x

مثقّفون عن «نائب مُعاقبة محفوظ»: تلك الآراء قد تضعنا أمام «قضيّة أحمد ناجي» أُخرى

«عصفور»: خدش الحياء أمرٌ نسبيّ.. و«حجازي»: البعض رغم جهله وجد الجُرأة للحكم على أدب «محفوظ»
الثلاثاء 29-11-2016 14:26 | كتب: أحمد يوسف سليمان |
المصري اليوم تحاور «الدكتور جابر عصفور»، وزير الثقافة الأسبق - صورة أرشيفية المصري اليوم تحاور «الدكتور جابر عصفور»، وزير الثقافة الأسبق - صورة أرشيفية تصوير : أدهم خورشيد

عقّب د. جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، على تصريحات النائب أبو المعاطي مصطفى التي قالها خلال اجتماع لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، والتي شهدت مشادات كلامية خلال مناقشة مشروعي قانون بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر رقم 58 لسنة 37، والمتعلق بقضايا النشر الخاصة بخدش الحياء العام، حيث قال النائب إن «روايات السكّرية وقصر الشوق لـ(محفوظ) تخدش الحياء، ولو كان الأديب على قيد الحياة لتمت معاقبته».

وقال «عصفور» لـ«المصري اليوم» إن هذا الكلام يتعارض مع الدستور، في المادة 67 التي تنص على أنه لا مساس بالحريات، فالدستور أصلا ينص على حرية الرأي والتعبير خصوصًا في الأعمال الإبداعية وروح الدستور كلها تنص على ذلك، فهذا النائب تمسّك بمادة دستورية قديمة، فخدش الحياء أمرٌ نسبي، يتغيّر من زمنٍ لآخر ومجتمع لآخر ومن بيئة لأخرى حتى في الزمن الواحد، وكيف يتم التعامل مع الأعمال الإبداعية معاملة الأعمال التاريخية أو الاجتماعية، فالأدب له خصوصية، فلابد ألا يفتي فيه إلا الذي يعرفه، فيمكن للمشرعين أن يلجأوا للغرامة كما يشاؤون لكن ليس الحبس، لأنه يفضحنا أمام الجمعيات الدولية لحقوق الإنسان وعلى مستوى العالم كله، فالأمر وصل بعدم ثقافة النائب أن يتحدث عن نجيب محفوظ، وأنه إذا كان على قيد الحياة فلا بد من محاسبته، وهو هرم احتفى به العالم كله، وأنا أرى أن هذا النائب بكلامه عن نجيب محفوظ خصوصًا، أهان مجلس النواب، وأهان تاريخه العريق، والثقافة المصرية، وعلى الأقل، عندما تناقش اللجان التشريعيّة قضية ما، فيجب أن يدعوا عدد من المرتبطين بهذه القضية في المجلس أولا وفي المجتمع ثانيًا، فلديهم في المجلس خالد يوسف، ولميس جابر، والعديد من المثقفين، أو من خارج المجلس.

واتفق «عصفور» على أن تلك الآراء التي أصدرها النائب قد تضعنا أمام «قضيّة أحمد ناجي» أُخرى، مضيفًا أنه حتى تلك القضيّة مرّت بدرجتين من المحاكمة، الأولى اتفق القاضي مع الدستور، والثانية ترك القاضي المواد الدستورية ولجأ للدستور القديم.

وقال الشاعر والناقد أحمد عبدالمعطي حجازي، إنه ليس كل ما يقوله هذا أو ذاك نرد عليه لأن مصر فيها من لا يستطيعون أن يقرأوا لنجيب محفوظ أو يتذوقوه، ولكنهم بالرغم من جهلهم وأميتهم يجدون في أنفسهم الجرأة على أن يحكموا على أدب نجيب محفوظ أو غيره، ورأينا أن هناك من ساق أحمد ناجي إلى السجن بهذه التهم الباطلة، لأن هؤلاء لا يعرفون أن ما قد لا يُقبل في الحديث العادي له مكانه في الأعمال الأدبية، لأن العمل الأدبي لا يُحكم عليه بهذا المقاييس الضيقة، والمقياس الأساسي الذي يُحكم به على الأدب هو الجمال، والاتفاق على ان تكون المقاييس الأدبية هي أساس العمل الأدبي.

والمشكلة أننا وجدنا أنفسنا للأسف الشديد في مواجهة مؤسسات المفروض أنها تدافع عن القانون وتحميه وتلتزم به، لكنها أصبحت تقوم بعكس ما يُنتظر منها، وأعرب «حجازي» عن استغرابه لأنه من الذي ساعد هؤلاء على أن يكونوا ممثلين للشعب، ومن الذي فرضهم على االشعب بدعوى أنهم يمثّلونه، وهم في الحقيقة لا يمثلون الشعب، لأن الشعب المصري حتى الذين لم يتلقوا العلم في المدارس، شعب مثقف، لأنه وريث ثقافة عظيمة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية