x

«فيسبوك».. دليل اللاجئين للحياة في ألمانيا

الأربعاء 30-11-2016 09:47 | كتب: دويتشه فيله |
ألمانيا: جدل قانوني حول "الحماية المحدودة" للاجئين السوريين - صورة أرشيفية ألمانيا: جدل قانوني حول "الحماية المحدودة" للاجئين السوريين - صورة أرشيفية

تنتشر على صفحات الفيسبوك عشرات المجموعات المغلقة والمفتوحة، التي تقدم خدمات متنوعة للاجئين، وتختص كل صفحة بجانب معين من نواحي الحياة هنا. فهل تساهم وسائل التواصل الاجتماعي فعلاً في تسهيل حياة اللاجئ في ألمانيا؟ «لم أكن أعلم شيئاً. عندما وصلت في آواخر عام 2015 إلى ألمانيا، ماذا يجب أن أفعل؟ كيف أقدم أوراقي؟

وما هي الإجراءات المتّبعة؟ لكن طرح سؤال واحد على مجموعة للسوريين في ألمانيا كانت كفيلة بتلقي عشرات الردود التي شرحت لي الوضع». هكذا يشرح سليم تجربته لـ DW عربية مع الصفحات الخدمية المنتشرة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» والتي تعمل على مساعدة اللاجئين لتبادل خبراتهم في التعامل مع القوانين والحياة في ألمانيا، نظراً لصعوبة اللغة بالنسبة للقادمين الجدد. لم تبدأ القصة منذ لحظة الوصول إلى ألمانيا، إذ ساهمت صفحات عديدة في إعطاء اللاجئين الذي سلكوا طريق البحر والبر تعليمات لكيفية الوصول.

لكن هنا بعد وصولهم إلى ألمانيا كان على اللاجئين البحث عمّن يأخذ بيدهم إلى بر الأمان، فوجدوا في الموقع الأرزق ضالتهم. من العالم الافتراضي إلى الواقع لا يعرف بالتحديد اسم أول صفحة خدمية أنشئت من ألمانيا لمساعدة اللاجئين، لكن ما هو معروف اليوم أن صفحة «البيت السوري في ألمانيا» تضم أكبر تجمع للسوريين الذين يعيشون هنا، يتناقلون أخبارهم وانجازاتهم فيها، ويطرحون أسئلتهم واستفساراتهم خلالها.

وهي موجودة منذ أبريل 2014 بحسب مؤسسها المدون والمصور الفوتوغرافي السوري مؤنس بخاري. يقول بخاري لـ DW عربية «برأيي أن المجموعة نجحت أكثر من غيرها لصرامة القوانين فيها، والتي تضمن أن كل ما ينشر في المجموعة يتعلق فقط بتفاصيل الحياة اليومية في ألمانيا، دون التطرق للسياسة أو للدين، كذلك لا نسمح بأي إعلانات أو منشورات لا تفيد هذا الجانب من حياة السوريين هنا».

وحول كيفية تحول البيت السوري إلى مجموعة فعالة على الأرض يشرح بخاري «قمنا منذ بداية حركة اللجوء إلى ألمانيا بإعداد دراسات حول مهن السوريين وشهاداتهم، عدد الأطباء مثلاً أو المهندسين واختصاصاتهم وأين يتوزعون في ألمانيا، اعتمدت عليها الحكومة الاتحادية، ومن هنا بدأت الثقة بنا». وسيلة لحل أزمة السكن ومع ازدياد عدد اللاجئين أصبحت الحاجة ملحة للتخصص، فأصبحت هناك صفحات تعنى بالشؤون القانونية والاستفسارات الخاصة بمعاملات اللجوء، كما أنها توفر أرقام محامين وقانونيين قادرين على تقديم المساعدة، وتأتي بعدها من حيث الأهمية صفحات «المنازل» التي تساعد الناس في الحصول على منزل للإيجار.

حمدي الحواري مدير مجموعة «سوريين في برلين (سكن، عمل، دراسة)» يتواصل مع شركات تأجير المنازل ليستقدم عروضاً تناسب ظروف اللاجئين الذين تقدم الدولة لهم المساعدات، من حيث المبلغ والمساحة، وينشرها على الصفحة، ليستفيد منها الناس. يقول حمدي لـ DW عربية «كنت أفرح عندما أرى أشخاصاً يستفيدون من العروض التي أنشرها». أما علاء بيطار (20 عاما)، فقد أسس مجموعة «سوريين لبعض في ألمانيا» وهي مجموعة مغلقة تتناقل عروض السكن بشكل شفهي، ويقول علاء لـ DW عربية «هناك بعض الناس الذين ينشرون إعلانات منازل مع طلب مبلغ كعمولة، لكني لا استطيع مكافحة هذه الظاهرة بنفسي، لذلك أبقيها فربما هناك من يستطيع الدفع».

التخصص مطلوب مع المنافسة صفحات تزود الناس بأرقامٍ وعناوين لأطباءٍ يتكلمون العربية، أو صفحات المطاعم، جعلت من الفضاء الافتراضي عالماً للتنافس بموضوع المجموعات أيضاً، ومن هنا وجد ياسين لنفسه طريقاً مختلفاً، إذ تختص صفحته «سوريين ألمانيا» بموضوع إجازة السوق. بدأ ياسين بنشر الأسئلة التي يُمتحن فيها السائق باللغة العربية، كما أنه يخصص وقتاً من يومه ليرد على أسئلتهم واستفساراتهم، ويضيف ياسين، المقيم في مدينة كوبلنز، «أستعين بخبراء عادة لشرح بعض القوانين، كما أني أقوم بنشر فيديوهات توضيحية». هدف الصفحات وإن كان نشر الفائدة بشكل عام، إلا أن بعضها خصص للفوائد الربحية، كصفحة سوق المستعمل الأولى في ألمانيا، أو سوق ألمانيا للبيع والشراء وغيرها من الصفحات التي تقدم عروض بيع وشراء، تعتمد بمعظمها على بيع الالكترونيات، لتتطور إلى بيع السيارات المستعملة، أو الملابس أو الأثاث.

كيف «تصبح ألمانياً»؟ لا تقف مهام هذه الصفحات على الشؤون الخدمية اليومية، إذ تعمل بعضها على المساهمة في تعليم الوافدين الجدد اللغة الألمانية، وتشرح القواعد بطرق مبسطة، ويعتمد عليها عدد لا بأس به من المستخدمين، مستعينين بالصوت والصورة. لكن بعضها يذهب أبعد من ذلك، لتعمل على المساعدة بعملية الاندماج، ورغم أن معظمها تجارب لشباب صغار في السن أو لباحثين عن شهرة في كثير من الأحيان، إلا أنها تلقى رواجاً كبيراً، كصفحة «German Lifstyle» أو «أسلوب الحياة في ألمانيا»، والتي يتابعها أكثر من 95 ألف متابع، يقدم فيها عبدالرحمن العباسي وعلاء فحام مجموعة من الفيديوهات المصورة باللغة الألمانية لشرح فروقات الثقافة وأسلوب الحياة بين سوريا وألمانيا.

يقول عبدالرحمن، (22 عاما)، لـ DW عربية «أردنا أن نوجه مشروعنا للسوريين والألمان، فاخترنا أسلوب الكوميديا للحديث عن المفارقات بين الطرفين، لتكون مقبولة بطريقة أسلس من قبل الجميع». «German Lifestyle» أوصل عبدالرحمن ليكون أحد المتحدثين على منصة «TED ex» لعرض الأفكار المبتكرة، حيث بدأ يصبح أحد الشخصيات المؤثرة في ألمانيا. السخرية الطريقة الأنجح وبعيداً عن أجواء صفحات الخدمات والاندماج، لمع بين اللاجئين في ألمانيا اسم صفحة «ولدي ماهر الصفحة الرسمية»، التي أسسها شاب مجهول الهوية يعرف عن نفسه بأنه مقيم في «برلين الحلوة»، وينسب نفسه كابن للمغني الشعبي السوري المشهور عمر سليمان، ويقوم بالسخرية من الوضع في سوريا وأحوال اللاجئين في ألمانيا. من الصعب إجراء أي حديث جدي مع ماهر، وهو اسم مستعار، فهو يستخدم لهجة يقول بأن لا أحد يتكلم بها سواه، كما أن المصطلحات التي يستخدمها باتت مشهورة بين السوريين هنا.

ويقول ماهر لـDW عربية «أعيش في برلين»الحلوة«منذ سنة، وأحب الحياة هنا، لا أتكلم السياسة أبداً، وأنا أتكلم فقط والكلام ببلاش». لا يعرف رقم محدد لعدد صفحات اللاجئين السوريين في ألمانيا، كما لا يمكن حصر الخدمات التي تقدمها. وعلى الرغم من الخطر الذي قد تشكله بعضها، والتي تستخدم أحياناً كوسيلة لتزوير الشهادات أو جوازات السفر والتي حدثت بالفعل، إلا أن هذه الصفحات تمثل بديلاً ناجحاً استطاع أن يساعد السوريين في حياتهم اليومية في ألمانيا، مع ضعف وعدم فعالية بعض التجارب الالكترونية من تطبيقات وصفحات رسمية أطلقتها بعض الجهات الألمانية، ولتبقى هذه الصفحات قنوات خاصة للسوريين لشق طريقهم في الحياة الجديدة التي بدأها كثيرون من الصفر في بلد اللجوء. راما الجرمقاني

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية