x

«كريستيان ساينس مونيتور»: الإطاحة برئيس تونس فرصة للحكام العرب كي يستجيبوا لشعوبهم

الجمعة 14-01-2011 23:29 | كتب: أشرف علام |
تصوير : رويترز

 

اعتبرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية، في افتتاحية نشرتها الجمعة، أن الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي فرصة للحكام العرب المستبدين كي يستجيبوا لمطالب شعوبهم.

وأضافت أن العالم العربي يشاهد بعصبية تونس حيث أرغم المحتجون فيها حاكما قمعيا ظل في السلطة أمدا  طويلا على الفرار. وتساءلت: «هل الثورة تلوح في الأفق؟». كما تساءلت: هل نحن مقبلون على ربيع العرب، أم على شتاء العرب؟

وقالت: «إن هذا الخيار مطروح الآن أمام الحكام المستبدين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهم يشاهدون بعصبية انتفاضة شعبية تطيح بحاكم قمعي في واحدة من أصغر دول المنطقة وأكثرها استقرارا وهي تونس».

وأضافت قولها: «بعد أن حكم هذه الدولة الساحلية وتعد قبلة للسياح على حافة قارة إفريقيا المطلة على البحر المتوسط طيلة 23 عاما، استقال زين العابدين بن علي اليوم (الجمعة) من منصبه رئيسا لتونس».

وأضافت أن الاحتجاجات وأعمال الشغب التي اندلعت الشهر الماضي وزحفت نحو العاصمة تونس الأسبوع الحالي هي التي أطاحت به.

وأوضحت أن «المظاهرات اندلعت في ديسمير حين انتحر شاب جامعي عاطل وهو أمر منتشر في البلاد بعد أن صادرت السلطات عربة الفاكهة والخضر التي كان يبيعها بدون ترخيص. واستدركت أن هذا ليس هو السبب الوحيد، فكما قال شاهد لوكالة رويترز: «إن الأمر لم يعد متعلقا بالبطالة، بل بحرية التعبير وحرية التجمع وكل الحريات»,

وقالت الصحيفة الأمريكية إن «الحريات لم تحقق نجاحا في العالم العربي في السنوات الأخيرة على الرغم من النجاح النسبي لأمريكا في إقامة ديمقراطية ناجعة في عراق مع بعد صدام»، على حد قولها,

وأضافت أن منظمة «فريدم هاوس»- وهي منظمة أمريكية لا تهدف إلى الربح- ذكرت في تقرير لها الأسبوع الحالي أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا  واصلت «عدة سنوات من الانحدار عن خط الأساس الديمقراطي المنخفض بالفعل». وتابعت أن مصر أكثر الدول العربية سكانا أجرت انتخابات برلمانية صورية الخريف الماضي.

وقالت إن التونسيين ليسوا وحدهم الذين يحتجون. فقد خرج الناس إلى الشوارع في دول عربية مثل: الجزائر، والأردن، ومصر, وأضافت أن أسباب الاحتجاجات تتباين من دولة لأخرى، لكن الأسباب المشتركة تتضمن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود ومعدل البطالة. وتابعت أن المنطقة تعج بالشباب الذي يواجه آفاقا محدودة لوجود فرص عمل، والناس يعتريها الغضب من الفساد الذي أعاق سبل المشاركة السياسية.

واعتبرت «كريستيان ساينس مونيتور» أن «اللغز الذي يحير كلا من القادة (العرب) المستبدين وداعميهم الغربيين هو كيفية الرد على هذه الاحتجاجات. ففي البداية رد الرئيس التونسي ابن علي  على نحو متوقع بإطلاق النار على المحتجين (وأفادت الأنباء بمقتل العشرات) وأنحي باللائمة على إرهابيين خارجيين».

وأضافت: «وبعد ذلك اعتراه الندم على ما يبدو. فقد قال في خطاب متلفز الخميس مخاطبا المحتجين [أفهمكم]. كما أعلن ابن علي أنه سيلغي القيود على وسائل الإعلام والإنترنت وقال إنه لن يترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، وتعهد بتوفير فرص عمل وخفض أسعار المواد الغذائية».

وتابعت أنه استقال يوم الجمعة وتولت حكومة مؤقتة بقيادة رئيس الوزراء شؤون الحكم. وتم إعلان حال الطوارئ ومنع التجمهر لأكثر من ثلاثة أشخاص وفرض حظر التجوال ليلا.

وقالت «كريستيان ساينس مونيتور» إن «الأعضاء المسنين في نادي المستبدين العرب متشبثون بكراسيهم لأسباب منها أن هذه العضوية لها مزاياها من ثروة ونفوذ وبالطبع القوة. لكنهم يخشون أيضا من انتفاضة إسلامية في حال تنحيهم أو في حال فتحوا الباب أمام الديمقراطية كما في حالة حماس في قطاع غزة»,

وأضافت: «في السنوات الأخيرة، استوعبت أوربا والولايات المتحدة هذا التخوف، ودفعت بقوة نحو التغير الاقتصادي والسياسي أكثر مما دفعت باتجاه الانفتاح السياسي في المنطقة. لكن كما وضحت حالة تونس- وهي هدف للمشاركة الاقتصادية من جانب الغرب- فإن هذا ليس كافيا»,

وقالت الصحيفة: تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري رودهام كلينتون بصراحة بشأن الحاجة إلى مزيد من التغير المكثف أثناء جولتها في الشرق الأوسط الأسبوع الحالي، قائلة إن [الشعوب سئمت المؤسسات الفاسدة والنظام السياسي الراكد]», واعتبرت «كريستيان ساينس مونيتور» إن ذلك كان «تصريحا مدويا وحازما على نحو غير معهود من مسؤول أمريكي»,

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية