توالت ردود الفعل ما بين مؤيدة ومعارضة لما جاء في بيان الدكتور محمد البرادعي عن شهادته لثورة 30 يونيو وما تبعها من أحداث، من بينها عزل محمد مرسي، وفض اعتصامي رابعة والنهضة.
ورصدت «المصري اليوم» تباينًا في موقف مؤسسي حركة «تمرد» عقب البيان الأخير، خلال فترة تصدر البرادعي للمشهد السياسي بعد عزل مرسي.
ففي 6 يوليو 2013، طرحت حركة «تمرد» عبر مؤسسيها الثلاثة، محمود بدر ومحمد عبدالعزيز وحسن شاهين، الدكتور محمد البرادعي كرئيس للحكومة، واعتبرته «خطوة على طريق الثورة المصرية».
وحاولت «تمرد»، بحسب ما جاء على لسان محمود بدر، النائب الحالي في البرلمان، الضغط لتولي البرادعي رئيسًا للوزراء، وقال «بدر» إن هناك جلسات مع أعضاء حزب النور لإقناعهم بالموافقة.
وعقب بيان الأمس، خرجت حركة «تمرد» وقالت إن «البرادعي يكذب»، وقال محمد عبدالعزيز، أحد مؤسسي الحركة في حسابه على «تويتر»: «طيب بصفتي أحد حضور بيان 3 يوليو أقول بضمير مستريح إن أغلب ما قاله الدكتور البرادعي كذب وليس حتى خلاف في الرأي معه، لا كذب بمعنى كذب».
وقال حسن شاهين عبر صفحته على «تويتر»: «قرأت بيان البرادعى وأقول له أنت كاذب بكل ما تحمل الكلمة من معانيها وكذبك هذا لن يغير شيئًا بل يزيد من احتقارك في أعيننا»، بحسب ما ذكره.
فيما قال محمود بدر، في اتصال هاتفي لبرنامج «على هوى مصر» على قناة «النهار»، إن «البرادعى قال لى إنه يوجد سلاح في رابعة في اتصال هاتفى عقب أحداث الحرس الجمهورى، وطلب منى مقابلة كاترين أشتون ولكننى رفضت اللقاء، وقلت له أنا ضد فكرة تدويل الموضوع، ومش كل شوية يجيلى وزيرة خارجية ألمانيا وأمريكا وكل واحد يتكلم برأى.. دى أزمة داخلية مصرية وإحنا نقدر نحلها، ومش هستنى العالم».
وقال الناشط حازم عبدالعظيم، المسؤول السابق بحملة الرئيس عبدالفتاح السيسي الانتخابية، على «تويتر»: «قليل من الرجال يستطيع أن ينشر شهادته وهو حي ورغم تأخرها شكرًا لدكتور البرادعي وأرجو أن تتقبل اعتذاري عن فترة ضبابية اختلط فيها الحق بالباطل»، فيرد عليه البرادعي: «شكري وتقديري على صدقك وشجاعتك، أسأل الله أن يوفقنا جميعا لما نبتغيه من وطن يقوم على الحرية والكرامة».
وطرح شادي الغزالي حرب عدة تساؤلات موجهة لحركة «تمرد»، عبر «تويتر»، وقال: «بتوع تمرد انتوا اللي بتكذّبوا البرادعي؟ يعني متوقعين مستوى ذكائنا قد إيه بالضبط؟».
وكتب جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، قائلا: «بيان البرادعي، لماذا تأخر نشر هذا البيان 3 سنوات، ولماذا لم تنشره فور رحيلك؟ وماذا فعلت غير التغريدات لمقاومة الديكتاتورية؟ نحترمك لكنك أخطأت».
ووجه المحامي والإعلامي خالد أبوبكر طلبا للدكتور البرادعي، عبر «تويتر»، وكتب قائلا: «سيبنا في حالنا.. نحل هموم بلدنا ونبني مستقبل لأولادنا».
وقال رجل الأعمال حسن هيكل، نجل الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، عبر حسابه بـ«تويتر»: «البرادعي، مع احترامي للإنسان: المشهد تعدى كل اللي فات وعدى، نحن في مرحلة مخاض جديدة».
فيما عبر أسامة هيكل، وزير الإعلام الأسبق، رئيس لجنة الإعلام بمجلس النواب، على بيان البرادعي، بقوله: «التوقيت غير مريح»، في إشارة لدعوات التظاهر في 11 نوفمبر، مشيرا في تصريحات صحفية، أمس الثلاثاء، إلى أن فكرة التعامل مع الإخوان مرفوضة من المصريين، وإذا كان البرادعي يقدمها بالنيابة عن الإخوان، فهو أمر غير جيد.
وكشف البرادعي، نائب الرئيس عدلي منصور السابق، في بيان له، أن انسحابه من المشهد السياسي باستقالته من منصبه جاء بسبب فض اعتصام «رابعة العدوية» المؤيد لمحمد مرسي، بالقوة.
وقال البرادعي إن اجتماع القوات المسلحة مع ممثلي القوى السياسية يوم 3 يوليو 2013، كان «لبحث الوضع المتفجر على الأرض نتيجة مطالب الجموع الغفيرة المحتشدة في كل أنحاء مصر منذ 30 يونيو (من العام نفسه) لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة».
وأضاف في بيانه الذي تضمن 13 نقطة أنه «فوجئ في بداية الاجتماع بأن رئيس الجمهورية كان قد تم احتجازه من قبل القوات المسلحة دون أي علم مسبق»، وتابع: «رئيس محتجز وملايين محتشدة في الميادين- أصبحت الأولوية بالنسبة لى هي العمل على تجنب الاقتتال الأهلي، والحفاظ على السلمية والتماسك المجتمعي من خلال خارطة طريق تمت صياغتها في عجالة».
وأشار البرادعي إلى أنه وافق- في ضوء ما تقدم- على المشاركة في المرحلة الانتقالية كممثل للقوى المدنية «بهدف المساعدة للخروج بالبلاد من منعطف خطير بأسلوب سلمي بقدر الإمكان».
ولفت إلى أن الهدف من وجوده في المنظومة الرسمية (قبل استقالته) هو «التوصل إلى صيغة تضمن مشاركة كل أبناء الوطن وتياراته في الحياة السياسية».
وأوضح أن اعتراضه على استخدام القوة في فض الاعتصامين «ليس فقط لأسباب أخلاقية وإنما كذلك لوجود حلول سياسية شبه متفق عليها كان يمكن أن تنقذ البلاد من الانجراف في دائرة مفرغة من العنف والانقسام».
وشدد في ختام بيانه أن «مستقبل مصر يبقى مرهوناً بالتوصل إلى صيغة للعدالة الانتقالية والسلم المجتمعي وأسلوب حكم يقوم على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعلم والعقل».
وكان البرادعي، الحائز على جائزة نوبل للسلام، تقدم باستقالته من منصبه في 14 أغسطس 2013، عقب بدء فض اعتصام «رابعة العدوية».