلعات الشعبين المصري والسوداني، ويمكن الدولتين من البناء على ما يتوفر لديهما من موارد وقدرات هائلة من شأن حسن استغلالها المشترك ان يعم بالخير والرخاء والتنمية على الشعبين الشقيقين، كما أعرب الزعيمان عن تطلعهما لأن تشهد المرحلة القادمة مزيدا من التنسيق والتعاون بين مصر والسودان على كافة المستويات.
وعقد الرئيس السيسي، اجتماعا موسعا ضم رئيس مجلس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي ووزراء الدفاع والإنتاج الحربي والداخلية والعدل والمالية ورئيسي المخابرات العامة وهيئة الرقابة الإدارية، حيث ناقش القرارات الأخيرة للحكومة بتحريك أسعار بعض السلع التموينية، حيث تمت مراجعة كافة هذه القرارات واستعراض ما تتحمله الدولة من تكلفة لتوفير الدعم للمواطنين، وشدد الرئيس على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات التي تساهم في تخفيف الأعباء على محدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجاً، من خلال التوسع في شبكات الحماية الاجتماعية وضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، كما وجه بالاستمرار في زيادة الموارد المالية اللازمة لتوفير السلع الأساسية للمواطنين فضلاً ترشيد النفقات إلى أدنى حد ممكن.
وأكد الرئيس، أن تغطية طرح السندات المصرية أكثر من مرة يعد دليلاً على الثقة التي يحظى بها الاقتصاد المصرى وبرنامج الإصلاح الذي تتبناه الحكومة في الأوساط الاقتصادية العالمية.
وشدد على ضرورة إنفاذ القانون ومحاسبة المخالفين في فواتير الكهرباء، خاصة وأن مثل هذه التعديات تأتى على حساب المواطنين الشرفاء الذين يتحملون أعباء ضخمة في توقيت يعانى فيه الاقتصاد المصرى من صعوبات لتوفير التمويل اللازم لدعم الطاقة والسلع الأساسية.
من جانب آخر، تم خلال الاجتماع استعراض الإجراءات اللازمة لتنفيذ التوصيات الصادرة عن مؤتمر الشباب الأخير في أسوان، كما وجه الرئيس بضرورة بحث سبل الاستغلال الأمثل لبحيرة ناصر وزيادة انتاجها من الثروة السمكية.
واستقبل الرئيس السيسي، وفدا من معهد الشرق الأوسط الأمريكي في واشنطن، حيث أكد الرئيس أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على المضي قدماً نحو تعزيزها خلال الفترة القادمة، وزيادة التنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة لإعادة الزخم إلى العلاقات الثنائية وتطويرها في مختلف المجالات.
وأشار الرئيس، إلى أن التحديات الإقليمية والدولية الراهنة تتطلب تعزيز أطر التشاور بين البلدين لما لذلك من انعكاسات إيجابية على الأمن القومي للبلدين، كما استعرض الرئيس خلال اللقاء التطورات على الصعيد الداخلي، مشيراً إلى التحديات الأمنية التي تواجه مصر بسبب الإرهاب، ودور مصر في المواجهة الفكرية مع التنظيمات الإرهابية من خلال قيام المؤسسات الدينية المصرية بقيادة مؤسسة الأزهر الشريف بتصويب الخطاب الديني ودحض ادعاءات تلك التنظيمات.
وفيما يتعلق بالمستجدات على الصعيد الإقليمي وسبل التعامل مع الأزمات القائمة بالمنطقة، أكد الرئيس على أن التحرك المصري في مختلف الملفات الإقليمية يتأسس على صون سيادة الدول ومقدرات شعوبها والحفاظ على مفهوم وكيان الدولة الوطنية، والحيلولة دون انهيار مؤسساتها، وذلك كخطوة هامة وأساسية تحول دون انزلاق المنطقة نحو المزيد من عدم الاستقرار، كما أكد حرص مصر على مواصلة جهودها لإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مؤكداً أن التوصل إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية من شأنه أن يوفر واقعاً جديداً يُحقق مصلحة كافة دول المنطقة ويساهم في إعادة الاستقرار إليها.