مجموعة من الأبحاث العلمية الدوائية تسعى لتطوير عدد من وسائل تنظيم النسل، لكنها فى تلك المرة ستكون للرجال، بما يتناسب مع طبيعتهم الذكورية، من أجل تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة فى تحمل مسؤولية تنظيم نسل الأسرة، يقود فريق البحث البروفيسور أندريا كوفيلو بمركز أبحاث الخصوبة بجامعة واشنطن بسياتل، الذى عرض عدة بدائل لمنع الحمل للرجال منها قرص يومياً، ومنها حقنة كل ثلاثة شهور أو «جل» لاصق يوضع على الجلد، وهو المقترح الذى رفضه عدد من الرجال، مؤكدين أن تناول تلك الوسائل قد يؤثر على هيبتهم كرجال وسط معارفهم، فيما أعرب آخرون عن تخوفهم من الآثار الجانبية لتناول تلك الحبوب على قدرتهم الزوجية والإنجابية.
أكد الدكتور حسين غانم، أستاذ الأمراض التناسلية بطب قصر العينى، أن فكرة منح الرجال وسائل لمنع الحمل هى فكرة عالمية وقديمة تنادى منذ سنوات بالمساواة بين الرجل والمرأة فى تحمل المسؤولية المشتركة لتنظيم الأسرة.
وقال: «زاد تعداد البشر فى العالم خلال الخمسين سنة الماضية بأعداد كبيرة جداً وصلت إلى 6 مليارات، بعد أن كان عدد السكان لا يتجاوز نصف هذا الرقم فى أزمنة الحروب العالمية خلال القرون الماضية، وبسبب كثرة الحروب والأوبئة والأمراض، ومع ارتفاع الرعاية الطبية زاد متوسط عمر الأفراد، وقدرتهم الإنجابية، وقلت معدلات وفيات الأطفال حديثى الولادة».
كل تلك الأسباب أدت إلى رفع معدلات البشر أكثر من عشرة أضعاف ما يتحمله التوازن الطبيعى للكرة الأرضية، ومن هنا جاءت المطالبة بتنظيم أعداد الأسرة، ومنذ ذلك الحين - كما يروى الدكتور حسين- تتحمل السيدات وحدهن مسؤولية تناول وسائل منع الحمل لتنظيم نسل أسرهن، وقال: «بسبب معاناة بعض السيدات من تناول تلك الوسائل لسنوات جاءت المطالبات وبدأت معها الأبحاث لتوفير وسائل منع الحمل للرجال، وإن كان مازال هذا الكلام مجرد دردشة فلسفية، لم تطبق واقعياً، ولم تسوق أى من تلك الوسائل».
وأوضح الدكتور «حسين» أن تلك الأبحاث، تدرس طبيعة وتركيبة الرجل المختلفة عن طبيعة وهرمونات المرأة، حيث إن وسائل تنظيم الأسرة المتاحة للرجال حتى الآن هى فقط التدخل الجراحى لربط الحبل المنوى، وهى العملية التى تعد أسهل فى إجرائها لدى الرجل منها عند المرأة.
وعن مدى ملاءمة طبيعة الرجل لتناول وسائل منع الحمل بعد اكتمال أبحاثها وتسويقها قال: «تناول الرجل لتلك الحبوب قد يؤثر على إنتاج جسمه للحيوانات المنوية، كما قد تؤثر على الضغط والبروستاتا، لأن السيدات أنفسهن عند تناولهن تلك الوسائل لابد أن يخضعن للإشراف طبى». فيما أجرى «صحتك اليوم» استطلاعاً لآراء بعض الرجال حول تقبلهم لفكرة تناول وسائل منع الحمل بدلاً من زوجاتهم، قال مصطفى عبدالعزيز: «منذ زواجى وتتناول زوجتى حبوب منع الحمل لتنظيم الأسرة، وفى آخر مرة أكدت زوجتى لطبيبة أمراض النساء أن سجل عائلتها به حالات مصابة بالسرطان، فأمرتها الطبيبة على الفور بوقف استخدام الحبوب، فأكدت لها زوجتى أنها أنجبت أكثر من مرة رغم استخدامها «اللولب»، وبالتالى لا تصلح تلك الوسيلة معها، كما أنها متخوفة من أضرار استخدام الحقن، وحتى الآن لم نجد وسيلة تتناسب معها».
رغم كل تلك الظروف التى تعوق تناول زوجة مصطفى لوسائل منع الحمل إلا أنه يرفض تناول أى من تلك الوسائل فى حال تداولها فى الأسواق وقال: «لا يمكننى فعل ذلك فمن المعروف أن تناول تلك الوسائل يكون للسيدات فقط، فكيف ستكون صورتى وسط زملائى أو أصدقائى فى حالة علمهم بتناولى تلك الحبوب، بالطبع سأكون مضحكة بينهم».
أما محمد فتحى فأكد أنه على استعداد لأن يظل ينجب أطفالاً طيلة حياته دون أن يأخذ حبة واحدة من وسائل تنظيم الحمل، وقال: «من المعروف أن الأطفال رزق من الله، وأن محاولات تنظيم الأسرة هدفها فقط ضمان حياة أفضل لهم فى ظل الغلاء الذى نعيشه، لكن ذلك لا يعنى أن يتناول الرجل وسائل لمنع الحمل.
فيما أعرب محمد على عن تخوفه من تناول تلك الوسائل للرجال، وأكد أن قدرة الرجل الإنجابية تتأثر بشدة بتناول أى مستحضرات، وبالتأكيد ستكون لتك الوسائل أضرار جانبية، تؤثر على صحة الأسرة الإنجابية فيما بعد.