x

«الإفتاء» عن إصدار «حسم الإرهابية» المرئي: تسعى لتضخيم الذات وشرعنة العنف

الجمعة 13-01-2017 11:34 | كتب: أحمد البحيري |
ندوة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف، حول مواجهة الفكر المتطرف، بحضور مفتي الجمهورية، 14 ديسمبر 2016. - صورة أرشيفية ندوة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف، حول مواجهة الفكر المتطرف، بحضور مفتي الجمهورية، 14 ديسمبر 2016. - صورة أرشيفية تصوير : أسامة السيد

قال مرصد دار الإفتاء للفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، إن تحليله للإصدار المرئي الأول للحركة الإرهابية المسماة بسواعد مصر «حسم»، وورد بعنوان «قاتلوهم»، كشف العديد من الدلالات والمضامين، أهمها أن الحركة الإرهابية تنتمي إلى تيار «الإسلام السياسي» وخرجت من عباءته وتحمل فكره، وتعبر عن مفاهيمه ومصطلحاته، وتختلف عن الحركات الإرهابية التكفيرية المتطرفة التي تنتمي إلى اليمين الديني المتشدد مثل القاعدة وداعش ومن على شاكلتهما.

أضاف المرصد في تقريره التحليلي، اليوم الجمعة، أن الإصدار المرئي الصادر عن الحركة يمثل محاولة لتضخيم قوتها العسكرية وتعدادها البشري، حيث ورد في الإصدار المرئي أن هذه الأعمال صادرة عن إدارة العمليات التابعة للجهاز العسكري للحركة، على نحو يشير إلى أن الحركة تملك أجهزة متنوعة ولا تقتصر على الجهاز العسكري، وإنما القطاع العسكري جزء من كيان الحركة.

تابع المرصد، أن الحركة تعرض تدريبات أفرادها على استخدام الأسلحة والمعدات وتشير إلى أن التدريبات تجري في معسكرات تدريب خاصة بالحركة، بما يوحي أنها تسيطر على مساحات من الأرض وتقيم عليها معسكرات التدريب، ما يعطي انطباعًا للمشاهد أن الحركة تملك من أدوات القوة الكثير، ويمكن أن تمتد سيطرتها هذه للتوسع وتشمل مساحات أكبر وربما مدنًا ومحافظات بأكملها، مما يعني أنها قد تقيم دولة على غرار «داعش» في سوريا والعراق.

أضاف المرصد، أن الدلالة الثالثة والمهمة في هذا السياق تقديم الحركة لمبررات العمليات الإرهابية والدموية باعتبارها انتقامًا «للقتل والتشريد والإبادة والتهجير» التي تتم للمواطنين على أيدي مؤسسات الدولة، بما يخلق للأعمال الإرهابية مبررات بأنها بمثابة رد فعل على أعمال عدائية من السلطات الأمنية لشرعنة العنف واعتباره عملا من أعمال مقاومة بطش السلطة وتجبرها، وهو خطاب يُظهر بوضوح أن من يقفون خلفه ينتمون إلى تيار «الإسلام السياسي» الذي دأب على المتاجرة بأوضاع المجتمع ومشكلاته للنيل من النظم القائمة وتشويه صورتها وتسويغ أعمال العنف والإرهاب ضدها، بل وتصوير تلك الأعمال بأنها دفاع عن المواطنين ضد السلطة وبطشها.

وتابع مرصد دار الإفتاء تحليله للإصدار المرئي مبينًا أن تصدير الآية الكريمة «قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ» في بداية الإصدار المرئي له دلالة مفادها أن الحركة ترى نفسها الفئة المؤمنة التي تقاتل المشركين، وأن ما تحدثه تلك الحركة من قتل وحرق ودمار هو عذاب من الله بأيدي هؤلاء ليشفي الله بهذا العذاب صدور قوم مؤمنين من طائفة تلك الحركة وتيارها.

قال مرصد الإفتاء، إن الحركة لم يفتها الإشارة لأعمالها الإرهابية باعتبارها ثأرًا للاعتداء على النساء، وأنها ذكرت المتلقين بمواقف المسلمين تجاه المرأة المسلمة التي اعتدى عليها أحد اليهود بالمدينة فثار المسلمون لتلك المرأة وأخرجوا اليهود من المدينة كرد فعل للاعتداء على المرأة المسلمة، ما يفهم منه أن الحركة الإرهابية تفسر الوضع الحالي من وجهة نظرها المتطرفة بأنها قائمة تقوم مقام المسلمين، وأن السلطات والمؤسسات الحاكمة تمثل اليهود الذين اعتدوا على نساء المسلمين، ويجب على المسلمين جميعًا الانتفاض والانضمام إليها في ثأرها للنساء المسلمات.

اختتم المرصد تحليله، بتأكيد أن الحركة الإرهابية تنتمي إلى تيار الإسلام السياسي وتحمل أفكاره ومفاهيمه، وتستخدم مصطلحاته وتنشد تحقيق أهدافه، وهي بهذا الإصدار تسعى لتكون مستقرًّا لكل العناصر الناقمة على الأوضاع السياسية الراهنة، وقبلة لكل من يسعى للثأر من الدولة والمجتمع المصري، لتصبح هي قبلة العناصر الإرهابية التي تنطلق من أرضية «الإسلام السياسي»، كما أضحى تنظيم «داعش» قبلة العناصر المتطرفة التي تنطلق من أرضية «اليمين الديني المتطرف».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية