x

سوريا في 2016: «الأسد» يهزم المعارضة في حلب.. وتركيا تتراجع عن إسقاطه

الأحد 25-12-2016 13:58 | كتب: رضا غُنيم |
أحد أفراد الجيش السوري يلوح بعلامة النصر بعد استعادة حلب أحد أفراد الجيش السوري يلوح بعلامة النصر بعد استعادة حلب تصوير : E.P.A

في أواخر مايو عام 2015، توقّع زهران علوش، قائد «جيش الإسلام»، أحد أبرز التنظيمات المسلحة في سوريا، سقوط بشار الأسد: «عام 2015 سيشهد نصرًا للثورة السورية، لأن النظام في أضعف حالاته منذ بداية الأزمة»، وفي 25 ديسمبر 2015، قُتل «علوش» في غارة جوية روسية بضواحي دمشق، وخابت توقعاته. واستمرّ «بشار» على رأس السلطة في 2015، وعزّز بقاءه في 2016 بهزيمة التنظيمات المسلحة في بعض المناطق بسوريا.

«الأسد» حظى بانتصارات كبيرة على معارضيه، بفضل التدخل الروسي الذي أنقذه من الهزيمة، أهمها استعادة مدينة حلب، على حساب آلاف السوريين الذين تركوا المدينة، بجانب سقوط المئات من القتلى. بعدها بأيام تراجعت تركيا عن المطالبة برحيله، واتفقت مع حليفيه روسيا وإيران على محاربة الإرهاب، والتخلى عن مطلب إسقاط «بشار».

استعادة حلب

توّج «بشار» انتصاراته في 2016 باستعادة مدينة حلب كاملة، حسب بيان للجيش السوري الأسبوع الماضي، بعد معارك عنيفة مع الفصائل الإسلامية المسلحة. وظلت المدينة منقسمة طوال 4 سنوات بين القوات الحكومية في الغرب والمعارضة في الشرق.

وبدأت عمليات الإجلاء بعد استعادة النظام للمدينة، ورّحل عنها ما يقرب من 8 آلاف شخص، حسب الأمم المتحدة، مع توقعات باحتمالية وصول عدد النازحين لـ100 ألف شخص.

وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلف القصف الجوى المتبادل بين النظام والمعارضة على حلب في الفترة من إبريل 2016 حتى 21 ديسمبر، 2870 قتيلا، بينهم 630 طفلاً، و330 امرأة، وما يقرب من 19 ألف مصاب.

وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، إن قوات التحالف «الروسي – السوري» ارتكبت جرائم حرب خلال حملة قصف جوي لمدة شهر لمناطق تسيطر عليها المعارضة في حلب في سبتمبر، وأكتوبر 2016، وقتلت أكثر من 440 مدنيا، وهاجمت مستشفى 4 مرات مختلفة باستخدام ذخائر متنوعة.

وقال بشار الأسد، إن استعادة الجيش السيطرة الكاملة على مدينة حلب يعتبر «انتصارا للحلفاء الروس والإيرانيين»، موضحا أن استعادة حلب «خطوة أساسية في طريق القضاء على الإرهاب في كامل أنحاء سوريا، وتوفير الظروف الملائمة لإيجاد حل ينهي الحرب».

تحوّل موقف تركيا

في يوليو 2016، أعرب رئيس الوزراء التركي بن على يلدريم، عن ثقته باستعادة بلاده علاقتها الطبيعية مع سوريا، قبل أن يؤكد حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، أن هناك عائقا كبيرا أمام التطبيع يتمثل في بقاء بشار الأسد.

وردت الخارجية السورية على حديث تركيا عن التطبيع، بقولها إن التصريحات وحدها ليست كافية، ويجب على أنقرة تغيير سياستها تجاه سوريا، وإغلاق حدودها أمام التنظيمات المسلحة التي تعبر الداخل السوري.

بعدها بـ6 أشهر، حينما استعاد النظام السوري حلب في ديسمبر، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن روسيا وإيران وتركيا اتفقوا على أن الأولوية في سوريا محاربة الإرهاب وليست الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وذلك عقب اجتماع ثلاثي ضم إلى جانب وزير الخارجية الروسي، وزيري الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والتركي، مولود تشاوش أوغلو.

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن روسيا وإيران وتركيا وبشار الأسد وافقوا على حضور محادثات السلام في أستانة عاصمة كازاخستان سعيا لحل الصراع في سوريا.

القتلى والخسائر الاقتصادية

ارتفع عدد القتلى في سوريا عام 2016 إلى ما يقرب من 500 ألف شخص، نتيجة القصف المتبادل بين النظام السوري المدعوم بقوات روسية وإيرانية وحزب الله اللبناني، والفصائل الإسلامية المسلحة، بجانب 2.8 مليون شخص يعانون من إعاقة جسدية دائمة بسبب الاشتباكات، حسب تقير صادر في ديسمبر عن الأمم المتحدة.

وارتفع عدد اللاجئين إلى 4.8 مليون شخص، حسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بينما اضطر 6.3 مليون شخص لترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سوريا، و85% من الشعب السوري يعيش ضمن خط الفقر، و4.3 مليون شخص بحاجة للإيواء.

وحسب منظمة العفو الدولية، بلغ عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في السجون منذ عام 2011 إلى 2016، 17 ألفا و700 شخص. وقالت إن السلطات السورية تمارس التعذيب على نطاق هائل في السجون الحكومية.

وفي تقرير للأمم المتحدة حول خسائر «الربيع العربي»، بلغت خسائر الناتج المحلي والإجمالي ورأس المال في سوريا إلى ما يعادل 259 مليار دولار. وقال محللون دوليون، إن الحرب أعادت الاقتصاد السوري 30 عاماً إلى الوراء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية