x

مصادر: مصر ترفض إطلاق اسم «جمهورية النيل» على دولة جنوب السودان

الجمعة 07-01-2011 15:44 | كتب: أحمد الصاوي |
تصوير : أ.ف.ب

 

فى الوقت الذى يتوجه فيه الجنوبيون فى السودان إلى صناديق الاقتراع، الأحد، للتصويت فى استفتاء تقرير مصير الجنوب، وسط مؤشرات قوية على اختيار الانفصال، علمت «المصرى اليوم» أن اسم الدولة الجديدة المزمع إعلانها فى جنوب السودان، أثار توتراً محدوداً بين القاهرة وجوبا، بعد ما تردد عن عزم الأخيرة اختيار اسم «جمهورية النيل» للدولة الجديدة.

وكشفت مصادر سودانية عن أن جوبا تلقت رفضاً مصرياً حاسماً على وضع اسم «النيل» بين الأسماء المرشحة لإطلاقها على الدولة الجديدة، وأن مسؤولاً مصرياً قال للوزير والقيادى بالحركة الشعبية الدكتور لوكا بيونق الذى أثار بتصريحاته الأخيرة جدلاً جديداً حول اسم الدولة، إن اختيار الجنوبيين للنيل كاسم لدولتهم يصطدم بشكل مباشر بكثير من الأدبيات المصرية، ويمنح الجنوب انتساباً مميزاً للنهر دون باقى دول الحوض التى تتشارك فيه، مضيفاً :«إذا ما أصبح الجنوب جمهورية النيل، كيف سيفاخر المصريون مثلاً بمقولة هيرودوت التاريخية (مصر هبة النيل)».

كان لوكا بيونق أكد أن «السماية»- أي إطلاق اسم على الدولة الأحدث فى العالم- تعد أحد التحديات الأساسية أمام حكومة الجنوب عقب الانفصال، وقال إن هناك تيارات تنادي بحذف اسم السودان نهائياً عن الدولة الجديدة، واقترحت تسميات جديدة كدولة النيل، «كوش أماتونج»، وأوضح لوكا فى تصريحاته، أن ذلك الخيار يطالب به المتعصبون من الجنوبيين، بينما هناك تيار آخر يرى المواصلة باسم السودان، واقترح اسم السودان الجديد وجنوب السودان، متوقعاً أن تختار الدولة الجديدة اسم جنوب السودان باعتباره توفيقياً ويرضي كل الأطراف.

ويدور الخلاف داخل «لجنة السماية» بين الاتجاهين، حيث يستند الأول الذى يفضل الحفاظ على اسم السودان على اعتبار أن الخطاب الأساسى للحركة الشعبية منطلق من قناعة بسودانية الجنوب، وكان ينحى منحى وحدوياً فى إطار التنوع وفق السياسات الأساسية لقائد الحركة التاريخى جون جارانج، وأن ترك اسم السودان يعنى التخلى عن أحد الأهداف التى ناضل من أجلها جارانج، فيما يستند الطرف الآخر فى الدعوة إلى اختيار اسم بعيد عن «السودان» لسببين، الأول أن سمعة الاسم على المستوى الدولى صارت سيئة حسب قناعتهم، والثانية أن الشمال سيبقى محتفظاً باسم «السودان»، ولن يغيره إلى شمال السودان.

لكن جدل التسمية يتواصل ليس فقط فى الجنوب وإنما فى الشمال أيضاً، حيث خرجت دعوات شمالية لتغيير اسم السودان ككل، أبرز دعاتها الطيب مصطفى، الأمين العام لحزب منبر العدل والسلام، وخال الرئيس السودانى عمر البشير وأحد أبرز الدعاة الشماليين للانفصال الذى اعتبر ذهاب الجنوب فرصة سانحة يجب اقتناصها لتغيير اسم «السودان» باسم جديد حتى وإن اختارت الدولة الوليدة أن تسمي نفسها بجنوب السودان، وتلاقت هذه الدعوة مع ما أعلنته وصال المهدي شقيقة السياسى ورئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدى، وفى الوقت نفسه زوجة السياسى المعارض حالياً حسن الترابى التى قالت فى وقت سابق لصحيفة «الرأي العام» السودانية إنها لا ترحب بالانفصال، لكن «إذا انفصل الجنوب فلابد أن يكون لدينا اسم جديد غير السودان، لا نريد أن يصبح اللون الأسود هوية لنا».

في المقابل، تهكم نائب رئيس الحركة الشعبية لقطاع الشمال ياسر عرمان، على هذه الدعوات، وقال فى لقاء القوى السياسية بمقر حزب الأمة بالخرطوم مساء الأربعاء، إن هذه الدعوات تريد أن تحرم السودان من تاريخه المرتبط بهذا الاسم، وقال :«نحن سود وفخورون بذلك»، وزاد فى تهكمه بحضور جميع قيادات المعارضة السودانية يتقدمهم رئيس حزب الأمة الصادق المهدى ومبارك الفاضل، وأضاف: «هل يريدون أن يسموا بلادنا (البيضان)، ومن أين نأتي بأغان جديدة تمجد الوطن وماذا نفعل بأغانينا التى تعلمنا منها حب السودان».

وفيما قال الكاتب فتح الرحمن شبارقة إنه لا توجد بلاد في العالم تنسب إلى لون بشرة ساكنيها، ضارباً مثلاً بدول كثيرة غيرت أسماءها مثل فولتا العليا التي تحولت إلى بوركينا فاسو، ورودسيا الشمالية والجنوبية اللتين تحولتا إلى زامبيا، ومستنداً إلى قول منسوب للروائي السوداني الأشهر الطيب صالح يقول فيه: «إن هذا الاسم موروث من العهد الاستعماري، فقد أطلق المستعمرون هذا الاسم على كل الرقعة الممتدة من حدود الحبشة شرقاً لغاية بلاد السنغال غرباً، وبقينا نحن نحمل هذه التركة الاستعمارية الجوفاء»، ورد الكاتب محمد البخيت على تلك الدعوة بقوله إن اسم أمريكا ناجم أصلاً من التنابز بالألقاب، وأطلقه بعض من الإنجليز تهكماً -حسب روايته-  بما يعني أن الأمريكيين أقل من البريطانيين، ورغم ذلك لم يغير الأمريكيون اسم بلادهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية