كان الشاعر الألماني «ريلكه» أو راينر ماريا ريلكه أحد كبار شعراء القرن العشرين، وكان قد لجأ في السنوات الأربع الأخيرة من عمره لكتابة قصائده باللغة الفرنسية.
وكان آخر ما كتب قبل رحيله عن عالمنا «زي النهارده» في٢٩ ديسمبر ١٩٢٦م عن خمسين عاماً، غير أن المتابعين والنقاد حول العالم قد أجمعوا على أن أعماله بالألمانية قد فاقت في روعتها وعظمتها ما كتبه بالفرنسية، وبخاصة في عملين من أعماله التي كتبها بالألمانية وبالأخص «مراثي دوينو» و«سونيتات إلى أورفيوس» وقد أنجزهما في عام ١٩٢٢م بعد معاناة شعرية طويلة امتدت لعشر سنوات انقطع خلالها تماماً عن الكتابة وغرق في حالة من الصمت العميق فكان هذان العملان تتويجاً لتجربة شعرية فريدة، واستطاع أن يرقي بهما إلى ذروة من الكمال الشعري التي لم يحققها الشعراء منذ «هولدرلين».
وبخاصة دواوين ريلكه «كتاب الصور» و«كتاب الساعات» و«جناز» و«قصائد جديدة»، ولذلك يري النقاد الراصدون لمسيرته أن كتابته للفرنسية كانت أشبه بهوي زائل،وقالوا إن النصوص الفرنسية التي كتبها في السنوات الأربع الأخيرة كانت بمثابة تجريب شعري ونزوة شعرية.
يذكر أن هذه الأعمال حينما صدرت بالفرنسية قد أثارت امتعاض الكثير من الألمان حتي إن القوميين الألمان اعتبروها خيانة للغة الأم، كما لم يتحمس لها الفرنسيون، وأخيراً فإن ريلكه يعتبر من أبرز الشعراء الألمان، وأكثرهم تعبيراً عن نوازع الإنسان وتناقضاته الداخلية، وبحث الإنسان عن خلاص عبر الحب والشعر والاندماج في روح العالم.