قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: إن هناك مسؤولين كبارا في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما يشاركون أعضاء الكونجرس القلق بشأن التطورات السياسية الأخيرة في مصر.
وأشارت إلى أنه مع اقتراب موعد عقد الانتخابات البرلمانية، أطلق الرئيس حسني مبارك حملة لقمع معارضيه ووسائل الإعلام المستقلة، ورفض طلبا مباشرا من أوباما بالسماح لمراقبين دوليين بمراقبة الانتخابات، لذلك فإنه عندما زار أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون، كان من المتوقع أن تضغط عليه بشأن القمع، وأن توضح له موقف الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها الجمعة تحت عنوان «صمت (هيلاري) كلينتون على الديمقراطية المصرية»، إن تصريحات هيلاري عقب اللقاء تطرقت إلى كل القضايا في المنطقة من السودان إلى العراق وفلسطين، لكنها «لم تنطق بكلمة واحدة حول مصر».
وأشارت الصحيفة إلى أن ما حدث نقل رسالة واضحة للمصريين تناقلتها وسائل الإعلام المصرية، وهي أن «إدارة اوباما إما أنها تدعم استبداد مبارك، أو لا تهتم بما يحدث».
ونقلت عن صحيفة «الأهرام» تعليقها على اللقاء الذي قالت فيه: إن «هذا الحوار يؤكد أنه من المهم للبلدين التركيز على القضايا الإقليمية».
وقالت «واشنطن بوست»: إنها سألت المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بي جي كراولي عن سبب صمت هيلاري كلينتون، ونقلت عنه قوله: «تناولنا في اللقاء كل القضايا الداخلية، وتحدثنا بشكل مباشر وقوي مع المسؤولين المصريين، ولا يوجد أي سوء فهم، هناك مناقشات مفيدة وتتسم بالحيوية وهم يدركون جيدا الأهمية التي نوليها لحقوق الإنسان، والمجتمع المدني في مصر».
ووصفت الصحيفة تصريحات كراولي بأنها «جيدة، لكن هناك فرصة أن ينسى أبو الغيط، 68 سنة، نقل هذه الكلمات التي قيلت في جلسة خاصة للرئيس مبارك».
وأكدت أن «الانتخابات البرلمانية المقبلة لن تكون نزيهة وعادلة مهما كان الدور الأمريكي».
وقالت: إن «ما تقوله إدارة أوباما عنها بشكل علني، يعني الكثير لمئات وآلاف المصريين الشجعان المدافعين عن الديمقراطية، ولكل من ينتظرون حدوث عملية انتقال سياسي للسلطة، رغم أن كل من في القاهرة يدركون أنها لن تتم إلا إذا تخلى عنها مبارك».
وقالت: «كان أمام كلينتون فرصة لإرسال رسالة حيوبة، لكنها أخطأت عندما لم تفعل ذلك».