x

التفاؤل يسيطر على الجنوب السودانى قبل ساعات من استفتاء «تحديد المصير»

الجمعة 07-01-2011 20:16 | كتب: هشام علام |
تصوير : أ.ف.ب

 

سيطرت حالة من التفاؤل على مواطنى جنوب السودان قبل استفتاء «تحديد المصير» المقرر انطلاقه خلال ساعات، إذ يعتبرونه طلاقاً بلا رجعة لفك الارتباط مع الشمال، وتحولت العاصمة الجنوبية «جوبا» إلى مركز للدعاية وحث السكان للإقبال على صناديق الاقتراع، كما شهدت المدينة الواقعة فى إقليم «وسط الاستوائى» طفرة اقتصادية مؤقتة بعدما أصبحت قبلة وسائل الإعلام العالمية، لترتفع أسعار الفنادق بما يعادل الضعف، والحال نفسها مع السلع الغذائية والمياه المعبأة ووسائل النقل والمواصلات، خاصة بعدما قررت الحكومة خلال اليومين الماضيين رفع أسعار الوقود.

وأشاد جون لادو تومبى، وزير الإسكان فى حكومة جنوب السودان، بالمجهودات التى تبذلها مصر للنهوض بالبنى التحتية وإقامة المنشآت الرئيسية فى الجنوب، مؤكداً أن مصر هى أكبر دول المنطقة تقديماً للمساعدات لاعتبارات كثيرة، أهمها أن الجنوب لايزال جزءاً من دولة السودان التى تجمعها بمصر علاقات تاريخية، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من أعضاء الحركة الشعبية ووزراء حكومة الجنوب تلقوا تعليمهم الجامعى والأساسى فى مصر.

وقال تومبى فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» إنه فى حال حصول الجنوب على استقلاله عبر الاستفتاء، فلن ينضم إلى أى من جامعة الدول العربية ــ رغم المساعدات التى تقدمها ــ أو منظمة المؤتمر الإسلامى، لأنهما يقدما شيئاً لبلاده ــ حسب قوله ــ موضحاً أنها ستكون دولة علمانية غير عربية، ومنفتحة على الجميع.

وأضاف تومبى: «لسنا عرباً ولا مسلمين، وصحيح بيننا مسلمون لكن كفانا ما فعله بنا البشير، الذى يريد أن يجعلنا مسلمين بقوة الشريعة، وهو أمر مرفوض تماماً»، وأكد أن الانفصال خيار «مريح» للشماليين أيضاً، لكن عليهم البحث عن موارد أخرى بعيداً عن ثروات الجنوب، لتمويل التنمية التى استأثروا بها طوال سنوات مضت.

ولفت وزير الإسكان إلى أن الدولة الجديدة ــ حال قيامها ـ لن تمانع فى تلقى المساعدات من إسرائيل، مشدداً على أنها لم تتلق أى إمدادات من أى نوع من الدولة العبرية حتى الآن، لأنهم لايزالون جزءاًمن دولة السودان وملتزمون بكل الاتفاقيات والمعاهدات التى وقعتها الحكومات المتعاقبة، مؤكداً أن الجنوبيين سيبحثون عن مصالحهم حيثما كانت.

وعن استعدادات ما بعد الانفصال، قال تومبى: «كان كل الخير يذهب إلى الشمال، والآن سيصبح ملكاً لنا، والجنوب غنى بالبترول والذهب والماس، علاوة على المساعدات الدولية».

من جانبه، أعرب تونجن رومبيك، عضو مجلس تشريع حكومة الجنوب، لـ«المصرى اليوم» عن خوفه من فشل الاستفتاء أو الخروج بنتيجة خلاف الاستقلال، وقال رومبيك فى المؤتمر الذى عقد بقرية لوبونو جنوبى جوبا: «إن الاستفتاء فرصتنا الأخيرة للاستقرار، وفشله يعنى العودة إلى نقطة الصفر، وسنصبح مجبرين على أن نكون مسلمين وعرباً، وحينها ستحدث الحرب الكبرى»، وبسؤاله عن احتمالية فشل الانفصال، قال: «سؤال أرفض تمريره إلى عقلى، لأننى كلما حاولت الإجابة عنه أُصاب بالرعب».

كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان عقدت مؤتمرها الأخير لحشد المواطنين فى قرية لوبونو التابعة لمقاطعة بايان وسط غابات السافانا لحثهم على التصويت، حيث قامت عربات تابعة لجيش الجنوب بجمع المواطنين من القبائل المتناثرة فى ولاية جوبا لحضور المؤتمر، الذى حضره وزراء وبرلمانيون وممثلون لمفوضية استفتاء جنوب السودان.

وعلى صعيد آخر، أكدت دوسو مونجى، أحد المراقبين بمفوضية الاستفتاء، استخدام جميع الطرق المتاحة لعدم التلاعب فى عملية التصويت والفرز، مشيرة إلى استخدام الحبر الثابت، للحيلولة دون التصويت أكثر من مرة، رغم تشكيك المعارضة المصرية فى إمكانية التلاعب بهذه الأحبار ـ بحسب دوسو ـ علاوة على الأقفال الآمنة، وهى أشرطة بلاستيكية سحابة غير قابلة للفتح حال إقفالها، إلا عن طريق القطع، واستخدام الخرامة، بحيث يقوم الموظف بتخريم بطاقة تسجيل كل ناخب «لمنع تكرار التسجيل».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية