x

السلطات تمنع مظاهر الحزن فى الخرطوم.. واتهامات متبادلة بعرقلة الاستفتاء

الإثنين 10-01-2011 20:22 | كتب: أحمد الصاوي |
تصوير : أ.ف.ب

دخل الاستفتاء على مصير جنوب السودان يومه الثانى وسط إقبال كثيف فى جوبا وولايات الجنوب، وتفاوت فى الشمال، وهدوء فى الخرطوم، بينما سيطر حزن مكتوم على الشارع السودانى، وحذر مثقفون من موجة إحباط عامة تجتاح النخبة الشمالية بسبب إحساسها بالمسؤولية والعجز عن صيانة الوحدة، واعتبارها الانفصال اعترافاً بالعجز عن التعايش المشترك.

وتجولت «المصرى اليوم» بأحد مراكز الاقتراع بمنطقة الخرطوم بحرى التى تلقت 3 أصوات حتى الثانية من ظهر أمس، وقال مدير مركز الاقتراع مالك طه إن إجمالى المسجلين فى المركز 1700 شخص، صوّت منهم فى اليوم الأول نحو 34 شخصاً، مشيراً إلى أنه من الطبيعى أن تكون هناك طوابير من الناخبين فى الجنوب، والعكس هنا فى الشمال، مرجعاً ذلك إلى قدرة الحركة الشعبية على حشد غالبية سكان الجنوب، إلى جانب فتح باب التصويت لأسبوع كامل، بما يجعل أى جنوبى فى الشمال أمامه فرص عديدة للتصويت دون أن يعطل أعماله.

وتبدأ عمليات فرز الأصوات بعد إغلاق صناديق الاقتراع فى اليوم الأول للتصويت مباشرة، ويستمر موظفو الفرز فى عملهم بالتناوب دون توقف حتى انتهاء الاقتراع، بحضور المراقبين الدوليين، وستعلن النتائج يومياً أولاً بأول حسب تصريحات مديرة العمليات بمفوضية الاستفتاء لجنوب السودان «وودا جيريميا أودوك»، فى جميع مراكز التصويت بجنوب السودان، ثم يتم جمعها فى اليوم الأخير للاقتراع لتعلن النتيجة الأولية فى الحادى والثلاثين من الشهر الجارى. فى حين ستعلن مفوضية الاستفتاء فى شمال السودان نتائج التصويت فى مراكز الشمال والخارج فى الأول من فبراير القادم، لتبقى أمام المفوضية ثلاثة أيام لتلقى الطعون ثم يومان للنظر فيها، قبل أن تعلن النتائج النهائية فى السادس من فبراير المقبل، وفى حال وجود طعون فى النتائج النهائية سيتم تأجيل إعلانها حتى الثانى والعشرين من الشهر نفسه كموعد نهائى.

وداهمت السلطات السودانية منزل الزعيم السودانى الراحل إسماعيل الأزهرى بأم درمان أمس، لمنع شباب وطلاب الحزب الاتحادى الديمقراطى الموحد من لف المنزل بوشاح أسود حزنا على انفصال جنوب السودان، ويعد «الأزهرى» أحد الزعماء التاريخيين للتيار الوحدوى فى السودان الذى لم يطالب فقط بسودان موحد بجنوبه وشماله، وإنما دعا لاتحاده مع مصر، معتبراً أن الوطن من الإسكندرية حتى آخر حدود جنوب السودان.

وقال نائب الأمين العام للحركة الشعبية لقطاع الشمال، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية ياسر عرمان لـ«المصرى اليوم»: لابد أن يؤدى هذا اليوم إلى نقلة جديدة بين الشمال والجنوب تقوم على الاعتماد المتبادل، ويجب أن يؤدى الاستفتاء إلى سلام دائم، وأضاف: يجب ألا يضر تقرير مصير الجنوبيين بالعلاقة بين الشمال والجنوب.

لكن شريكى الحكم فى جوبا والخرطوم تبادلا الاتهامات بالتزوير ومحاولة التأثير على سير عملية التصويت، وقال قيادى فى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى الخرطوم إن هناك شواهد مبكرة لتزوير استفتاء جنوب السودان، واتهم عصابات منشقة عن الجيش الشعبى بترويع أمن المواطنين، حتى يصوتوا للانفصال. وأضاف مقرر أمانة ولاية الاستوائية بالمؤتمر الوطنى لطفى أحمد مرسال، فى تصريح للمركز السودانى للخدمات الصحفية، أن حكومة الجنوب أطلقت عملاءها فى الداخل والخارج لزعزعة الأمن فى البلاد.

وبينما ردت الحركة الشعبية باتهام الخرطوم بعرقلة سير الاستفتاء، بسبب رفض منح الجنوبيين من موظفى الشمال إجازة فى أول أيام الاقتراع، نفى والى الخرطوم د. عبدالرحمن الخضر أن يكون المؤتمر الوطنى قد عرقل عملية الاستفتاء.

من جانبه، وجه نائب رئيس مجلس السلام والوحدة مبارك دينق انتقادات شديدة للحركة الشعبية، مبينا أن دعوة الحركة الشعبية للانفصال تمثل خرقا لاتفاقية نيفاشا، وأوضح دينق أن الحركة الشعبية تتوهم أن أيدى أمريكية سوف تقوم بتنمية جنوب السودان.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية