x

«وول ستريت جورنال»: هيلاري كلينتون ستضغط من أجل الإصلاح السياسي في مصر

الأحد 09-01-2011 21:36 | كتب: أشرف علام |

 

ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأحد، أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ستضغط على بعض الدول العربية الرئيسية الأسبوع الحالي- ومنها مصر- من أجل فتح أنظمتها السياسية، وفقا لما صرح به مسؤولون أمريكيون في غمرة ما يقول محللون إنه  شواهد متزايدة على أن الإصلاحات الديمقراطية في مناطق استراتيجية بالشرق الأوسط قد أصابها الركود.

وقالت الصحيفة الأمريكية: إن إدارة الرئيس باراك أوباما تعرضت لانتقادات من قبل نشطاء الديمقراطية طوال العامين المنصرمين لعدم حثها القادة العرب في العواصم العربية- ابتداء من القاهرة إلى عمان- بانتهاج طريق الانفتاح السياسي بمزيد من القوة.

ويرى محللون لشؤون الشرق الأوسط أن مهمة رئيسة الدبلوماسية الأمريكية ستكون معقدة؛ جراء الاضطرابات السياسية والاجتماعية الحديثة التي ضربت بعضا من أقرب شركاء واشنطن الاستراتيجيين في المنطقة بما فيهم مصر وتونس والجزائر.

وقال مساعدون للوزيرة هيلاري كلينتون: إن جولتها التي تشمل الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وقطر لمدة خمسة أيام الأسبوع الجاري ستركز بالخصوص على تمكين المجتمع المدني في هذه الدول وفي دول الشرق الأوسط بشكل عام.

وقال مسؤول أمريكي رفيع يوم الجمعة: إن دعم المجتمع المدني «هو المبدأ الذي حكم تنظيم هذه الرحلة وليس عنصرا إضافيا (على جدول أعمال الوزيرة)». وأضاف أن «المزيد من التأكيد سينصب على كيفية اقتران عمل الحكومات والمجتمع المدني من أجل إحراز التقدم».

وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش جعل من الترويج للديمقراطية في ولايته الأولى حجر الزاوية لسياسته بمنطقة الشرق الأوسط عقب هجمات 11 سبتمبر 2001. لكن إدارة بوش قلصت من تركيزها على هذه القضية في ولايته الثانية نتيجة مقاومة مصر والمتاعب التي واجهتها واشنطن في العراق.

ولفتت الصحيفة إلى أن هيلاري كلينتون ستشارك الخميس المقبل في العاصمة القطرية الدوحة في «منتدى المستقبل» في دورته الثامنة، وهو مؤتمر إقليمي يجمع مسؤولين في الحكومات العربية ومسؤولين من مجموعة الدول الثماني الصناعية، وتستضيفه العاصمة القطرية في الفترة من 11 إلى 13 يناير الجاري.

وكانت إدارة بوش أشادت بتدشين المنتدى باعتباره منبرا يمكن من خلاله جمع قادة الحكومات وقادة القطاع الخاص في محاولة لتعزيز المؤسسات الديمقراطية في العالم العربي.

وتأتي زيارة هيلاري لمنطقة الخليج في وقت يتزايد فيه قلقها بشأن المسارات السياسية التي تتبعها بعض من أهم دول المنطقة. ففي مصر اكتسح الحزب الوطني الديمقراطي برئاسة الرئيس حسني مبارك انتخابات مجلس الشعب التي جرت في نوفمبر وديسمبر الماضيين وحصل على ما يقرب من 90% من المقاعد. وسرعان ما قالت أحزاب المعارضة إن عملية الانتخاب شابها التزوير واعتبرتها مقدمة إما إلى إعادة انتخاب مبارك رئيسا في الانتخابات المقررة في سبتمبر المقبل وإما استهلالا لتمرير السلطة إلى من يختاره الرئيس وحزبه. ونفت الحكومة المصرية تزوير الانتخابات.

وقالت الصحيفة إن عدم اليقين السياسي في القاهرة تفاقم جراء التفجير الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية وأسفر عن مقتل 23 شخصا. وأضافت أن هذا التفجير أشعل أعمال شغب في الأحياء المسيحية- على حد وصفها- وأطلق دعوات تطالب حكومة مبارك بعمل المزيد من أجل حماية الأقليات غير المسلمة في مصر.

وقالت إن دعوات المحللين المعنيين بأمر المنطقة لإدارة الرئيس أوباما تتزايد كي تقوم بعمل المزيد من الضغط على الرئيس مبارك البالغ من العمر 82 عاما كي يلتزم بالشفافية في عملية الانتقال السياسي في بلده. وشددوا على أن حال الإصلاح السياسي في مصر أكبر الدول العربية سكانا سيكون لها تأثير كبير على المنطقة.

وقالت دينا جرجس الزميلة في «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» وهو مركز أبحاث أمريكي: «من الأفضل أن تفكر هذه الإدارة بسرعة في كيفية أن ينظر إليها على محمل الجد مرة ثانية في القاهرة».

كما عبر مسؤولون أمريكيون عن قلقهم بشأن أعمال الشغب التي اندلعت على نطاق واسع في تونس في الأسابيع الأخيرة وفي الجزائر منذ أيام. وأحد أسباب هذه الاضطرابات قضايا اقتصادية مثل: ارتفاع الأسعار، والبطالة. لكن المحتجين في هذين البلدين طالبو أيضا حكومتي بلادهم بزيادة مساحة الحريات السياسية.

واستدعت وزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي السفير التونسي في واشنطن لتعبر له عن القلق بشأن تعامل حكومته مع المحتجين ولبحث تقارير أفادت أن تونس تراقب الإنترنت وتتدخل في حسابات النشطاء على موقع فيس بوك.

وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية: «عبرنا عن قلقنا إزاء ما يحدث فيما يتعلق بالمظاهرات ... وشجعنا الحكومة التونسية على ضمان احترام الحريات المدنية».

وأشاد نفر من محللي شؤون الشرق الأوسط بالوزيرة هيلاري لتركيزها المتزايد على دعم المجتمع المدني والإنترنت. لكنهم شددوا على أن هذا ليس بديلا عن قيام واشنطن بممارسة المزيد من الضغوط العلنية على الحكومات العربية من أجل أن تقوم بالإصلاح.

وقال ستفين كوك محلل شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي: «إن منظمات المجتمع المدني تتنامي إقليميا. والمشكلة الحقيقية تكمن في الأنظمة السلطوية  التي ترفض السماح لهذه المجموعات أن تعمل بحرية»,

كما ستركز الوزيرة هيلاري خلال جولتها الإقليمية على تأمين استمرار الدعم العربي للضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على إيران بهدف وقف برنامجها النووي، وفقا لما ذكره مسؤولون أمريكيون. وكل من الدول الثلاث التي تزورها  هيلاري وهي: الإمارات وعمان وقطر تستضيف عسكريين أمريكيين، لكن في الوقت نفسه لها علاقات تجارية مكثفة منذ أمد مع إيران. وقال مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية  «إن نظام العقوبات هذا سيكون له تأثير على هذه الدول».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية