دعت الجامعة العربية المواطنين التونسيين إلى «الهدوء والحفاظ على مكتسبات الشعب التونسي والتوصل لتوافق وطني حول سبل إخراج البلاد من الأزمة الراهنة»، عقب سقوط نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، فيما يجري عمرو موسى الأمين العام للجامعة، مشاورات مكثفة مع المسؤولين التونسيين وبعض المسؤولين العرب في محاولة لاتخاذ موقف عربي لإحتواء تداعيات الموقف الراهن.
وتوجهت الجامعة بنداء لأبناء الشعب التونسي من خلال بيان صادر، السبت، جاء فيه: «تتوجه جامعة الدول العربية بنداء إلى كافة القوى السياسية وممثلي المجتمع التونسي والمسؤولين للتكاتف والتوحد للحفاظ على مكتسبات الشعب التونسي وتحقيق السلم الأهلي»، مطالباً التونسيين بـ«العمل سوياً من أجل عودة الهدوء وأن يسود الأمن والاستقرار ربوع الوطن والتوصل إلى توافق وطني حول سبل إخراج البلاد من هذه الأزمة وبما يضمن احترام إرادة الشعب التونسي، ويحفظ المصالح العليا للوطن والشعب في إطار الاحتكام إلى الدستور ومؤسسات الدولة، وتحقيق تطلعات الشعب التونسي إلى حياة كريمة آمنة ومستقرة في ظل مناخ من الديمقراطية والاستقرار السياسي، وبما يمكن من تحقيق النهضة التنموية المنشودة».
من جهته، قال مصدر دبلوماسى عربى رفيع لـ«المصري اليوم»: إن الجامعة العربية تبذل جهوداً مكثفة في محاولة لإحتواء تداعيات الأزمة الراهنة، مشيراً إلى أن عمرو موسى الأمين العام للجامعة يجري مشاورات مكثفة مع عدد من المسؤولين في تونس وعدد من الأطراف العربية وذلك منذ اليوم الأول للأزمة.
وأضاف، أن موسى كان في غاية الانزعاج والضيق الخميس الماضي، بسبب تدهور الأوضاع فى تونس، مما يعني اضافة عبء جديد للأزمات العديدة التي يعانى منها العالم العربي في السودان، ولبنان، والعراق، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية.
وحول طبيعة التحرك الذي تنوي الجامعة القيام به قال المصدر: إن الجامعة تتابع حالياً تطورات الموقف وتبحث عن شكل التدخل الذي يمكن يتم، خاصة أنها هذه الواقعة تمثل سابقة في الوطن العربي، ولم يتم التعامل مع وقائع مشابهة بأن تحدث ثورة شعبية ويهرب الرئيس.
وتابع المصدر أننا نتابع الموقف عن كثب حالياً لنرى ما يمكن أن نقوم به، مشيراً إلى أن الأمين العام للجامعة قد شكل مجموعة عمل للنظر فى طبيعة تحرك الجامعة العربية للمساعدة فى إنهاء الوضع المتوتر في تونس، ومحاولة وقف نزيف الخسائر في الممتلكات والأرواح .
فى سياق متصل كشف مسؤول بوزارة التجارة، أن تونس لن تكون ممثلة في القمة العربية الاقتصادية المزمع عقدها بمدينة شرم الشيخ، الثلاثاء، بسبب الاضطرابات التي شهدتها على مدار الايام الماضية وتنحي الرئيس بن علي عن السلطة.
وقال المسؤول فى تصريح خاص لـ«المصري اليوم»، إن هناك اتصالات تجرى حالياً مع وزارة الخارجية التونسية لبحث إمكانية أن تشارك تونس بممثل لها في اجتماعات القمة، مع إمكانية أن يتم ذلك عبر سفيرها بالقاهرة، إلا أن الجانب التونسي لم يحسم هذا الأمر حتى الآن.
وأضاف أن تونس أكدت قبل أيام، مشاركتها في أحداث القمة بوفد رفيع المستوى، وكان من المرجح ان يرأس الوفد التونسى الوزير الأول محمد الغنوشي، إلا أن أحداث المظاهرات والاضطرابات التي سادت البلاد على مدار اليومين الماضيين والتي دفعت الرئيس بن علي للتنحي عن الحكم والخروج خارج البلاد، ساهمت في تغيير الموقف التونسى بحيث أصبح تمثيلها في القمة غير وارد حتى الآن.
وأشار إلى ان الجانب التونسي شارك في الاجتماعات التحضيرية التي عقدتها جامعة الدول العربية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي خلال الشهر الماضي ومطلع الشهر الحالي للتحضير للقمة، وإعداد مشاريع القرارات المزمع عرضها على القادة والرؤوساء العرب في القمة، إلا أن أحداً لم يتوقع أن تصل الأمور على الصعيد التونسي إلى هذا المستوى.