x

«إيكونوميست»: خلافات السعودية مع مصر دفعت القاهرة للبحث عن أصدقاء جدد

السبت 26-11-2016 16:22 | كتب: أماني عبد الغني |
تصوير : اخبار

«يبدو أن مبلغ 25 مليار دولار، ليس كافياً لشراء الولاء في هذه الأيام»، هكذا استهلت مجلة «إيكونوميست» البريطانية، مقالًا علقت فيه على العلاقات المصرية السعودية، وكيف دفعت الخلافات التي شابت العلاقات بين البلدين، مصر للبحث عن أصدقاء جدد.

وقال المجلة في مقالها، مساء الجمعة، إن الأموال التي قدمتها السعودية لمصر عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق المنتمي للإخوان المسلمين، في 2013، ساعدت الاقتصاد المصري على الصمود وتجنب الانهيار، وإن مصر في الأونة الأخيرة تبدي وفاءاً أقل إزاء الدولة المانحة، السعودية، ما دفع الأخيرة إلى التخلي عن جارتها «المعوزة» على حد وصف المجلة.

وأشارت المجلة إلى أن السبب الرئيس للخلاف بين البلدين، هو الحرب في سوريا، إذ تدعم السعودية المعارضة هناك سعياً لإسقاط نظام بشار الأسد، الذي تدعمه القوى الشيعية متمثلة في إيران وحزب الله اللبناني، وأوضحت أن الأمر الصادم للسعودية كان إعلان مصر دعمها نظام الأسد على الرغم من كون مصر دولة سنية.

وأوضحت المجلة أنه على الرغم من ذلك فإن تصرفات السعودية قد تكون هي السبب الذي يدفع مصر باتجاه خصوم السعودية، فبعد أن علقت السعودية إمدادات النفط لمصر، لجئت الأخيرة للعراق الذي ينعم بعلاقات وثيقة مع إيران، وهي خطوة تتسق مع مساعي السيسي الرامية لتنويع تحالفات بلاده الدولية، خاصة بعد تأرجح موقف الولايات المتحدة من القاهرة بعد الإطاحة بمرسي، وأضافت «إيكونوميست»: «والآن يتجلي أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يميل لدعم السيسي رغم سوء الملف الحقوقي في مصر، فضلاً عن تقارب مصر من روسيا، إذ جرت تدريبات عسكرية مشتركة بين الطرفين مؤخراً.

وتابعت المجلة في رصد أوجه الخلاف بين السعودية ومصر، إذ قالت إن ما يمثل أولوية للسعودية هو التصدي للمد الشيعي، والنفوذ الإيراني، الذي تراه المملكة قوة تزعزع استقرارها، ومن ثم لم تجد السعودية غضاضة في الاستعانة بالثوار الإسلاميين في سوريا واليمن، حيث تحارب جماعة الحوثي المدعومة من إيران، كما تحالفت مع تركيا وقطر المتعاطفتين مع جماعات إسلامية مثل الإخوان المسلمين، ولكن تلك الجماعات الإسلامية هي أكثر مايؤرق السيسي، ويعتبرها تنظيمات إلارهابية، كما يرى الأسد حصناً منيعاً ضد التطرف وتفكك الدولة.

ورأت «إيكونوميست» أن الخلافات الحادثة بين السعودية ومصر، تأتي في وقت تواجه فيه الدولتين تحديات اقتصادية كبيرة، مشيرة إلى أنه برغم تضررها من تراجع أسعار النفط، فإن السعودية أرسلت 2 مليار دولار لمصر في سبتمبر الماضي، ما ساعد الأخيرة على الحصول على قرض صندوق النقد الدولي، ولكن السعودية قامت بعدها بشهر بقطع إمدادات النفط عن مصر التي سعت جادهة لسد العجز في احتياجاتها من الوقود، ولم تعلن السعودية ما إذا كان هذا القطع غرضه التوبيخ، أم أنه يعزى لتدابير اقتصادية، ولكن الإعلام المصري اعتبر القطع وسيلة للضغط على حكومته.

ورأت المجلة أن ثمة شعور لدى مصر بأن شيئاً قد نال من عزتها، وهي التي كانت قائدة للعالم العربي يوماً، ولكنها الآن مدينة بالفضل لدول الخليج، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن العديد من المصريين يروا أن المنطقة المحيطة بمصر لازالت عبارة عن «قبائل لها أعلام»، على حد وصف دبلوماسي مصري سابق، ومن ثم أثار قرار السيسي الخاص بنقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير لمصر، احتجاجات محدودة في الشارع المصري، الذي عزز غضبه تنديد الإعلام المصري بدور السعودية في إلهام جماعات الإسلام الراديكالي التي انبثقت عن الفكر الوهابي الذي تتبناه السعودية.

وأردفت المجلة: «غير أن الازدراء كان حاضراً على الجانب الآخر أيضاً، إذ يرى العديد من عرب الخليج قادة مصر»خُرقاء«، ويتعجبون من»إهدار مليارات الدولارات من المساعدات«، حتى أن أمين منظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني، سخر من تصريح السيسي بشأن وجود يماه فقط في ثلاجته لسنوات، وتسبب انتقاد المصريين وتذمرهم من السخرية في استقالة مدني.

واختتمت المجلة، أن العلاقات السعودية المصرية لم تخل من أزمات على مدار عقود طويلة، وأشارت إلى رأي محللين سياسيين يروا أنه لا يتعين على الجانبين أن يدعا المجال لاتساع الأزمة، ولفتت إلى رأي المحلل السياسي نائل شمعة الذي قال إن «مصر تحتاج إلى سخاء السعودية، والأخيرة بما يحطيها من خصوم، يتمثلون في إيران وسوريا والعراق، واليمن، تحتاج إلى ثقل مصر القليمي»، وسخرت «إيكونوميست» قائلة: «إنه لمن الجيد إذن أن كلا الطرفين يبدي عدم احتياج لعطف الأخر».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية