بعد يوم واحد من ارتكابها مجزرة بحق ناشطي "أسطول الحرية" التي راح ضحيتها نحو 19شهيداً، معظمهم من الأتراك، فضلا عن عشرات الجرحى، حذرت إسرائيل، اليوم الثلاثاء من أنها ستمنع أي سفينة إنسانية أخرى من دخول مياة غزة، في إشارة إلى إمكانية استخدام القوة ضد سفينة الإغاثة «ريتشل كوري» التي انطلقت من أيرلندا وتتقدم ببطء في المياه الدولية في البحر المتوسط نحو قطاع غزة.
وأكدت هيئة السجون الإسرائيلية،اليوم أنها تحتجز 610 من نشطاء "أسطول الحرية" في سجن «إيلا» جنوبي البلاد، موضحة أن 50 ناشطاً نقلوا إلى مطار بن جوريون لترحيلهم، ولا يزال باقي المحتجزين يخضعون للتحقيق، على أن تقرر سلطات الاحتلال لاحقاً ما إذا كانت سترحلهم أم ستتخذ إجراءات قانونية ضدهم.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن 45 جريحا، لا يزالون يخضعون للعلاج، فيما أرسلت الحكومة التركية، اليوم 3 طائرات إلى إسرائيل لتعود بالقتلى والجرحى الأتراك، وحذر رئيس الوزراء التركي «رجب طيب أردوجان» إسرائيل من مغبة اختبار صبر أنقرة، داعياً إلى "معاقبة" الدولة العبرية على "المجزرة الدموية"، وشدد على أن إسرائيل "لا يمكنها معاملة تركيا مثل دول أخرى في المنطقة، وإلا سيكون الثمن غالياً جداً". وطالب مجلس الأمن الدولي بإجراء تحقيق "محايد" حول الهجوم العسكري الإسرائيلي على أسطول الحرية، وبالإفراج الفوري عن السفن والمدنيين المعتقلين، وأدان "أعمال" العنف التي أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين، بينما دعت منظمتا "هيومان رايتس ووتش" و"العفو الدولية" تل أبيب إلى فتح تحقيق فوري ونزيه في الحادث، إلي هذا نظم مئات النشطاء السياسيين وقفة احتجاجية أمام مجلس الشورى، اليوم، للمطالبة بطرد السفير الإسرائيلي، بينما احتشد نحو 3 آلاف طالب بالمدينة الجامعية للأزهر في مظاهرات غاضبة، مساء أمس الأول.
وفي سياق متصل، قال مصدر دبلوماسي مسؤول لـ"المصري اليوم" إن نائبي مجلس الشعب الدكتور «محمد البلتاجي» والدكتور «حازم فاروق» اللذين كانا على متن إحدى سفن أسطول الحرية، وصلا إلى مصر عبر منفذ طابا الحدودي فجر اليوم، بعدما تسلمتهما السفارة المصرية من السلطات الإسرائيلية، وكشف الدكتور «فتحي سرور» رئيس مجلس الشعب، عن اتصالات أجراها بجهة سيادية لإعادة النائبين المحتجزين، وقال في اجتماع برئاسته للجنة الدفاع والأمن القومي:" عندما علمت بمشاركة النائبين اتصلت بوزارة الخارجية وعرفت أنها أصدرت بيانا ولم تكن تعلم أن هناك مصريين من ضمن القافلة، فأتصلت بالجهة السيادية وطالبت بإعادتهما." مضيفا أنهم اتصلوا به في المساء ليبلغوه بأن النائبين في حوزة القنصل العام بإسرائيل، واتصلت بهما هناك لاقناعهما بالعودجة برا وليس جوا حتي لا يخضعان للتحقيق أ ويتم اعتقالهما.
ويعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعاً عاجلاً على مستوى وزراء الخارجية، مساء غدا للنظر في التوصيات التي رفعها لهم المندوبون الدائمون بعد اجتماعهم، اليوم، وسط توقعات بأن تشهد الاجتماعات نقاشات ساخنة مع دعوة دول عربية لرفع الحصار عن غزة ووقف المفاوضات غير المباشرة وسحب مبادرة السلام العربية.