إبراهيم اليازجي لغوى وناقد وأديب لبنانى واسمه كاملا إبراهيم ناصيف عبدالله ناصيف جنبلاط، وهو مولود في ٢ مارس ١٨٤٧ ببيروت في بيت علم، فأبوه هو الشاعر اللبنانى المعروف ناصيف اليازجى من كبار الأدباء في عصره، وتعلم إبراهيم على يده مبادئ اللغة ثم انطلق في تثقيف نفسه وكتب الشعر شابا صغيرا، ثم انكب على دراسة الفقه الحنفى على يد أحد مشاهير الأئمة.
وعمل على إحياء القومية العربية، وفى ١٨٧٢ قام بتحرير جريدة (النجاح) وكتب فيها وحقق شهرة كبيرة، وعندما أراد الآباء اليسوعيون ترجمة الكتاب المقدس استعانوا به، وكان قد تعمق في دراسة العبرية والسريانية واستغرق في ترجمته تسع سنوات، وبعدها انصرف إلى تدريس اللغة العربية وآدابها في المدرسة البطريركية للروم الكاثوليك ببيروت وقدم شرحا لديوان المتنبى ونسبه لأبيه الذي كان قد بدأه ولم يتمه.
وفى ١٨٨٤ شارك في إصدار مجلة (الطبيب) ونشر فيها كتاباته وترجماته، ولما لم يجد لأفكاره الحرة مجالاً في لبنان هاجر لمصر حيث المزيد من الحرية، وفى ١٨٩٧ أصدر مجلة (البيان) ثم احتجبت وفى ١٨٩٨ أنشأ مجلة (الضياء) التي استمر إصدارها ثمانية أعوام إلى أن توفى بالقاهرة «زي النهارده» في ٢٩ ديسمبر ١٩٠٦ ثم نقل رفاته إلى بيروت في مقبرة الروم الكاثوليك، وقد وصفه عبده وازن في الاحتفال بمئويته قائلا: «إنه كان في طليعة الحركة التجديدية لإحياء العربية بعدما أصابها من تراجع وركاكة وضعف فجعلها تناسب العصر»، ومن مؤلفاته «تحفة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد»، وديوانه «العقد».