x

«زي النهارده».. وفاة الشاعر بيرم التونسي 5 يناير 1961

الخميس 05-01-2017 00:37 | كتب: ماهر حسن |
بيرم التونسي - صورة أرشيفية بيرم التونسي - صورة أرشيفية

«قد أوقعَ القلبَ في الأشجانِ والكَمَدِ هوى حبيبٍ يُسَمّى المجلس البلدي أمشي وأكتمُ أنفاسي مخافة أنْ يعدّهـا عاملٌ للمجلسِ البلـدي ماشَرَّدَ النومَ عن جفني القريحِ سوى طيف الخيالِ خيال المجلسِ البلدي إذا الرغيفُ أتى، فالنصف آكُلُهُ والنصفُ أتركُه للمجلس البلدي وإنْ جلستُ فجَيْبِـي لستُ أتركُهُ خوفَ اللصوصِ وخوفَ المجلسِ البلدي وما كسوتُ عيالي في الشتاءِ ولا في الصيفِ إلاَّ كسوتُ المجلسَ البلدي كَــأنَّ أٌمّي بَلَّ اللهُ تُربتها أوصَتْ فقالت :أخوك المجلس البلدي أخشى الزواجَ إذا يوم الزفافِ أتى أن يَنْبَرِي لعروسي المجلسُ البلدي ورُبَّمَا وَهَبَ الرحمنُ لي ولداً في بَطْنِهـا يَدَّعيه المجلس البلدي وإنْ أقمتُ صلاتي قلتُ مُفتتحاً اللهُ أكبرُ باسم المجلـس البلــدي أستغفرُ الله حتى في الصلاةِ غَدَتْ عِبادتي نصفُها للمجلـس البلـدي يا بائعَ الفجلِ بالمِلِّيـمِ واحدةً كم للعيالِ وكم للمجلسِ البلدي» هذه إحدى قصائده الأولي والتي حققت له شهرة في بداية مسيرته.

ومن قصائده الأخرى «حاتجن ياريت ياخوانا.. مارحتش لندن ولا باريز..دى بلاد تمدين.. ونضافه وزوق ولطافه وحاجه تغيظ«هذا هو بيرم التونسى الذي غنت له أم كلثوم مجموعة من روائعها الغنائية ومنها أهل الهوى والآهات والحب كده وانا في انتظارك وحلم وحبيبى يسعد أوقاته والأمل والأولة في الغرام وهو صحيح وغيرها كثير فضلا عن مجموعة من الأوبريتات الغنائية بين الإذاعة والسينما والمسرح.

وبيرم مولود في الإسكندرية في ٣ مارس ١٨٩٣ واكتسب لقبه من جده،لأبيه الذي كان تونسياًولد بيرم وعاش طفولة بائسة في حى «السيالة» بالأنفوشى والتحق بكُتّاب الشيخ جاد الله فكرهه بسبب قسوة الشيخ، فأرسله والده إلى المعهد الدينى في مسجد أبوالعباس فلما مات والده وهو في الرابعة انقطع عن المعهد وعاد إلى دكان أبيه وخرج من التجارة مفلسا، بدأت شهرته عندما كتب قصيدته «المجلس البلدى» الذي أثقل كاهل الناس بالضرائب فبدأت شهرته وانفتحت أمامه أبواب الفن ثم أصدر مجلة المسلة وبعد إغلاقها أصدر مجلة الخازوق ولم يكن حظها بأحسن من حظ المسلة.نفى إلى تونس بسبب أشعاره الساخرة من بعض أفراد الأسرة المالكة ومن تونس سافر إلى فرنسا وعمل حمّالاً في ميناء (مرسيليا) لمدة سنتين ثم زور جواز سفر ليعود به إلى مصر.

وفيها عاود الهجوم على السلطة بقصائده اللاذعة وألقى القبض عليه ونفى إلى فرنسا وهناك عمل في شركة للصناعات الكيماوية ولكنه يُفصل من عمله ويواجه الجوع والتشرد وفى ١٩٣٢ يتم ترحيله إلى تونس لأن السلطات الفرنسية قامت بطرد الأجانب وقررت إبعاده عن سوريا إلى إحدى الدول الأفريقية وحينما كان يستقل الباخرة التي مرت على «بورسعيد» ساعده أحد الركاب في النزول منها إلى مدينة بورسعيد ويقدم التماساً إلى القصر فيتم العفو عنه، ومع استقراره بشكل نهائى في مصر في عهد الملك فاروق عمل بيرم في «أخبار اليوم» ثم المصرى ثم لاحقا الجمهورية وكان قد حصل على الجنسية المصرية وفى ١٩٦٠منحه الرئيس عبدالناصر جائزة الدولة التقديرية إلى أن توفى «زي النهارده» في ٥ يناير ١٩٦١ .

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية