انتخب المؤتمر السابع لحركة «فتح»، الذي انطلق أمس، الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» رئيسا للحركة بالإجماع، وشارك في المؤتمر 95 وفداً عربياً ودولياً، في مقدمتها وفد مصرى، وحركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامى»، ويبحث المؤتمر، الذي يستمر 5 أيام، مستقبل الحركة وبرنامجها السياسى، وينتخب أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثورى.
وتم إعلان انتخاب «أبومازن» بإجماع أعضاء المؤتمر، إثر توصية قدمها رئيس المجلس الوطنى الفلسطينى، عضو اللجنة المركزية لـ«فتح»، سليم الزعنون، وقال «الزعنون»: «باسم القادة المؤسسين، وباسمكم نرشح الرئيس محمود عباس لرئاسة حركة فتح»، وسط تصفيق من أعضاء المؤتمر، الذين وافقوا على تجديد رئاسته للحركة لولاية جديدة، وقال «أبومازن»: «إن مخرجات المؤتمر لابد أن تكون على قدر حركة فتح العريقة، وإن فلسطين أكبر من أي شىء وفوق كل شىء».
فيما تم انتخاب هيئة رئاسية للمؤتمر السابع، تتمثل في، عبد الإفرنجي رئيسًا، وانتصار الوزير نائبًا ، وأنس الخطيب عضوا، ومحمود ديوان مقررًا.
ويشارك وفد مصرى في المؤتمر، يضم السفير المصرى في رام الله، سامى مراد، ووزير الخارجية الأسبق، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، محمد العرابى، ونائب رئيس حزب التجمع المصرى، عاطف مغاورى، ومنسق الجبهة الوطنية المصرية، حسام عيسى، والكاتب الكبير مكرم محمد أحمد.
وأعلن المتحدث باسم المؤتمر، محمود أبوالهيجا، أنه سيتم انتخاب لجنة قانونية لمراقبة الانتخابات وتثبيت الأعضاء، فيما تبحث الأيام التالية برنامج الحركة السياسى، وانتخاب أعضاء المجلس الثورى واللجنة المركزية. وأكد «أبوالهيجا» اكتمال النصاب القانونى للمؤتمر بحضور 92% من الأعضاء إلى رام الله، وقال إن «أبومازن» سيطلق مفاجأة، ورجح مسؤولون فلسطينيون أنها قد تحتوى على تفاصيل جديدة تتعلق بكشف اسم قاتل الزعيم الراحل ياسر عرفات.
في المقابل، أكد عضو المجلس الثورى المستبعد من المؤتمر، ديمترى دانيال، لـ«المصرى اليوم»، أن المستبعدين في الضفة تراجعوا عن عقد مؤتمر صحفى في مخيم «قلنديا» برام الله، بعدما تلقوا رسائل تهديد بإراقة الدماء، وأوضح أنهم عقدوا اجتماعا في رام الله أكدوا فيه عدم قانونية استبعادهم، وأن المؤتمر غير شرعى، ومخرجاته غير معترف بها- على حد قوله.
ويستمر المؤتمر الذي بلغ عدد أعضائه 1400 عضو منهم 380 من غزة وصل منهم 250 مع إعاقات تنسيقية من قبل إسرائيل، 5 أيام بحسب ما أعلن المتحدث باسم المؤتمر، محمود أبوالهيجا، ما يعني نصف عدد أعضاء المؤتمر السادس الذي عقد في العام 2009 والذي بلغ حينه 2800 عضوا، وبحسب أبوالهيجا، سيكون اليوم الأول لانتخاب لجنة قانونية لمراقبة الانتخابات وتثبيت الأعضاء وتلاوة اسماء الحاضرين، والثاني يفتح فيه نقاشات حول برنامج الحركة السياسي، والثالث فتح باب الترشيح، والرابع التصويت، والخامس النتيجة، مع امكانية تمديد الأيام حالة توسعت النقاشات.
وسيكون الحدث الأبرز للمؤتمر هو اليوم الثاني واليوم الرابع الذي يتم فيه انتخاب الهيئات القيادية، «المجلس الثوري المؤلف من 80 عضوًا منتخبا و40 معينين، واللجنة المركزية التي تضم 18 عضوا منتخبا و4 يعينهم الرئيس.
وستشكل نتائج هذه الانتخابات مؤشرا على الثقل السياسي للتيارات المختلفة داخل «فتح» التي تشهد انقسامات داخلية وحيث اسقط اسم القيادي في الحركة محمد دحلان وهو والمحسوبين عليه، من عضوية المؤتمر بعدما فصلته اللجنة المركزية في العام 2011، وتضغط الرباعية العربية، بحسب مصادر فلسطينية مطلعة، على الرئيس الفلسطيني بهدف إعادة دحلان إلى حركة فتح، وهو ما يرفضه عباس بشدة، فيما نفى عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، سلطان أبوالعينين، وجود أي علاقة بين عقد المؤتمر وبين دحلان، قائلا: «المؤتمر لن ينشغل بدحلان، لقد فُصل من الحركة وانتهى الأمر».
وعن الخلافات الداخلية قال: «لا يوجد خلافات داخل الحركة و»فتح«موحدة، والأصوات المعارضة قليلة ولا تشكل مؤتمرا أو تجمعا»، فيما نفت نجاة أبوبكر، العضو في المجلس التشريعي المفصوله، هذه التصريحات قائله: «الحديث عن أن فتح» موحدة، كلام غير دقيق وخاطئ«.
فيما أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، أن لدى حركته توجه واضح بخطوات عملية لإنهاء الانقسام السياسي، والاحتلال الإسرائيلي وخلق أدوات جديدة لمواجهة التحديات، وقال محمود اشتيه عضو اللجنة المركزية: «جئنا المؤتمر لاننا نريد الحياة، والسلام».
ويرى عضو اللجنة المركزية جبريل الرجوب، ان هدف المؤتمر الأساسي هو مراجعة تنظيم الحركة التي تأسست في 1959«.
وقال كبير المفاوضين وامين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات،إن هذه الانتخابات ستتيح اختيار قادة للمرحلة المقبلة.
وقال مصدر فلسطيني مقرب من عريقات انه سيرشح نفسه لعضوية اللجنة المركزية وسيعلن هذا الامر رسميا خلال اليومين المقبلين.
واكد القيادي الفتحاوي، المستبعد، أيمن الرقب، أن هذا مؤتمر إقصائي ومن يجلسون هم السكرتارية وليس المناضلين«.
وأوضح لـ«المصري اليوم»، أن دحلان بصدد إصدار بيان يستبين ما سيتم في الفترة الحالية.
فيمال قال عضو المجلس الثوري المستبعد،عبدالحكيم عوض، في لقاء بقناة الكوفية الفضائية، «سنحرر مزرعة العبيد التي يرأسها»أبومازن«.
وأكد مصدر فتحاوي، أن هناك اجراءات متعسفة من إسرائيل لعبور ما تبقى من وفد غزة للمشاركة في المؤتمر، موضحا أنهم في صدد تفعيل صناديق اقتراع داخل غزة من أجل التصويت.