نشرتُ أمس مبادرة الدكتور محمد شتا.. واليوم أنشر تعقيب مواطن سعودى، ربما تصبح مبادرة شعبية للتهدئة.. يقول فيها:
«أخى الكاتب العزيز: نعيش هذه الأيام نحن العرب محنة عظيمة، لا يعلم مداها إلا الله، حيث استدرجت بعض شعوبنا إلى هاوية الربيع المزعوم لتكون الأمة العربية وقوداً مستعراً للحريق الذى أشعلته العقول المتخلفة الطامعة فى الكراسى، الباحثة عن الخراب..
ولما كانت المملكة حريصة كل الحرص على شعوب المنطقة، بادرت إلى تضميد جراح أم العرب مصر والوقوف إلى جانبها فى أحلك الظروف، وانتزعت اللقمة من فم الشعب السعودى لتطعمها مصر حتى تحافظ مصر على كبريائها وقوتها وتوازنها، لأننا نعلم ماذا يعنى سقوط مصر.. وما هو وزن مصر أم الدنيا.. وأوعزت إلى دول الخليج لمساندة مصر الأخت والأم والحليف الأقرب للخليج بكل ما تستطيع، وكانت تبعات هذه المساعدات حملاً ثقيلاً على ظهر الشعب المحب لأرض الكنانة!
وجاءت الزيارة الملكية الكريمة للملك سلمان وزيارته أخاه الرئيس السيسى لتمثل نقلة نوعية للعلاقة التاريخية العميقة بين البلدين، ومن الطبيعى حينها أن يتم فتح كل الملفات العالقة بين الإخوة، فى أجواء مفعمة بالحب والصدق والصراحة، كما يحدث بين العائلات الراقية.. وبالفعل وجد الجميع تفهماً واضحاً وحقائق على الأرض لا يمكن إنكارها أو تعطيلها، وكان الاتفاق بعودة الجزر السعودية أصلاً للبلد الأم، على رأس المحصلة النهائية للمفاوضات!
وإذا كان الإعلام الفاسد هلل وطبل وصرخ وفتش فى القرارات الخاطئة السابقة، فقد أساء للبلدين بعد أن خلق فى النفوس حقائق جديدة عن الجزيرتين وشوّه الحقيقة فى تجنٍ واضح على الواقع والتاريخ والجغرافيا، فإننى أحب أن أقول لك بكل أخوة وحب إن أجدادى من ينبع بالحجاز كانوا يعملون فى البحر، وينزلون فى الجزيرتين ويعلمون تماما أنها منذ ولادة التاريخ البحرى تتبع للحجاز وأنهم ينزلون أرضهم، حتى قام الملك عبدالعزيز، رحمه الله، وأعطاها لمصر، ليتم الدفاع عنها وحمايتها لا أكثر ولا أقل!
وهذه الأمور متعارف عليها بين العرب، وكثير من شواهد التاريخ تؤكد صدق وصحة هذا التصرف، ولعل مصر كانت راعية أمينة لهذه الأمانة عندما أبقت الجزيرتين على حالهما، دون تغيير على الأرض، حتى يومنا الحالى، وهو ما يؤكد ويثبت الحق السعودى فى الجزيرتين التى سلمت لمصر، لظروف ليست خافية على أحد، وحالة الجزيرتين اليوم هى الفيصل فيما يثار، فلو كانت مصرية لقامت مصر بتطويرها والبناء عليها.. لكن ذلك لم يحدث!
وإننى وأنا أحترم رأيكم فيما ذهبتم إليه من قولكم إن 99% من المصريين يقرون بمصرية الجزيرتين، فلاشك أن من واجبكم إظهار الحق وشرحه بعيداً عن الهوى، وتؤمن بأن الله يأمركم بأن تؤدوا الأمانات لأهلها!
أخى الكريم: أما من جهة البترول وشركة أرامكو، فالمملكة وشركة أرامكو قدمت لمصر وعدا بتزويدها بالنفط وباشرت ذلك، ثم وجدت أن هناك محاولة للتبرؤ من الاتفاقات الثنائية، والوعود التى أجمعت على أن نسير معا فى طريق واحد، حرباً وسلماً، فكان التغيير طبيعياً للوقوف والتفكير وتأمل خطوات المرحلة المقبلة، حتى لا نفقد مصر الحريصة على وعودها!
أخى الكريم: كل الشعب السعودى، وأنا منهم، ينظر لكم فى مصر بكل التقدير والاحترام، فأنتم أشقاؤنا وأحبابنا وأصهارنا، وكل بيت فى السعودية له أواصر قربى ممتدة فى مصر.. وما يؤلمنا هو التنكر للحق ومحاولة قلب الحقائق.. لذلك نتمنى تصحيح الوضع والبت فى القضايا العالقة وفق العقل والمنطق والحق، فما يعرفه القانون الدولى نحن ومصر أعلم به، كما نتمنى ترتيب البيتين من جديد، بما يحفظ للشعبين هذه العلاقات المميزة التى نحسد عليها، ونتمنى رؤية مصر حاملة للمشعل العربى، ناصرة لقضايا الشعوب العربية.. وختاماً نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ السعودية ومصر من كل مكروه.. ودمتم فى رعاية الله».
مواطن سعودى
سالم عيد الجهينى