x

شباب رأس غارب: نقلنا الضحايا في سيارات الأجرة.. و«مشوفناش عربية إسعاف»

الأحد 06-11-2016 11:54 | كتب: محمد علي الدين |
شباب رأس غارب يروون لـ"المصري اليوم" تفاصيل محاولات إنقاذ ضحايا السيول شباب رأس غارب يروون لـ"المصري اليوم" تفاصيل محاولات إنقاذ ضحايا السيول تصوير : محمد فتحي عبداللطيف

سيارة نصف نقل تحمل عدداً من الشباب تخترق ظلام شوارع رأس غارب، تتوقف قليلاً أمام الطرق المؤدية إلى المناطق المتضررة، ثم تلقى بعدد من صناديق الشمع للأهالى، وتتحرك سريعاً إلى شارع آخر. يقول أحمد خليفة، 30 سنة، أحد الشباب المشاركين في تجميع المساعدات وتقديمها للمتضررين، إن ما نفعله أقل واجب تجاه أبناء مدينتنا بعد أن تخلت عنهم الحكومة خلال الأزمة.

يوضح «خليفة» أن تقديم الشمع للأهالى مجرد جزء من تبرعات ومساعدات أكثر جمعها سكان رأس غارب غير المتضررين، وأقاربنا في السويس، والغردقة، وقنا. ويضيف: «مجرد ما عرفوا بالأزمة أرسلوا لنا ظهر الجمعة 15 سيارات نقل محملة بالمعلبات والمواد الغذائية والأدوية، بدأنا فوراً في تنظيمها وتوزيعها على المتضررين في مناطق (جنينه الحاج نور)، و(العبور)، و(محطة الكهرباء)، و(مساكن الـ128)، و(المعاشات)، و(مساكن الحاج برعى)».

يقول «خليفة» إن مدينة رأس غارب يصل إليها يومياً 20 سيارة مساعدات، جميعها من الأهالى ولا توجد سيارة واحدة من الحكومة.

يحكى محمد على حسن، 30 سنة، ما شاهده خلال محاولات إنقاذ الضحايا التي قام بها الأهالى: «استعنا بكل لوادر الأهالى وسيارات النقل الموجودة، استخدمنا الحبال لسحب المتضررين خارج منازلهم.. السيل كان قافل أبواب البيوت على الناس ومش عارفين نفتحها». ويضيف أنه شاهد عمليات انتشال 4 جثث وجد بعضها أسفل سيارات.

يشتكى «حسن» من أداء مجلس المدينة خلال السيل: «المجلس معندهوش غير لودر واحد.. ولما اتحرك عطل.. عندنا في غارب 15 سيارة إسعاف ماشوفناش واحدة منهم.. كنا ننقل المصابين في سيارات ملاكى وأجرة ونحمل جثث الضحايا على أبواب المنازل الخشبية».

نجح شباب رأس غارب خلال الساعات الأولى من السيل، تشكيل نقاط متفرقة بين المناطق المتضررة لتوفير المواد الغذائية والأغطية والمراتب للمتضررين. كما فتحت القبائل والعائلات مجالسها لتجميع المساعدات وتوزيعها على المتضررين، يقول الحاج فاروق البنا، رئيس جمعية «عربان الصحراء الشرقية (العبابدة)»، «جميع القبائل شاركت في نجدة الناس.. والشباب كان يحاول إنقاذ الضحايا على أنوار الهواتف.. مجلس المدينة موفرش للناس حتى كشاف».
يشرح «البنا» المساعدات المتوافرة لديه قائلا: «لدينا الآن مواد غذائية وألبان للأطفال وأنسولين لمرضى السكر».

في مدرسة الشهيد عباس سليم، حوّل رجال الهلال الأحمر المصرى المكان إلى خلية نحل، جهزوا المدرسة سريعاً لاستقبال المتضررين، ووزعوا المراتب والأغطية على الفصول، استعداداً لتحويلها إلى غرف إيواء مؤقتة.

في ممرات المدرسة، يقف خالد السيد رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر بمحافظة البحر الأحمر، ينظم المتطوعين، ويوجه بنقل الأغطية والمراتب إلى المناطق المتضررة التي خسر أهلها جميع أثاث منازلهم، ثم يوجه بإرسال شباب الهلال الأحمر إلى المناطق المتضررة لحصر الاحتياجات وأسماء المتضررين وعناوينهم استعداداً لموجة جديدة من توزيع المساعدات على الأهالى.

يقول خالد السيد إن الهلال الأحمر المصرى وفر حتى الآن 80 مرتبة و100 مخدة، و200 بطانية، وحالياً في انتظار 80 مرتبة أخرى، كما نجح في إيواء 11 أسرة (61 شخصاً) في مدرسة الشهيد عباس سليم. ويشدد رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر المصرى على أبرز الاحتياجات التي يحتاجها المتضررون، ويقول: «نحتاج بشكل عاجل مراتب وأغطية.. الموجود لدينا غير كاف».

في فناء المدرسة، تصل سيارات الأهالى محملة بما تيسر من أغطية ومراتب ومواد غذائية، هناك سيدة جاءت بسيارة نقل ووضعت عليها مرتبة و4 أغطية، وآخر ملأ سيارته الملاكى بأكياس المواد الغذائية، فيأتى دور شباب الهلال الأحمر في توجيههم إلى إحدى المناطق الأكثر تضرراً، والأسر التي تحتاج تلك المساعدات بشكل عاجل.

داخل أحد الفصول وقفت نسمة سعد، إحدى المتضررات، مع أطفالها الثلاثة، تقول: «بيتى في منطقة المحكمة لأنها منطقة منخفضة المية اتجمعت فيها وكل اللى جرفه السيل وصل عندنا»، وتضيف: «صحيح الهلال الأحمر وفر لى كل شىء على قدر استطاعته وجاب دكتور لابنى الرضيع، لكن أنا مش سعيدة بالبقاء في المدرسة.. لحد إمتى ح افضل هنا.. ح يجى يوم ح يمشونا وبيتى انتهى تماماً.. مش محتاجين أكل ولا شرب.. محتاجين الستر في بيت».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية