أجمع عدد من خبراء الاقتصاد على أن البنك المركزى استطاع أن يحسم باقتدار «معركته الأولى» مع السوق الموازية، بقرار تحرير سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، إلا أن نجاح القرار مرهون بتوفير العملة وزيادة الاحتياطيات للقضاء على السوق الموازية، الأمر الذى يحقق انتعاشة فى الصادرات والسياحة والاستثمار لتقليل الفجوة بين الطلب والمعروض.
قال السفير جمال البيومى، أمين عام اتحاد المستثمرين العرب، إن قرار البنك المركزى بتحرير سعر صرف الجنيه مقابل الدولار يحتاج إلى عدة قرارات مساندة لتضعنا على المسار الصحيح نحو الإصلاح.
وأضاف، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، أن الحصول على قرض صندوق النقد الدولى يحتاج إلى تسريع تنفيذ عدة خطوات أساسية، ومنها عجز الموازنة، واستقرار سعر الصرف، وهو ما حدث مؤخرا من خلال تحرير سعر الجنيه، أمس. ودعا البيومى إلى ضرورة تشديد الرقابة على الأسواق، واتخاذ خطوة نحو زيادة سعر الفائدة البنكية، بالإضافة إلى التوسع سريعا فى البرامج الاجتماعية الخاصة بالفقراء، وتوقع أن يتحقق التوازن فى السوق المحلية فى خلال 10 أيام بعد تفاعل هذه القرارات مع بعضها البعض، لافتا إلى أن التوقيت الحالى مناسب، خاصة أنه جاء بعد قرارات المجلس الأعلى للاستثمار.
وقال الدكتور رشاد عبده، خبير اقتصادى، إن نجاح القرار مرهون بمدى نجاح القطاع المصرفى فى توفير الدولار لتلبية احتياجات السوق، وبالتالى ضرب السوق السوداء.
واستبعد عبده تراجع أسعار السلع الغذائية مع انخفاض سعر الدولار، موضحا أنه فى الأوضاع الطبيعية كان يجب أن تشهد الأسعار تراجعا، لكن نظرا لعدم الانضباط فى السوق المحلية فمن المستبعد أن تتراجع الأسعار حاليا.
ودعا إلى ضرورة ممارسة الضغوط الحكومية لتطبيق مبادرة تحديد هامش الأرباح، وأن المبادرة يجب أن تشارك فيها الجهات الفاعلة، سواء اتحاد الصناعات أو اتحاد الغرف التجارية، لضمان نجاحها وتحقيق النتائج المرجوة، لافتا إلى أنه من بين الآثار الإيجابية المتوقعة زيادة معدل الاستثمار، لكن الأمر يستدعى تحسين مناخ الاستثمار بصفة عامة من خلال تفعيل قرارات المجلس الأعلى للاستثمار. وقالت ريهام الدسوقى، كبير الاقتصاديين ببنك «أرقام كابيتال»، إن الخطوة الأولى للبنك المركزى تمت بشكل إيجابى يتماشى مع الرغبة فى الإصلاح، لكن ننتظر ما سيتم طرحه فى العطاء الاستثنائى، خاصة خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن الرهان الحالى لتقييم نجاح «المركزى» يكمن فى القضاء على السوق السوداء، وقدرته على تلبية الطلب والاحتياجات من الدولار.