فلسطين أرض الزيتون. في كل شبر بها قصة لنبى. على جدرانها كتب التاريخ سطوره. أشجارها العتيقة تروى ما رأت من أهوال. مازال في أهلها الخير، يحبون كل العرب، ولكنهم ينتمون لمصر. في كل «كلمة» مصرية بالنسبة إليهم حكاية. يتشوقون لسماعها، كما يتشوقون لسماع أخبارها.
فلسطين جديدة تواكب «العولمة» يتم بناؤها الآن خاصة في رام الله، ومقدسيون عجائز مرابطون بجوار الأقصى مازالوا ينتظرون التحرير.
«رام الله» اليوم في انتظار انتخابات بلدية متوقفة منذ 10 أعوام، ربما تتم في غزة والضفة معا إذا ما تم التصالح بين فتح وحماس، بينما يضرب الشقاق صفوف فتح بين أنصار الرئيس محمود عباس أبومازن، ورجال القيادى الفتحاوى السابق المفصول من الحركة محمد دحلان، المقيم في دولة الإمارات العربية.
تتساءل الأوساط السياسية في رام الله: ماذا لو أصبحت فلسطين غدا بدون أبومازن.. ماذا لو حدث مكروه للرئيس البالغ من العمر 82 عاما دون وجود نائب له؟
باتت التخمينات تتأرجح بين كبير مفاوضى فلسطين، صائب عريقات، وناصر القدوة، أحد أبرز وجوه فتح، وابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات.
حكايات يرويها لنا المعمرون الذين تجاوزوا الثمانين عن المذابح الأولى لعصابات الصهاينة في النكبة وما بعدها، مازالوا يحلمون أن يروا التحرير قبل أن يموتوا، مازالوا يتذكرون مدارسهم، يحكون عن عيون الماء وأشجار الكروم التي كانوا يمرحون حولها، كانوا يزورون قراهم بعد التهجير حتى بنى الاحتلال الجدار العازل.
أما جدران القدس العتيقة التي عزلها جدار الاحتلال عن سواعد فتيانها، فهى تحارب اليوم كى ترمم ما تبقى من جذوعها الممتدة في باطن التاريخ.
صلاة الجمعة مازالت ترفع في الأقصى بأصوات المرابطين الذين بات تحديهم ودخولهم القدس للصلاة نوعا من الجهاد، مازال المعمرون الذين يستطيعون عبور الحواجز الإسرائيلية يواظبون على صلواتهم في المسجد الأقصى، بينما لم يرَ جزء كبير من صغار الشباب الفلسطينى القدس أو مدن الداخل يوما في حياته، في محاولة إسرائيلية لعزلهم عن التاريخ.
في مايو الماضى، مرت مائة عام على «سايكس بيكو». وفى 2 نوفمبر الجارى حلت الذكرى الـ99 لـ«وعد بلفور». وفى 29 نوفمبر الجارى أيضا الذكرى الـ67 على قرار تقسيم فلسطين.
«المصرى اليوم» شدت الرحال إلى المسجد الأقصى لتروى منه حكايات، وتنقل صورا من شوارع فلسطين، ليبقى الملف مفتوحا.. وعلى مدار الأيام القادمة سننشر حوارات مع قيادات السلطة الفلسطينية وتحقيقات من داخل الأراضى المحتلة.
منذ ما يزيد على 6 أشهر، تلقيت دعوة من صديقتى الكاتبة الصحفية الفلسطينية، بثينة حمدان، لزيارة الضفة الغربية والتعرف على فلسطين المحتلة عن قرب. استغرق استخراج تصريح الدخول من الصادر من السلطة الفلسطينية في رام الله أكثر من أربعة أشهر، تلقيت خلالها دعوة أخرى من نقابة الصحفيين الفلسطينية لزيارة رام الله وإعطاء محاضرات للصحفيين الفلسطينيين عن السلامة المهنية أثناء تغطية أماكن النزاعات والحروب، وأخيرا صدر التصريح بدخولى مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة ساريا لمدة شهر. المزيد
ينما لا ترى في رام الله إلا مدينة حديثة بطابع غربى طغى على أشياء كثيرة حتى ملابس سكانها، تجذبك رائحة فلسطين الشام الصادرة من حوارى البلدة القديمة في مدن الخليل ونابلس والقدس، فليس المعمار القديم الذي يتعدى قرونا وحده هو ما يميز هذه المدن، بل ملابس أهلها، وأريحيتهم، ومرابطتهم، ورائحة الزيتون الصادرة من أزقتهم، بسماتهم القديمة التي لم يمحها الاحتلال أو وجود المستوطنين. المزيد
صارت المخيمات في الضفة الغربية الآن هي مطرقة تدق في رأس الاحتلال والسلطة الفلسطينية معا، فبعد جمع السلاح من الفلسطينيين المقاومين داخل المدن، وإنهاء الانتفاضة، صارت المخيمات في نابلس وطولكرم ورام الله هي مصدر انزعاج الاحتلال من اندلاع المقاومة في أي مكان بها في أي وقت، لذا فإن الاحتلال كثيرا ما يداهم منازل المخيمات ويقوم بعمليات تفتيش واعتقالات بها، فقد أصبحت المخيمات الآن هي المصدر الأول للمقاومة في الضفة الغربية. المزيد
ما إن تصل إلى استراحة أريحا حتى تشعر أنك في فلسطين العرب ، حيث الوجوه عربية واللغة كذلك، فتستقبلك ابتسامات وترحيب من كل من يراك. الزائرون العرب لهذا الجسر قلة، ومدينة أريحا هي إحدى أكبر المدن في الضفة الغربية وهى أشبه ما تكون بواحة سيوة المصرية حيث إنها ارض شديدة الانخفاض مرتفعة الحرارة، يحوطك نخيلها أينما ذهبت. المزيد
بعد ما يقرب من 45 دقيقة سوف تجد الطريق يرتفع مجددا وبشدة فها هي جبال رام الله تقترب، تلك الطرق الجبلية الممهدة بعناية تخبرك أنك في الطريق إلى مدينة جديدة تحاول بناء نهضة علمية واقتصادية، واجتماعية، تأملت السيارات التي تصعد وتهبط هذه الطرق شديدة الارتفاع، حيث طبيعة الشام الجبلية تتجلى في الضفة الغربية، وذكرت لنفسى لو أن لدينا هذه الطرق لمات أضعاف أضعاف ضحايا حوادثها في مصر، هنا السيارات ذات مواصفات أوروبية تجعلها تتحمل السير بسرعة على تلك الطرق التي شيدت بعناية هي الأخرى دون مناقصات يشوبها فساد أو تسليم غير مطابق للمواصفات، حتى الميكروباص في الضفة الغربية يسمى «الفورد»، طبقا لماركة السيارة، وهو يربط المحافظات ببعضها، ويجب على جميع الركاب أن يربطوا الحزام جيدا وألا يتعرض لدفع غرامة على الطريق، والفورد ضرورة ملحة، حيث التاكسيات شىء مكلف للغاية في فلسطين، إذ يصل سعر لتر البنزين 2 دولار (30 جنيها مصريا). المزيد
حينما وصلت الضفة الغربية كان على أن أغير عملة، من دولار إلى شيكل، فقد كانت العملة السائدة في فلسطين هي الدينار الأردنى حتى عام 1967 حين بدأ التعامل بالشيكل يصبح أمرا واقعا على الفلسطينيين. المزيد
بات الخوف من غد بلا رئيس أحد أهم الهموم المسيطرة على المواطن الفلسطينى اليوم، فها هو الرئيس محمود عباس أبومازن يتعدى عامه الثانى والثمانين، ويخاف الفلسطينيون من مرضه، في ظل الخلافات القديمة بين فتح وحماس، والخلافات الحديثة داخل صفوف فتح نفسها، وفى ظل عدم وجود نائب للرئيس. المزيد
عندما تردد اسمهم أمامى في أول الأمر حسبتهم من أحفاد موسى السامرى ، وعندما صعدت الجبل والتقيتهم في أعلى قمة جبل جرزيم بمدينة نابلس ، علمت أنهم أتباع موسى وليسوا يهودا، فهم لا يرغبون أن يلقبهم أحد باليهود لأنهم ينسبون أنفسهم إلى لاوى ويوسف أبناء يعقوب وليسوا أبناء يهوذا وبنيامين اللذين ينسبون إليهما اليهود، لهؤلاء القوم قصة كبيرة، فهم يسكنون فلسطين منذ آلاف السنين، ورفضوا تركها وشاركوا في حروب عديدة، لحياتهم طقوس عديدة غريبة، فإن كنت تريد زيارتهم عليك أن تصل الجبل قبل الرابعة عصرا حيث يغلقون بوابتهم ويبدأون صلواتهم، التي تشبه صلاة المسلمين كثيرا في الركوع والسجود، المزيد
حينما تتجول في شوارع رام الله لا تتعجب عندما يصلك صوت الشيخ «عبدالباسط عبدالصمد» صادعا من مكبرات الصوت بمساجد المدينة قبيل أذان الظهر أو العصر، وأن تسمع أم كلثوم وهى تشدو «أمل حياتى» من أحد الكافيهات الموجودة بوسط المدينة، ستجد حفاوة بكل ما هو مصرى فيك بمجرد أن تلقى التحية وتظهر لهجتك، فالفلسطينيون في الضفة يعشقون مصريتنا. المزيد
تكرر اسم تركيا أثناء تجوالى في الأحياء المهددة بالهدم، التي تحتاج إلى ترميم ببلدة القدس القديمة كما تكرر اسمها أثناء حوارى مع القيادات الفلسطينية، فها هي القدس تمتن لأنقرة لأنها لا تمول الترميم فقط بل انها تتوسط لدى الاحتلال الإسرائيلى كى يوافق على ترميم بعض المنازل، المزيد
حين تصل إلى القدس سوف تعلم لماذا دخل العرب من أجلها كل تلك الحروب، فأنت هنا في مدينة الرب، لا شىء يصفها فقط عليك أن تدخلها ثم تزرف عيناك دموعا بلا سبب تدركه إلا عاصفة من المشاعر بداخلك وغيمة من السكينة تقف بينك وبين السماء. المزيد
في كل مدينة أو قرية ذهبت إليها كان الجدار حديث الفلسطينيين، فها هي المعابر تمنعهم عن الدخول لأراضيهم، بات الجدار حاجزا بين الفلاح وأرضه ففى قلقيلية حيث الجدار يحوطها من كل جانب، تجد منازل المزارعين داخل المدينة بينما أراضيهم داخل الجدار في الجانب الإسرائيلى، حينما التقيت المعمرين أخبرنى أحدهم أنه كان يذهب كل أسبوع ليصلى في الأقصى بينما اليوم لم يعد يستطيع بسبب الجدار والحواجز. المزيد
ما إن تعبر شارع نابلس بوسط القدس الشرقية ، حتى تجد نفسك أمام باب العمود، المدخل الرئيسى للحى الإسلامى بالبلدة القديمة حيث الطريق إلى المسجد الأقصى ، ستفاجئك وجوه حرس باب العمود من المجندين الإسرائيليين شديدى التجهم، وحينما تدخل إلى البلدة ستجد مجموعة من الأحياء القديمة منها ما يؤدى إلى المسجد الأقصى ومنها طريق آلام السيد المسيح حتى كنيسة القيامة، الممتلئ بالزائرين المسيحيين، ومنها ما يؤدى إلى حارة اليهود التي احتلت مكان حارة المغاربة وحارة الشرف قديما. المزيد