قدم الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، العزاء للبابا تواضروس الثاني، وللجميع على حادث الكنيسة البطرسية بالعباسية الذي أصاب كل قلب مصري.
وقال «الطيب»، في تصريحات «للتليفزيون المصري»، الأربعاء، من مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، إن «الكثيرين في العالم العربي كانوا في غاية الألم الشديد للحادث الذي تعرى عن كل معاني الإنسانية والأخلاق والدين والحضارة»، مشددا على أن هذه المصيبة كبيرة والمصاب أليم.
وأكد «الطيب» أن وحدة الشعب المصري هي التي كانت مستهدفة في هذا الحادث البشع البربري، داعيا الشعب المصري مسلم ومسيحي أن يلقنوا هؤلاء المجرمين ومن يدعمهم من الداخل أو من الخارج درسا صحيحا.
ونوه إلى أن هذا الحادث لن يزيد الشعب المصري إلا إصرارا وقوة وتلاحما وأن نسيج المصري -كما هو منذ 1400 عام- هو نسيج السلام والمحبة والأخوة والمواطنة، وأن ما حدث ثمن فادح ونحن في حالة حرب ولا توجد حرب بلا خسارة.
وأشار إلى أن الإرهاب الذي ظهر فجأة بأنياب ومخالب ليس فقط صنع المنطقة وإنما اشتركت في صنعه أياد سوداء فيما وراء البحار، مشيرا إلى أن هذه الأيادي بدأت تدفع الثمن معنا في مواجهة هذا الإرهاب.
ودعا الطيب العالم سواء من المنظور الإنساني أو الحضاري أو منظور مسؤوليات الدول الكبرى للتحرك فورا لوقف هذا الوباء ووقف شلال الدماء التي سالت وهي تتعبدوتتقرب إلى الله، مشددا على أن الإرهابيين لن يفلتوا هم ومن ورائهم من العقاب.
من جانبه، قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: «نحن نعيش على أرض مصر 14 قرنا من الزمان في تلاحم وأخوة وتواصل، مشيرا إلى أنه عبر هذه القرون لا يأتي حدث أو موقف يؤثر فيها».
وأضاف البابا، خلال تصريحاته للتليفزيون المصري من الكاتدرائية: «نعيش على أرض مصر في محبة، ونحاول أن يكون مجتمعنا كله نفس الفكر والسلوك والتصرفات».
وتابع أن «ما تعودنا عليه في مصر هو وجودنا حول نهر النيل الذي يعتبر هو أب لكل المصريين الذي يعلمنا الاعتدالية والوسطية ومحبة الآخر وتحدي المواقف والمحن والعيش في صبر، وأن نتحمل الشدائد من أجل أن تعيش مصر».