تصاعدت وتيرة الغضب فى روما، فى الذكرى السنوية لاختفاء الباحث الإيطالى جوليو ريجينى، الذى عثر على جثمانه فى فبراير الماضى، فى مصر، خاصة بعد بث التليفزيون المصرى مقاطع فيديو لـ«ريجينى»، تم تسجيلها دون علمه خلال لقائه مع محمد عبدالله، رئيس النقابة المستقلة للباعة الجائلين، قبل اختفائه بـ18 يوماً.
أخبار متعلقة
وذكر التليفزيون، فى تعليقه على المقطع، أن النائب العام سلمه للنيابة الإيطالية فى معرض توضيح الأمن المصرى أنه راقب «ريجينى» بناء على بلاغ من «عبدالله»، وأظهرت هذه المقاطع حديث «ريجينى» مع النقيب حول إمكانية حصول الثانى على أموال من عدمها، ليخرج النقيب بعد إذاعة الفيديو باتهام الباحث الإيطالى فى وسائل الإعلام المصرية بأنه كان جاسوساً.
وشككت الصحف الإيطالية فى مقطع الفيديو، الذى نشره التليفزيون، وزعمت صحيفة لاريبوبليكا أن الفيديو أجريت له عملية مونتاج، لإظهار «ريجينى» فى صورة «جاسوس».
على المستوى الرسمى ظهرت تصريحات المسؤولين الإيطاليين تطالب مصر بكشف الحقيقة، حيث جدد وزير الخارجية الإيطالية، أنجيلينو ألفانو، أمس الأول، التزام بلاده بالسعى للوصول إلى حقيقة ما حدث لريجينى، الذى عثر على جثته على طريق القاهرة- الإسكندرية الصحراوى، فى مطلع فبراير من العام الماضى، وقال عبر حسابه على موقع «تويتر»: «نفس الحزن والألم مستمر بعد مرور عام، لن نقبل شيئاً أقل من الحقيقة»، فيما أعرب رئيس الوزراء الإيطالى، باولو جنتليونى، فى الذكرى السنوية لاختفاء ريجينى، أمس، عن تضامنه مع أسرته، وشدد على التزام الحكومة بمساعدة القضاء للتوصل للحقيقة.
ويمثل اليسار الإيطالى خطوة ضغط على الحكومة الإيطالية، حيث اعترض على إرسال سفير إيطاليا الجديد إلى مصر قبل انتهاء التحقيقات الرسمية، خاصة أنه لم يتواجد سفير لها لدى القاهرة منذ إبريل الماضى، بعد استدعاء ماوريتسيو مسارى، على خلفية مقتل الباحث الإيطالى، وكان رئيس الحكومة الإيطالية السابق، ماتيو رينزى، أعلن فى مايو الماضى تعيين جان باولو كاتانى سفيراً جديداً لدى القاهرة.
وقالت مصادر دبلوماسية مصرية إن عودة السفير المصرى الجديد إلى إيطاليا مسألة وقت، لافتة إلى أن القاهرة حريصة على استمرار العلاقات القوية مع إيطاليا، أهم شريك أوروبى لمصر، بينما علمت «المصرى اليوم» من مصادر بالخارجية الإيطالية أن إيطاليا كانت عازمة على إرسال سفيرها فى يناير الجارى.
يذكر أن ريجينى كان طالب دكتوراه فى جامعة كامبريدج، ومتواجدا فى القاهرة منذ سبتمبر 2015، لتحضير أطروحته للدكتوراه حول الاقتصاد المصرى، ثم اختفى مساء 25 يناير الماضى، فى حى الدقى، وعثر على جثته على طريق القاهرة الإسكندرية وبها آثار تعذيب، فى 3 فبراير 2016.
