أشاد سامح شكرى، وزير الخارجية، بالعلاقات المميزة بين مصر والسعودية، ونفى صحة التقارير التى تتحدث عن خلافات بين البلدين، منذ تعبير مصر عن دعمها للتدخل الروسى فى سوريا.
وقال الوزير: «من وجهة نظر مصر دعونى أؤكد لكم أن لدينا رؤية شديدة الوضوح فيما يخص الطبيعة الجوهرية لتلك العلاقة، والأمن القومى العربى يعتمد على الترابط والتفاهم الموجود بين السعودية ومصر». وأضاف «شكرى»، خلال منتدى حوار المنامة لأمن الشرق الأوسط بالبحرين: «الحساسية الموجودة بشأن ما قد يراه البعض اختلافا فى الآراء أو وجهات النظر، قد تضخمه الصحافة ليأخذ أبعادا تتخطى العلاقات المميزة المتأصلة بين البلدين». وتابع أن مصر لا توثق علاقتها بإيران - خصم السعودية الرئيسى فى المنطقة - التى لا تربطها بها علاقات دبلوماسية منذ أواخر السبعينيات، وتتعامل مع إيران فى مؤتمرات متعددة الأطراف.
وقال الوزير: «مصر تبقى على قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، ولم تتخذ أى موقف لتغيير هذا الوضع، واستغلت مصر على الدوام فرصة مثل تلك المناقشات لإعادة التأكيد على مواقف الأمة العربية ومصالح الأمة العربية فى مواجهة ما قد تكون سياسات توسعية تنتهجها إيران».
وقال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن وزير الخارجية استعرض فى كلمته خلال المنتدى أهم ركائز السياسة الخارجية المصرية تجاه منطقة الشرق الأوسط والمبادئ الحاكمة لها، فضلا عن رؤية القيادة المصرية حول طرق التعامل مع منطقة تموج بالصراعات والأزمات، موضحا أن موجة التغيير التى شهدتها منطقة الشرق الأوسط بدءا من عام ٢٠١١ جاءت لتغيير واقع مرفوض استمر لعقود، وقد سارعت العديد من الدول إلى دعم التغيير السريع والفوضوى الذى وَلّد اضطرابا فى دول الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن تجربة السنوات الخمس الماضية أظهرت أن إضعاف مؤسسات الدولة القومية يخلق فراغا سياسيا واجتماعيا، ما يتيح المجال للميليشيات الطائفية والإرهابية، كما هو الحال فى سوريا وليبيا والعراق واليمن.
وأضاف أن «شكرى» تناول فى كلمته الموقف المصرى تجاه القضية السورية، حيث أوضح أن الموقف المصرى يرتكز على ركنين أساسيين: الأول هو الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلامة الإقليمية للدولة السورية ومنع انهيار مؤسساتها، والآخر هو دعم التطلعات المشروعة للشعب السورى فى إعادة بناء دولتهم، من خلال حل سياسى مقبول يسمح بجهود إعادة الإعمار.
وفيما يتعلق بالشأن الليبى، أكد «شكرى» التزام مصر بدعم تنفيذ اتفاق الصخيرات، وتشجيع مجلس الرئاسة لتشكيل حكومة جديدة للوفاق الوطنى أكثر شمولية وتمثيلاً للأطراف الليبية. كما أكد التزام مصر بدعم إقامة الدولة الفلسطينية، منوها بأهمية العودة إلى طاولة المفاوضات، ومشيرا فى هذا الصدد إلى مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى بدعم أى مفاوضات قادمة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
فى سياق متصل، استقبل «شكرى»، السبت، الدكتور نج إنج هين، وزير الدفاع بدولة سنغافورة، على هامش مشاركته فى المنتدى، كما استقبل وزير الخارجية، وزير الدفاع الفرنسى، جان إيف لو دريان، على هامش مشاركتهما بـ«حوار المنامة»، الذى ينظمه المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية، والذى تنتهى جلساته اليوم، حيث استعرض الجانبان مواقفهما تجاه القضايا الإقليمية المهمة، وعلى رأسها الوضع فى ليبيا.
من جهته، أكد وزير الخارجية البريطانى، بوريس جونسون، دعم بريطانيا الكامل لدول الخليج، معربًا عن أمله فى تعزيز العلاقات مع بلدان المنطقة خلال الفترة المقبلة.
وقال جونسون، خلال كلمته بحوار المنامة، موجهًا حديثه إلى دول الخليج: «أمنكم أمننا، أى أزمة للخليج هى أزمة لبريطانيا».
وحول دور إيران فى المنطقة، قال إن بلاده تؤيد التفاوض الدبلوماسى مع طهران، لكنه انتقد تدخلات طهران فى المنطقة وقال «يد إيران واضحة فى اليمن»، لافتًا إلى أن بلاده تتفهم مخاوف السعودية حيال ما يحدث فى اليمن. وأشار بوريس جونسون أيضًا إلى الدور الكبير لإيران فى الأزمة السورية ودعمها لنظام الرئيس بشار الأسد.
من جانبها، دعت وزيرة الدفاع الألمانية، أورزولا فون دير لاين، إلى توسيع نطاق الوسائل المستخدمة فى الحرب على داعش.
وأضافت، خلال منتدى «حوار المنامة»: «بطبيعة الحال، لابد من محاربة الإرهاب بالوسائل العسكرية»، لكن هذه الحرب تنطوى أيضًا على عناصر أيديولوجية واجتماعية.
ودعت «فون دير لاين» حكومات العالم الإسلامى إلى التصدى لدعاية داعش على الإنترنت، عن طريق معلومات جادة وكثيرة.