عقد مجلس حكماء المسلمين برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، الأربعاء، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، الاجتماع الدوري التاسع لمجلس حكماء المسلمين والذى اختتم فعالياته اليوم.
وتقدم مجلس حكماء المسلمين، في بيانه الختامى بخالص التعازي إلى جمهورية مصر العربية قيادةً وحكومةً وشعبًا في ضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية في محيط الكنيسة الكاتدرائية بالعباسية، وكذلك الهجوم الإرهابي الذي استهدف عددًا من رجال الشرطة المصرية في محيط مسجد السلام بشارع الهرم يوم الجمعة الماضي، وكذلك ما يحدث من استهداف لبعض رجال الجيش والشرطة في سيناء من هجمات تقف وراءها يد الإرهاب الغادر.
وقال: «هذه الحوادث التي تدمي قلوب محبي السلام والساعين إليه في جميع أنحاء العالم، الذين تألموا كثيرًا جراء ما تخلفه هذه الأعمال الإرهابية الآثمة من مشاهد للضحايا مؤلمة ما بين قتلى وجرحى، الأمر الذي يؤكد خسة ودناءة مرتكبيه».
وأضاف المشاركون في المجلس: «إننا وإذ نعلن أن تعاليم الإسلام السمحة، وجميع الأديان السماوية، ترفض بشدة هذا العمل الإجرامي الجبان، فإننا نؤكد تضامننا الكامل مع أهالي وأسر الضحايا وكذلك دعمنا للإجراءات التي تتخذها السلطات المصرية في مواجهة هذا الإرهاب الأسود حتى استئصاله من جذوره، مؤكدين على ثقتنا في قدرة مصر بتاريخها العريق على دحر قوى الشر والإرهاب».
وأكد البيان الختامى أنه «وفي ظل استشراء أعمال العنف والإرهاب شرقًا وغربًا باسم الدين وهو منها براء، فإن مجلس حكماء المسلمين يعلن عن العمل على إطلاق مشروع دولي لنشر ثقافة الحوار بين الشباب وقادة الرأي الدينيين وذلك بالتعاون مع المؤسسات الدينية العالمية للتأكيد على تحريم الأديان السماوية للعنف وجرائم الكراهية والإرهاب، في أي مكان تحدث، ومن أي جانب كان».
وأوضح البيان الختامى أن هذا المشروع يقوم على تعميق التواصل الفعال بين قادة الرأي الدينيين والشباب، وإيجاد قنوات للتواصل الفعال بينهم للإجابة على تساؤلاتهم وما يدور في أذهانهم من أفكار ترتبط بالعنف والإرهاب، وذلك من خلال: «إطلاق منتدى عالمي للشباب ينعقد خلال العام 2017 يضم الشباب من جميع الجنسيات ومختلف الأعراق والانتماءات الدينية والفكرية، بحضور ومشاركة عدد من القيادات الدينية في العالم، وذلك للتحاور بشأن إصدار «مدونة تصحيح للمفاهيم المغلوطة لدى الشباب» يتم تعميمها بكافة اللغات وتتبناها المؤسسات الدينية المختلفة، مع الاستفادة بالتجربة التي يقوم بها مرصد الأزهر الشريف باللغات الأجنبية في تفكيك الفكر المتطرف.
كما سيتم تدشين حملة تعريفية بصحيح الدين الإسلامي باللغات المختلفة تحت عنوان «الإسلام.. دين السلام» على مواقع التواصل الإجتماعي وذلك بالتعاون مع الأزهر الشريف وكافة المؤسسات الدينية المعنية، وإطلاق موقع للحوار بين الشباب وقادة الرأي الدينيين بمختلف اللغات على شبكة الإنترنت يحمل اسم «مساحة للحوار»، إضافة إلى تواصل وتكثيف جهود قوافل السلام التي تسعى لنشر ثقافة التعايش المشترك والسلام في جميع أنحاء العالم .
وأعرب المجلس عن قلقه البالغ للأحداث المأساوية في مدينة حلب السورية وقال: «يتابع مجلس حكماء المسلمين بقلق بالغ الوضع الإنساني في مدينة حلب السورية خاصة في ظل ما تتناقله وسائل الإعلام عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وسط مشاهد مفزعة لجثث القتلى والخراب والدمار الذي حل بالمدينة، ويدعو جميع القوى الفاعلة على الأرض للعمل على حماية المدنيين، كما يطالب المنظمات الدولية والإنسانية بسرعة التدخل العاجل لإنقاذ المدنيين المسالمين الذين يعانون من وضع مأساوي كارثي صحيًا وغذائيًا وأمنيًا».
كما أعلن مجلس حكماء المسلمين استنكاره لقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع رفع الأذان في مساجد القدس وغيرها، والاستيطان ،فليس للدولة المحتلة أن تغير الأوضاع الثقافية والدينية والديموغرافية، ويحيي مجلس الحكماء الكنائس التي قامت برفع الأذان تضامناً مع المسلمين لضمان حرية الإعتقاد وممارسة الشعائر الدينية.
وتقدم مجلس حكماء المسلمين بالتهنئة للمسلمين في جميع أنحاء العالم بمناسبة ذكرى مولد النبي الكريم محمد ﷺ، نبي الرحمة والسلام، داعيًا جموع المسلمين إلى التأسي بأخلاق النبي الكريم، والتمسك بسنته والاقتداء بسيرته العطرة ﷺ، مؤكدًا أن الأمة الإسلامية في أشد الحاجة إلى الاقتداء بالنبي ﷺ في الرحمة والإخاء والتسامح والعفو والصفح الجميل، مصداقًا لقوله تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» (سورة الأنبياء، 107)، سائلاً المولى -عز وجل- أن ينعم على الأمة العربية والإسلامية بالأمن والسلام والرخاء والاستقرار.
وأعرب مجلس حكماء المسلمين عن خالص الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وحكومةً وشعبًا، على استضافة الاجتماع الدوري التاسع لمجلس حكماء المسلمين الذي يتخذ من العاصمة «أبوظبي» مقراً له، مثمنا الدور الذي تقوم به دولة الإمارات في إرساء قيم التعايش والسلام بالتعاون مع أشقائها في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي.. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.