4 أيام من التوتر شهدها سجن برج العرب. شهادت من أهالي المحبوسين هناك تؤكد تعرض بعض المسجونين إلى الاعتداء اللفظي والبدني، ما سبب حالة من التوتر والقلق بين الأهالي الذين توافدوا على السجن لرؤية ذويهم، لكن معظمهم لم يستطع، بسبب رفض إدارة السجن للزيارات.
عدد كبير من المحبوسين في سجن برج العرب بتهم تتعلق بالتظاهر والاشتراك في تجمهر، جرى ترحيلهم إلى سجون أخرى، على رأسهم 100 إلى سجن المنيا، الاثنين، و225 إلى سجن جمصة، على دفعات، خلال الأيام الماضية، بخلاف عدد من الذين تم ترحيلهم إلى وادي النطرون اليوم.
ووفقًا للأهالي فإن التوتر بدأ بعد «تهديد أحد ضباط السجن لعنابر الإعدام بتنفيذ الأحكام ومنع الزيارات عنهم».
«المصري اليوم» تواصلت مع عدد من المتواجدين لزيارة ذويهم، اليوم، في برج العرب.
«ج»، فتاة عشرينية، والدها «ي. أ»، محبوس بعنبر المحكوم في سجن برج العرب، تقول إنها زارت والدها، وكانت آثار الاعتداء واضحة عليه، ونقلت عنه: «منذ 4 أيام يتم الاعتداء بشكل يومي على عدد من العنابر بالسجن، بدأت بعنابر 21، 23، 24، ووصلت، الأربعاء، إلى عنبر 1، 2».
«ضربوهم وأخدوا منهم الأدوية، وشفت ناس مصابين بجروح في رأسهم، وواحد محروق في دراعه»، نقلت «ج»، ما رأته في الزيارة، التي أكدت أنها لم تتعد 5 دقائق، بعد تهديد إدارة السجن لهم، واعتدائها لفظيًا على عدد من المتواجدين أمام بوابة الزيارة.
وتضيف «ج»: «العنابر بتتعاقب، بيضربوا عليهم غاز وخرطوش، وبيضربوا اللي بيرحلوهم، وبياخدوا من كل الناس متعلقاتها، وأخدوا من والدي الدواء وجميع متعلقاته، وضربوا اللي في العنبر»، موضحة أن عدد من الذين سجلوا أسمائهم لرؤية ذويهم المحبوسين لم يستطيعوا رؤيتهم لأن «إدارة السجن منعت عنهم الزيارة».
شهادة «ج» تطابقت معها رواية المحامية ماهينور المصري، محامية عدد من المحبوسين بالسجن، أن هناك حالات تعذيب وجرائم عنف داخل سجن برج العرب، بسبب «تعامل إدارة السجن مع عنابر المخصوص أو الإعدام، ما خلق حالة من عدم الرضا بين بقية المحبوسين».
هند القهوجي، شقيقة المحبوس لؤي القهوجي، الذي تم ترحيله مع آخرين من سجن برج العرب إلى سجن جمصة، زارت شقيقها، اليوم، 10 دقائق فقط، على خلاف قواعد السجن، التي تعطي حق الزيارة للسجين ساعة كاملة، موضحة أن التفتيش كان سيئًا للغاية، ورفضت إدارة السجن دخول الطعام إلى المحبوسين، واكتفت بإدخال «البطانية»، وعدد من الملابس الداخلية، واصفة التعامل في السجن بـ«الوحشي»
وقالت «هند»، إنها وآخرين من أهالي المُرحلين إلى سجن جمصة، تم التعامل معهم بطريقة سيئة: «رموا الحاجات بتاعتنا على الأرض، وشتمونا». ونقلت عن شقيقها ما حدث ليلة ترحيله إلى السجن: «عملولنا تشريفة ضرب وسحل على البطن، وكلبشونا من الخلف، وخلونا نزحف على بطننا في القاعة كلها».
وفقًا لرواية لؤي التي نقلتها شقيقته لـ«المصري اليوم»، فإن جميع الذين تم ترحيلهم من سجن برج العرب إلى سجن جمصة، موجودين في مكان واحد، ويتم تكديرهم بشكل يومي، إذ يتم منعهم من النوم منذ السابعة صباحًا حتى السابعة مساءً، كما تم منع دخولهم دورات المياه إلا باستئذان، وهناك حالات اعترضت على الوضع فتم تحويلها إلى التأديب.
هشام محمود عبدالسلام، حالة من الحالات التي تم ترحيلها من برج العرب إلى جمصة، لكن أسرته لم تستطع رؤيته، اليوم، لأنه كان في عنابر التأديب، لـ«اعتراضه على التعامل غير الآدمي من إدارة السجن تجاهه»، وفقًا لرواية شقيقه، ياسر، الذي أكد أن شقيقه تعرض للضرب والاعتداء من قبل ضباط السجن قبل ترحيله إلى سجن جمصة.
كسور باليد، وحرق بالرأس، ونزيف من أماكن مختلفة، وآثار اعتداء، ظهرت على مسجونين جمصة المرحلين من برج العرب، وفقًا لرواية عدد من الذين زاروا ذويهم، اليوم، مؤكدين أن التعامل معهم في السجن «وحشي»، ويتم تهديدهم بالاعتداء من آن لآخر.
عدد كبير من الأهالي قدم بلاغات ضد ما يحدث لذويهم في سجن برج العرب، وصل إلى أكثر من 250 أسرة، قدموا بلاغات في نيابة غرب الإسكندرية، وفقًا لما أكده محمد حافظ، المحامي بمؤسسة حرية الفكر والتعبير، ومحامي عدد من أهالي المحبوسين، قائلًا إن الأهالي اختصموا مأمور سجن برج العرب، وعماد الشاذلي، رئيس مباحث السجن، والضابطين عمرو عمر، وسامح الصيرفي، مؤكدين في بلاغهم «خشيتهم على أقاربهم من الموت».
وأضاف «حافظ» لـ«المصري اليوم» أن أعضاء النيابة الجزئية الذين انتقلوا إلى السجن للتحقيق لم يدخل أي منهم العنابر الخاصة بالمحبوسين«السياسيين»، لكنهم اكتفوا بالجلوس في غرفة المأمور، على حد قوله، مؤكدًا أنه حتى الآن لم يتم الرد على الأهالي بشأن ما يحدث لذويهم في السجن.
«حافظ» أكد في حديثه أن عدد من المحبوسين تعرض لاعتداء وأن بعضهم أصيب بحروق جلدية واختناقات نتيجة الاعتداء بقنابل غاز وشطة وعصيان الأمن المركزي، على حد قوله، ونقل عن أحد المحبوسين قوله إن «صديقه في عنبر 23 تم الاعتداء عليه، وكان ينزف من عينه وأذنه، وأخذته إدارة السجن، ولم يتسن معرفة مكانه حتى كتابة هذه السطور».
أحد المتواجدين أمام سجن برج العرب، رفض ذكر اسمه، قال لـ«المصري اليوم» إن اللواء حسن السوهاجي، مساعد وزير الداخلية، خرج للأهالي المتظاهرين أمام بابا السجن الرئيسي، وهددهم: «خلوا بلاغات النيابة تنفعكم»، مؤكدًا ما وصفه بـ«تعنت إدارة السجن مع الأهالي»، ونقل لـ«المصري اليوم» شهادته عن رؤيته لعدد من العاملين بالسجن يلقون بملابس السجناء «الكحلي والأبيض»، في صناديق القمامة المتواجدة أمام السجن، ما أثار حالة من الغضب بين الأهالي، انتهت بتطويق الأمن لهم.