اهتمت بعض الصحف العالمية بالأحداث التي وقعت الخميس الماضي على الحدود المصرية الإسرائيلية، والتي شهدت وقوع ثلاث هجمات بالقرب من منتجع «إيلات» السياحي جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 7 إسرائيليين وإصابة ثلاثين بجروح بالإضافة إلى مقتل سبعة من المنفذين، ومقتل 5 جنود وضباط مصريين بسبب غارة جوية إسرائيلية.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن الدبلوماسيين يلهثون لرأب الصدع بين مصر وإسرائيل، رغم إصدار إسرائيل بيانًا «نادرًا» تأسف فيه لمقتل 3 جنود مصريين في غارة جوية إسرائيلية على الحدود المصرية.
وأضافت أن الأزمة هي الأصعب والأكثر حدة منذ اندلاع ثورة يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير الماضي، كما أنها تهدد العلاقة المستمرة منذ ثلاثة عقود بين مصر وإسرائيل، وهي التي تمثل حجر الزاوية بالنسبة للشرق الأوسط.
وكشفت أنه بإسقاط نظام مبارك السلطوي، الذي كان مواليًا لتل أبيب، جردت الثورة المصرية إسرائيل من جزء كبير من مكانتها في المنطقة، وأخرجت الغضب المكبوت تجاه ما تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين، في وقت تسعى فيه الحكومة الانتقالية في مصر لاكتساب الشرعية من الشارع.
أما الموقع الإلكتروني لإذاعة «صوت أمريكا» فأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة أبدت قلقها من الوضع الأمني في سيناء، وحثت القاهرة على إيجاد حل مناسب للأزمة الراهنة. وأضافت أن الجانب الإسرائيلي أنكر أن يكون قد اعتدى على الجنود المصريين عمدا، كما أنكر أن يكون لديهم علم بالمتسبب في مقتل 5 جنود مصريين.
صحيفة «تليجراف» البريطانية رأت أن مصر «تتجاهل مسؤولياتها في سيناء»، وأن هجمات الخميس أبرزت الموقف الأمني المتدهور على الحدود المصرية مع إسرائيل، بينما توقعت أن تحدث عدة هجمات إرهابية فيما بعد.
وأضافت «تليجراف» أن أمن الحدود المصرية الإسرائيلية كان فعالًا أثناء فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك، لأن حكومته منعت حماس والجماعات الإسلامية المتشددة من ممارسة نشاطاتها، «لكن مصر الآن فيها من العقبات السياسية ما يجعل الأمر صعبًا لكي تستطيع القوات الأمنية التركيز على حماية الحدود كما أن فتح المعابر والتبادل بين غزة ومصر أدى إلى ما حدث على الحدود المصرية الإسرائيلية».
واتفقت معاها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، التي رأت أن منفذي الهجوم على الحافلة الإسرائيلية بالقرب من الحدود المصرية «إرهابيون يسيرون على نهج تنظيم القاعدة»، مشيرة إلى أن هذا هو سبب تصريحات إسرائيل النارية بأنها لن تتهاون مع الفاعل، وبالتالي تصعيد الأمور إلى ما هي عليه الآن.
من جانبها، قالت وكالة «أسوشيتيد برس» الأمريكية إن الاعتداءات الأخيرة «تضع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل على المحك»، مشيرة إلى أن مبارك كان في نظر شعبه «متعاطفا أكثر من اللازم مع إسرائيل»، ويتفاوض معهم بشروط غير عادلة أو مقبولة شعبيًا خاصة في اتفاقية تصدير الغاز إلى إسرائيل، وفي المقابل اعتمدت إسرائيل عليه باعتباره صمام الأمان للحفاظ على سلام إسرائيل، وحمايتهم من غضب المصريين الذي يغلي منذ عقود طويلة.