أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن ما لا يقل عن 10 دول عرضت التوسط بين السعودية وإيران. وربط بين تطبيع العلاقات بين البلدين وتغيير السعودية لسياساتها في المنطقة، وهو نفس الشرط الذي تضعه الرياض إذ تؤكد على ضرورة التزام طهران بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
وبغض النظر عن هذه الانتقادات المعتادة والمتبادلة بين الجانبين، فإن الملفت هو الكشف عن جهود الوساطة الجارية بين البلدين في مؤشر عن احتمال حدوث اختراق ما قد يكسر جبل الجليد ويفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين ودول المنطقة بأسرها. وبهذا الصدد أوضح حسين رويوران خبير الشؤون الإيرانية في حوار مع DW، أن الموقف الإيراني «تكرر على لسان ثلاثة مسؤولين إيرانيين: أمين المجلس القومي الإيراني على شمحاني، ثم رئيس الجمهورية على روحاني وأخيرا وزير الخارجية جواد ظريف».
وحسب الخبير الإيراني، فإن الأمر لا يتعلق باجتهادات فردية، وإنما بموقف النظام الإيراني. غير أن حجم الخلافات المعقدة التي تراكمت طوال عقود بين الطرفين قد تحول دون حدوث اختراق فعلي وسريع رغم مغريات المكاسب الموضوعية التي قد يحققها التقارب بين البلدين.
في رد على سؤال بشأن ما إذا كان العراق والكويت عرضا المساعدة لطي الخلافات بين الرياض وطهران قال الرئيس الإيراني حسن روحاني «هناك العديد من الدول، ذكرتم العراق والكويت. هناك ثماني أو عشر دول أخرى في ذهني الآن تحدث مسؤولوها معنا بشأن ذلك».
وأوضح روحاني أن إيران لا تسعى لاستبعاد السعودية من سياسات المنطقة وستقدم المساعدة للرياض «إذا اتخذت القرار الصحيح»، مشيرا إلى ضرورة وقف تدخلها العسكري في اليمن وامتناعها عما وصفه بالتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين.
ومن مؤشرات الانفراج أيضا ما أكده مسؤول إيراني أن السعودية وجهت دعوة لطهران لمناقشة ترتيبات الحج خلال الموسم المقبل.
وبدوره رد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على هذه التصريحات، مؤكدا أن العلاقة مع إيران لا تزال متوترة ويجب على طهران الكف عن «أفعالها العدائية» لتحسين العلاقات.
وبهذا الشأن أكد المحلل السياسي السعودي محمد عبدالله آل زلفة في حوار مع DW، أن شروط الرياض واضحة بهذا الصدد وتتعلق «بامتناع إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول لمنطقة».
ويضيف آل زلفة النائب السابق في مجلس الشورى السعودس أنه في حال تحقق هذا الشرط فإن الرياض «سترحب بكل أريحية بأي تقارب». من جهته أكد ظريف أن إيران والسعودية يجب أن تعملا معا للمساعدة على إنهاء الصراعات في سوريا واليمن بعد التعاون بنجاح بشأن لبنان العام الماضي
تغيرات إقليمية متسارعة في حواره مع DW أكد رويوران أن «هناك استحقاقات سياسية على المستوى الإقليمي من بينها استلام إدارة ترامب قريبا لمهامها، وهي إدارة لا تتوافق لا مع إيران ولا مع السعودية».
واستطرد بهذا الصدد أن «السعودية تعاني من حرب الاستنزاف في اليمن ومن التهاب الوضع في البحرين ومن قمع انتفاضة هذا الشعب. كما أنها تخسر إقليميا في سوريا والعراق. وبعثت بمندوب لترامب ورفض أن يستقبله». وأضاف أن السعودية يمكن أن تخرج من هذا المأزق بالتعاون مع إيران. وبهذا الشأن قال وزير الخارجية الإيراني في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس «لا أرى سببا في أن تكون هناك سياسات عدائية بين إيران والسعودية. حقيقة يمكننا العمل معا لإنهاء الأوضاع المأساوية لشعوب سوريا واليمن والبحرين وغيرها من دول المنطقة».